أنقرة تعزّز مواقعها في إدلب بعد أسبوع من الاتفاق الروسي - التركي

نتنياهو يتوعد إيران في سورية.. ويؤكد مواصلة التنسيق مع موسكو

جندي روسي في نوبة حراسة عند معبر «أبوالظهور» بريف إدلب الشرقي. أ.ف.ب

قال رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أمس، إنه سيواصل محاربة إيران في سورية، والتنسيق مع روسيا، بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة روسية كانت تقل 15 عسكرياً، الأسبوع الماضي، بعد غارة إسرائيلية. من جهتها عززت تركيا مواقعها العسكرية في محافظة إدلب، بعد أسبوع من الاتفاق الروسي - التركي.

وتفصيلاً، قال نتنياهو للصحافيين «سنواصل العمل على منع التموضع العسكري الإيراني في سورية، وسنواصل التنسيق الأمني بين القوات الإسرائيلية والجيش الروسي».

ومنذ إسقاط الطائرة الروسية، في 17 سبتمبر، تحدث نتنياهو مرتين مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كما ذكر.

وأضاف، قبل أن يستقل الطائرة متوجهاً إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «لقد اتفقنا مع بوتين على أن تلتقي مجموعات عمل من الجيشين الإسرائيلي والروسي قريباً».

وعبر عن «حزنه العميق» لمقتل جنود روس، بسبب نيران «غير مسؤولة» من الجيش السوري، بحسب قوله، رغم أن الروس حمّلوا إسرائيل مسؤوليةً في ذلك.

ويأتي تصريح نتنياهو متحدياً لروسيا، التي أعلنت بعد إسقاط طائرتها أنها ستزود سورية بمنظومة الدفاع الجوي (إس-300)، في صفعة لإسرائيل التي شنت عشرات الضربات العسكرية على أهداف في سورية.

وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أول من أمس، أن موسكو ستسلم منظومات «إس-300» للدفاع الجوي إلى النظام السوري خلال أسبوعين، على خلفية إسقاط طائرة «إيل-20»، الأسبوع الماضي.

وحمّل شويغو، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية، إسرائيل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية مجدداً، ما يبدو أن تسليم المنظومات سيكون رسالة لإسرائيل التي زار وفد منها موسكو لفض المشكلة حول الموضوع.

وقال الوزير الروسي: «بالقرب من الحدود السورية على البحر المتوسط، سيتم إيقاف كل الرادارات وأجهزة الاتصال للقوات التي تقوم بتوجيه ضربات للقوات السورية، باستخدام التشويش الكهرومغناطيسي لتعطيل الأقمار الاصطناعية والطائرات الاستطلاعية».

وبعد التصعيد بين الجانبين الروسي والإسرائيلي، دخل البيت الأبيض على خط الأزمة قائلاً إنه يأمل أن تعيد روسيا النظر في هذا القرار، كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إنه سيمثل «تصعيداً خطيراً» في الحرب الممتدة منذ سبعة أعوام.

في الأثناء، تُعزز تركيا مواقعها العسكرية في محافظة إدلب، مع بدء العد العكسي لتطبيق مضمون الاتفاق التركي - الروسي لإنشاء منطقة عازلة خالية من المقاتلين في آخر معقل للفصائل المعارضة للنظام.

وفي إجراء غير متوقع، ولم تُعرف كل ظروفه بعد، عمدت قوات النظام السوري، أول من أمس، إلى نقل 400 عنصر من تنظيم «داعش» من شرق سورية إلى إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» رتلاً عسكرياً تركياً مؤلفاً من 35 آلية وناقلة جند، على الأقل، قرب مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، قال إنها سلكت أوتستراد دمشق حلب الدولي إلى جنوب محافظة إدلب.

وسار الرتل، الذي دخل عبر معبر باب الهوى الحدودي، بمواكبة من مقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير، المؤلفة من فصائل عدة مدعومة من أنقرة، بينها حركة «أحرار الشام».

وتوجّه الرتل، وفق ما أفاد المرصد، في وقت لاحق، إلى نقطة مراقبة تابعة للقوات التركية قرب قرية شير مغار في ريف حماة الشمالي المتاخم لإدلب.

وتنشر تركيا قواتها في 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها، لضمان الالتزام باتفاق خفض التصعيد الناجم عن محادثات أستانا برعاية موسكو وطهران.

ويأتي هذا بعد اتفاق موسكو وأنقرة، قبل أسبوع، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل، عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة.

تويتر