ينذر بصراع محتمل بين أنقرة ودمشق.. ويثير شبح عودة «داعش»

انتــشــار قـــوات الجـيــش السوري على خط المواجهة مع القوات التركيـة

قوات من الجيش السوري خلال دخولها مدينة عين عيسى شمال محافظة الرقة. أ.ب

ذكرت وسائل إعلام سورية، أمس، أن القوات الحكومية انتشرت في عين عيسى على خط المواجهة مع القوات التركية، وذلك بعد اتفاق الانتشار بين دمشق والقوات التي يقودها الأكراد، ما ينذر بصراع محتمل بين تركيا وسورية، ويثير شبح عودة تنظيم «داعش»، فيما قتل 69 مدنياً في سورية، و128 مقاتلاً من قوات سورية الديمقراطية (قسد)، كما قتل 96 من الفصائل الموالية لأنقرة.

وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر ما قال إنه مدخل عين عيسى، حيث شوهد السكان وهم يرحّبون بوصول القوات الحكومية.

كما تحدثت وسائل الإعلام السورية أن الجيش السوري انتشر في بلدة الطبقة قرب الرقة، في منطقة يوجد بها سد كبير لتوليد الطاقة الكهرومائية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في وقت سابق أمس، إن القوات الحكومية دخلت بلدة تل تمر القريبة من الحدود التركية، شمال شرق سورية، حيث تقوم القوات التركية بهجوم لليوم السادس على التوالي.

والإعلان عن اتفاق بين الأكراد السوريين وحكومتهم يعد تحولاً كبيراً في التحالفات التي جاءت بعد أن أمر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسحب جميع قوات بلاده من منطقة الحدود الشمالية، وسط فوضى تتفاقم.

وينذر هذا التحول بصراع محتمل بين تركيا وسورية، ويثير شبح عودة تنظيم «داعش»، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن أي نفوذ متبق لها شمال سورية.

ولم يجد الأكراد بعد تخلي واشنطن ــ داعمتهم الرئيسة ــ عنهم، خياراً أمامهم سوى مطالبة الحكومة السورية بنشر قواتها في المناطق الحدودية، لوقف التقدّم التركي الذي تسبب بنزوح أكثر من 130 ألف شخص خلال أيام.

وتسلّط هذه الخطوة الضوء على تعقيدات النزاع الذي يمزّق سورية منذ عام 2011، إذ لطالما ندّدت دمشق بالإدارة الذاتية، وانتقدت بشدّة تحالف الأكراد مع واشنطن، التي شكلت داعمتهم الرئيسة في قتال تنظيم «داعش».

وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» إنّ قوات الجيش انتشرت على مشارف بلدة تل تمر. وشاهد عدداً من الجنود يحملون الأعلام السورية وسط ترحيب المدنيين الذين قدموا لاستقبالهم.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش العربي السوري تدخل بلدة تل تمر»، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً من رأس العين في محافظة الحسكة، حيث تتركز المعارك.

واقتربت بعض القوات السورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو ستة كيلومترات من الحدود التركية.

وفي مناطق حدودية أخرى، انتشرت وحدات من قوات الجيش السوري، مزودة بدبابات وآليات ثقيلة في محيط منبج، وكذلك قرب مدينتي الطبقة وعين عيسى، وفق المرصد.

وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، منذ بدء هجومها الأربعاء الماضي، من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً، يمتدّ من مدينة تل أبيض (الرقة) حتى غرب مدينة رأس العين.

وتسبّب الهجوم منذ الأربعاء الماضي، وفق المرصد، بمقتل 69 مدنياً في سورية، و128 مقاتلاً من قوات سورية الديمقراطية، كما قتل 96 من الفصائل الموالية لأنقرة.

وأحصت أنقرة من جهتها مقتل أربعة جنود أتراك في سورية، و18 مدنياً، جراء قذائف اتهمت المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية.

وشهدت رأس العين، أمس، اشتباكات عنيفة، بعد قصف «هستيري» بالمدفعية والطائرات ليلاً، وفق المرصد.

وقتل 10 مدنيين، أول من أمس، جراء غارة تركية استهدفت قافلة كان ضمنها صحافيون في رأس العين، بحسب المرصد. ونقل عشرات الضحايا إلى أحد مستشفيات مدينة القامشلي.

وشاهد مراسل «فرانس برس»، أول من أمس، مصابين تعرّضت أطرافهم للحروق، وآخرين يئنون من شدّة الألم أثناء معاينة جروحهم وتضميدها، بينما كانت عائلات تبحث عن أبنائها المفقودين.

وعلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، للمرة الأولى على انتشار الجيش السوري على الحدود، وذلك بعد ساعات من إعلان قوات سورية الديمقراطية أنها توصلت لاتفاق مع دمشق لمساعدتهم على صد الغزو التركي.

وقال أردوغان: «إنه لا يعتقد أنه ستكون هناك مشكلات في كوباني (عين العرب)، وإن بوتين أبدى نهجاً إيجابياً». ووصف الرئيس التركي الانسحاب الأميركي من سورية بالخطوة «الإيجابية».

وأضاف أردوغان أن القوات التركية وقوات المعارضة السورية الموالية لها تستعد لشن هجوم على مدينة منبج السورية الكردية، قائلاً: «نحن على وشك تنفيذ قرارنا بشأن منبج».

وأوضح أن هدف تركيا هو إعادة المدينة إلى السكان العرب، الذين قال إنهم «سكانها الشرعيون». ويأتي ذلك بعد أن انتشر الجيش السوري قرب الحدود مع تركيا، الاثنين، بعد ساعات من إعلان قوات سورية الديمقراطية الاتفاق مع دمشق.

من جانب آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية، أمس، عن مشرع روسي كبير قوله، إن أنقرة لا تخطط للسيطرة على أراض سورية بالقوة، ولذلك فإن احتمال اندلاع صراع تركي سوري مفتوح ضعيف.

تويتر