الفيصل: السعودية ليست بصدد الزجّ بقواتها البرية داخل اليمن

أكد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أن المملكة ليست بصدد الزجّ بقواتها البرية داخل الأراضي اليمنية، مؤكداً أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن السعودية والخليج والأمن العربي، وانتقد الفيصل «الدعم» الذي تقدمه إيران للمتمردين الحوثيين، الذين زعزعوا استقرار اليمن، مؤكداً ان بلاده «ليست من دعاة الحرب». في الأثناء تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء قبل فجر أمس، لأعنف غارات جوية منذ بدء عمليات «عاصقة الحزم»، التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين.

■ أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن السعودية والخليج والأمن العربي.

■ قوات سعودية وحوثيون يتبادلون نيران المدفعية على الحدود.

وتفصيلاً، أكد سعود الفيصل في كلمة له لدى حضوره جلسة مجلس الشورى العادية، التي عقدها المجلس أمس، «أن اليمنيين هم الذين سيحمون اليمن». مشيراً إلى أن اليمنيين قادرون على القيام بمسؤولياتهم ومواجهة التنظيم الحوثي، خصوصاً في ظل انضمام العديد من العسكريين والمدنيين، أخيراً، إلى القوات الموالية للشرعية.

وقال الفيصل إن «دول مجلس التعاون الخليجي لديها علاقات استثنائية مع اليمن الشقيق، وتدرك مسؤولياتها تجاه النهوض باليمن ودعم التنمية فيه، وما يهمنا في اليمن هو ازدهاره ونماؤه واستقراره».

وأضاف الفيصل في الجلسة إن «ميليشيا الحوثي وأعوان الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبدعم إيران، أبت إلا أن تعبث باليمن، وتعيد خلط الأوراق وتسلب الإرادة اليمنية، وتنقلب على الشرعية الدستورية، وترفض كل الحلول السلمية تحت قوة السلاح المنهوب، في سياسة جرفت اليمن إلى فتن عظيمة وتنذر بمخاطر لا تحمد عقباها».

وتابع الفيصل «لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها، وأمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج والأمن القومي العربي، فكيف إذا جاءت الاستغاثة من بلد جار وشعب مكلوم، وقيادة شرعية، تستنجد وقف العبث بمقدرات اليمن، وتروم الحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته. ومن هذا المنطق حظي

التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، بمباركة واسعة وتأييد شامل من لدن أمتنا العربية والإسلامية والعالم».

وشدد الفيصل على استمرار «عاصفة الحزم» للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها، ويعود اليمن آمناً مستقراً وموحداً. وأكد أن سياسة المملكة الخارجية مبنية على ثوابت محددة، أهمها الانسجام مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وخدمة الأمن والسلم الدوليين.

وشنت صحيفة الوطن السعودية هجوماً شرساً على إيران، محذرة الدول العربية من رد فعل محتمل من البلد الجار على العملية العسكرية في اليمن. وكتبت الوطن أن العملية تشكل «أقوى صفعة لإيران منذ عقود»، مضيفة أن الحملة العسكرية تبعث «الأمل في نجاح عربي تاريخي بإفشال مخططات احد اهم أعداء العرب».

ومواصلة لـ«عاصفة الحزم» تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء قبل فجر أمس، لأعنف غارات جوية منذ بدء العمليات التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين. وقد ركزت هذه الغارات الشديدة العنف على مواقع الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي اصبح اليوم حليفاً للحوثيين.

وفي صنعاء أفاد عدد من السكان بشنّ غارات ليلية عنيفة جداً. وقال احد السكان، ويدعى عاصم الصبري، لوكالة فرانس برس «شهدنا الغارات الأعنف» في صنعاء، منذ بدء عملية التحالف الخميس. وأضاف «سمع دوي انفجارات قوية طوال الليل. كان أمراً مريعاً، لم يغمض لنا جفن». وقال عمرو العمراني (30 عاماً) «لم أشهد ابداً انفجارات بمثل هذا العنف»، فيما تشهد العاصمة صباحاً هدوءاً نسبياً.

وقال آخر «كل معسكرات الحرس الجمهوري في محيط صنعاء وكذلك مطار العاصمة تعرضت للقصف طوال الليل».

والى جانب صنعاء، تواصلت الغارات الجوية وأصابت مواقع للحرس الجمهوري ومواقع دفاعات جوية في مناطق عدة باليمن بحسب سكان. وفي الجنوب قتل 40 شخصاً على الأقل معظهم من المدنيين في هجمات عديدة وأعمال عنف، بحسب مصادر مختلفة. وقال سكان إن قوات سعودية ومقاتلين حوثيون تبادلوا إطلاق نيران المدفعية على الحدود.

وقالت مصادر إن مقاتلين حوثيين تقدموا صوب الضواحي الشمالية الشرقية من مدينة عدن الساحلية اليمنية وسط اشتباكات عنيفة مع موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال مقاتلون موالون لهادي إن منطقة العلم القريبة من مطار عدن قصفت بالمدفعية ونيران الصواريخ، بعدما تقدم الحوثيون على طريق ساحلي مطل على بحر العرب.

وذكر وكيل محافظة عدن اليمنية نايف البكري، أن 70 مواطناً قتلوا في عملية الاجتياح العسكرية التي تنفذها قوات موالية للرئيس السابق والحوثيين في عدن منذ أيام، فيما سقط أكثر من 400 جريح. وقال البكري خلال زيارته عدداً من المستشفيات في عدن أمس، ان قوات الحوثي تقصف عشوائياً المساكن وتقتل المدنيين بصورة مرعبة، ولا تميز بين أي طرف أو آخر وتمارس أعمال قتل لكل من يقابلها.

ودانت إيران من جهتها الغارات على اليمن، معربة عن القلق «للتدخلات الخطيرة جداً». وكشفت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أن طهران لديها اقتراح لحل الأزمة في اليمن، وتحاول التواصل مع بعض الأطراف الخارجية، من أجل التعاون في هذا الشأن. وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي يشارك في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية المقام في الكويت، عن قلق طهران للوضع في اليمن، مشيراً إلى أن بلاده تبذل كل جهودها ومساعيها لاستتباب الأمن والهدوء في اليمن».

ودعت الخارجية الإيرانية مجدداً جميع الأحزاب والتيارات السياسية والاجتماعية في اليمن للعودة إلى طاولة الحوار على أساس الاتفاقيات السابقة، مشددة على أن الأعمال العسكرية لا تحل المشكلات الراهنة في البلاد.

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 

 

 






 

 

الأكثر مشاركة