إجلاء دفعة جديدة من المحاصرين لدى «داعش» في الباغوز

روسيا وسورية تدعوان في بيان مشترك القوات الأميركية إلى الرحيل

مقاتلون من «قسد» في نقطة لفرز الخارجين من جيب «داعش» الأخير. أ.ف.ب

أصدرت روسيا وسورية بياناً مشتركاً، أمس، يدعو القوات الأميركية إلى الرحيل والسماح للقوات الروسية والسورية بإجلاء لاجئين داخل مخيم الركبان في جنوب شرق سورية، فيما أجلت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من آخر جيب لتنظيم «داعش» في بلدة الباغوز شرق سورية، في إطار عملية مستمرة منذ أسبوع، تمهيداً لشنّ هجومها الأخير على المقاتلين الرافضين للاستسلام.

وقال بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية، إن القوات الروسية والسورية جهزت حافلات لنقل اللاجئين في المخيم بمنطقة الركبان، وستضمن لهم العبور الآمن حتى يتسنّى لهم بدء حياة جديدة.

وأضاف البيان «ندعو الولايات المتحدة التي توجد وحدات عسكرية لها على الأراضي السورية بصفة غير مشروعة إلى الرحيل عن البلاد».

وكانت الولايات المتحدة قالت هذا الشهر إنها ستبقي على نحو 400 جندي أميركي في منطقتين سوريتين، ما يمثل تراجعاً من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ربما يمهد الطريق أمام بقاء قوات لحلفاء واشنطن في سورية.

يأتي ذلك، في وقت يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موسكو ليناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قال إنها وسائل «منع إيران من أن تترسخ» في سورية.

وأعلن نتنياهو قبل مغادرته إلى موسكو «من وجهة نظرنا، فستتركز المحادثات على وسائل منع إيران من الترسخ في سورية، لمنع هذا البلد الذي يقول علناً بأن هدفه تدميرنا».

من ناحية أخرى، أفادت صحافية من وكالة «فرانس برس» أمس، بوصول مئات الأشخاص في 15 شاحنة إلى نقطة الفرز بعد خروجهم من بلدة الباغوز، في دفعة هي الخامسة من نوعها منذ الأربعاء الماضي.

ويستمر منذ أسبوع خروج آلاف الرجال والنساء والأطفال، بينهم عدد كبير من الأجانب، من البقعة الأخيرة المحاصرة في بلدة الباغوز وتقدّر مساحتها بنصف كيلومتر مربع.

وبعد أسابيع من تضييق قوات سورية الديمقراطية خناقها على جيب التنظيم، يصل هؤلاء بعد إجلائهم متضوّرين جوعاً إلى نقطة فرز، بينهم عدد من جرحى بسبب القصف أو التفجيرات وآخرون يسيرون على عكازات أو كراسي متحركة.

وتقدّر قوات سورية الديمقراطية أن بضعة آلاف لايزالون داخل الجيب، في رقم فاق توقعاتها.

ويقول قياديون في صفوف هذه القوات، إنهم ينتظرون انتهاء عملية الإجلاء لشنّ هجوم على جيب التنظيم المحاصر في حال عدم استسلام المقاتلين.

وأظهرت مشاهد حصرية بثتها شبكة «بي بي سي» البريطانية، أمس، البقعة الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم في الباغوز. ويمكن رؤية أبنية يبدو تصميمها بسيطاً، وخيم نُصبت بشكل عشوائي عبر استخدام بطانيات ملوّنة. وتتوقف قربها شاحنات صغيرة بينما تتحرّك أخرى محمّلة بأغراض كثيرة.

وتُظهر المشاهد أيضاً ملابس نُشرت على حبال ممتدة من خيمة إلى أخرى، ونساء منقبات يتحركن قرب خيمهنّ، ورجالاً يرتدون اللون الأسود يركضون بين الشاحنات أو الأبنية. وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية من جهتها أن 1000 شخص وصلوا إلى مخيم الهول صباح أمس، «99% منهم من النساء والأطفال».

ويتمّ نقل النساء والأطفال من عائلات المسلحين المتطرفين، إلى مخيم الهول شمالاً بينما يُرسل الرجال المشتبه في انتمائهم للتنظيم المتطرف إلى مراكز اعتقال للتوسع في التحقيق معهم.

وحذّرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) الحقوقية أمس، من أنّ آلاف الأطفال المقيمين في مخيّمات في شمال شرق سورية يعانون «أزمات نفسية»، وكثير منهم يحتاج إلى علاج طويل الأمد.

وقالت المنظمة إنّ هؤلاء الأطفال «كانوا شهوداً على أعمال وحشية»، و«قد يحتاج الكثير منهم على الأرجح إلى دعم نفسي-اجتماعي على المدى الطويل» للتعافي.

وتتنوّع عوارض هذه الأزمات النفسية، بحسب المنظمة، بين العصبية والعزلة والعدوانية والكوابيس والتبوّل اللاإرادي.

ونقلت المنظمة شهادة فتاة عمرها 11 عاماً «شاهدت قطع رؤوس»، مؤكدة أن هذه الفتاة لم ترَ شقيقها منذ أربع سنوات حين قبض عليه التنظيم وكان عمره 17 عاماً.

وبحسب المنظمة، فإنّ أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً يعيشون حالياً في ثلاثة مخيّمات للنازحين شمال شرق سورية.

تويتر