اشتباكات عنيفة قرب بلدة عين عيسى

ضربات جوية تركية على منطقة كردية في سورية للمرة الأولى منذ 17 شهراً

رجل يقف وسط الأنقاض أمام مدخل المستشفى الذي تعرض للقصف في مدينة الأتارب. أ.ف.ب

شنّ الطيران التركي غارات على منطقة تسيطر عليها قوات كردية في شمال سورية، هي الأولى منذ 17 شهراً، ودارت اشتباكات عنيفة، أمس، بين قوات سورية الديموقراطية (قسد) من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة ثانية، قرب بلدة عين عيسى الاستراتيجية.

وتنتشر قوات تركية وفصائل موالية لها شمال بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، منذ هجوم شنته ضد المقاتلين الأكراد، في أكتوبر 2019، وسيطرت خلاله على منطقة حدودية واسعة، وتدور بين الحين والآخر اشتباكات بين الطرفين شمال البلدة الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية التي كانت تتخذ منها مقراً رئيساً.

وتزامن التصعيد في محيط عين عيسى مع احتفال الأكراد، أمس، بعيد النوروز، رأس السنة الكردية.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات اندلعت بعدما حاولت القوات التركية والفصائل الموالية لها التقدم في قريتَي المعلق وصيدا، شمال غرب بلدة عين عيسى، إثر انتهاء قوات سورية الديمقراطية من تفكيك ألغام في القريتين تمهيداً لعودة المدنيين.

وقال المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية، كينو كبرئيل، لوكالة «فرانس برس»: «تتعرض منطقة عين عيسى لحملة شديدة من قبل القوات التركية والموالين لها، عبر محاولة التقدم باتجاه قرى غرب عين عيسى»، وأشار إلى أن العمليات ترافقت مع قصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية التركية والطيران الحربي.

وأكد كبرئيل أن «قوات سورية الديمقراطية ردّت على الانتهاكات، وأفشلت محاولات التسلل، إلا أن الوضع لايزال متوتراً في محيط عين عيسى».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي التركي شنّ غارة استهدفت قرية صيدا، هي الأولى في تلك المنطقة منذ هجوم عام 2019.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن «قوات سورية الديمقراطية تمكنت من منع أي تقدم للفصائل الموالية لأنقرة»، مشيراً إلى تبادل للقصف بين الطرفين.

وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية، على أنها «منظمة إرهابية»، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها.

وتُعد قوات سورية الديمقراطية الشريك الرئيس لواشنطن في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، الأمر الذي طالما أثار انتقاد أنقرة. وتُصادف غداً ذكرى إعلان تلك القوات القضاء على «داعش»، إثر آخر معارك ضده بدعم أميركي في بلدة الباغوز شرق سورية.

وتتكرر بين الحين والآخر الاشتباكات في محيط عين عيسى، على الرغم من نشر دمشق قوات فيها، بموجب اتفاق مع الأكراد، كان الهدف منه وقف التقدم التركي، إثر هجوم عام 2019، كما توجد فيها قوات روسية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع أنقرة، بعدما سيطرت على منطقة حدودية شمال عين عيسى، تمتد بطول 120 كيلومتراً، بين بلدتَي رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة).

وفي نوفمبر الماضي، قتل أكثر من 20 عنصراً من الفصائل الموالية لأنقرة، في كمين نصبته لهم قوات سورية الديمقراطية، إثر محاولتهم التسلل إلى قرية المعلق.

إلى ذلك، قال المرصد السوري، أمس، إن خمسة مدنيين قتلوا بقصف مدفعي طال مستشفى في مدينة الأتارب شمال غرب سورية، واتهم «المرصد» الجيش السوري بشن الهجوم، فيما نقلت «رويترز» عن مسعفين قولهم إن سبعة مدنيين قتلوا، وأصيب 14 من العاملين بالقطاع الطبي على الأقل في القصف المدفعي، وذكرت وزارة الدفاع التركية أن القصف شنته قوات تساندها الحكومة السورية، وفي المقابل قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن قتلى وجرحى بينهم أطفال، سقطوا جراء قذائف أطلقتها الفصائل المدعومة من تركيا في ريف حلب الغربي، واستهدفت حيي الصالحين والفردوس.

وأحصت منظمة الصحة العالمية 337 هجوماً على مرافق طبية في شمال غرب سورية، بين عامَي 2016 و2019.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن 70% من العاملين في مجال الرعاية الصحية فرّوا خلال سنوات النزاع.

من جانب آخر، قال شهود ومصادر إن طائرات روسية نفذت غارات على مناطق قريبة من بلدات في إدلب بشمال غرب سورية، تسيطر عليها فصائل مدعومة من تركيا.

• قتلى ومصابون في قصف مدفعي استهدف مستشفى شمال غرب سورية.

• قوات سورية الديمقراطية تعلن تصديها لمحاولات التسلل التركية.

تويتر