دي ميستورا: الأسد وضع مهلة تنتهي 10 سبتمبر قبل الهجوم على المحافظة

غارات روسية تستهدف إدلب غداة تحذير واشنطن من عملية عسكرية

صورة

استهدفت الطائرات الحربية الروسية، أمس، محافظة إدلب في شمال غرب سورية، غداة تحذير واشنطن دمشق من شنّ عملية عسكرية قد تؤدي إلى «مأساة إنسانية»، فيما قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، إن المحادثات الجارية بين روسيا وتركيا، تمثل الأساس لتقرير مصير محافظة إدلب، الخاضعة للمعارضة، دون إراقة دماء، مضيفاً أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وضعت مهلة تنتهي في 10 سبتمبر قبل شنّ هجوم على إدلب.

وتفصيلاً، استهدفت الطائرات الحربية الروسية، أمس، محافظة إدلب بالتزامن مع إعلان موسكو أن الجيش السوري «يستعد لحل» مشكلة «الإرهاب» في المحافظة، كما تأتي قبل أيام من قمة بين موسكو وطهران وأنقرة، من المفترض أن تحدد مستقبل هذه المنطقة، التي تُعدّ آخر أبرز معاقل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، والفصائل المعارضة في سورية.

وبعد استعادتها السيطرة على كامل دمشق ومحيطها، ثم الجنوب السوري العام الجاري، وضعت قوات النظام نصب أعينها محافظة إدلب، وبدأت منذ أكثر من شهر بإرسال التعزيزات العسكرية تلو الأخرى إلى خطوط الجبهة، تمهيداً لعملية وشيكة.

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية بداية على مناطق محدودة، ولكن أيضاً استراتيجية، مثل جسر الشغور، لمحاذاتها لمحافظة اللاذقية (غرب)، التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد.

وشنّت الطائرات الحربية الروسية، أمس، غارات استهدفت مناطق عدة في إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن القصف يأتي «بعد توقف استمر 22 يوماً، وطال مناطق عدة في جنوب وجنوب غرب المحافظة»، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، مثل جسر الشغور، أو فصائل معارضة مثل أريحا.

وأسفر القصف عن مقتل تسعة مدنيين، بينهم خمسة أطفال، وإصابة 10 آخرين بجروح، وفق المرصد، الذي أشار إلى أن الأطفال ينتمون إلى عائلة واحدة، وقتلوا بغارة على مدينة جسر الشغور.

وتأتي الغارات، بحسب عبدالرحمن، «غداة استهداف الفصائل المقاتلة في إدلب مواقع لقوات النظام في محافظة اللاذقية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر».

وفي بلدة محمبل في جنوب غرب إدلب، شاهد مراسل «فرانس برس» حريقاً كبيراً في محطة محروقات، استهدفتها ضربة جوية، وكان فريق الدفاع المدني يعمل على إخماده.

وتأتي الغارات الروسية قبل أربعة أيام من قمة تجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان. ومن المتوقع أن تحدد القمة مستقبل إدلب، التي تعد مع أجزاء من المحافظات المحاذية لها، آخر مناطق اتفاق خفض التوتر الذي ترعاه الدول الثلاث.

كما تأتي غداة تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دمشق من شن هجوم في إدلب. وقال في تغريدة على موقع «تويتر»، إن «على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة». وأضاف «يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا. لا تدعوا هذا الأمر يحدث».

من جهته، قال ستافان دي ميستورا، للصحافيين، أمس، إن المحادثات الجارية بين روسيا وتركيا تمثل الأساس لتقرير مصير منطقة إدلب، الخاضعة للمعارضة دون إراقة دماء. وأضاف دي ميستورا: «سمعنا من خلال وسائل الإعلام أن الحكومة السورية وضعت مهلة تنتهي في 10 سبتمبر الجاري، قبل شن هجوم على إدلب».

وقال إن الضربات الجوية في إدلب بسورية، ربما تكون دلالة على أن المحادثات الروسية التركية لا تسير على نحو جيد.

وأضاف أنه «يجب حل معضلة وجود 10 آلاف إرهابي وسط مليوني مدني في إدلب»، مطالباً بإنشاء ممرات آمنة للدخول إلى إدلب، والخروج منها. وفي وقت سابق، قال دي ميستورا إن المحادثات المقرر أن تجريها قوى رئيسة هذا الشهر حول تشكيل لجنة تقود إصلاحاً دستورياً في سورية ستكون «لحظة حقيقية» لعملية سياسية ذات صدقية. ومن المقرر أن يجري دي ميستورا محادثات منفصلة الأسبوع المقبل، بعضها يشمل روسيا وتركيا وإيران، وبعضها يشمل الولايات المتحدة والسعودية، لمناقشة تشكيل اللجنة.

وقال إنه يجب عدم السماح لأن يصبح الأمر «عملية طويلة ملتفة حول العملية»، وإنما مدخلاً إلى إصلاحات بالنظام السوري، تقود لانتخابات بعد الحرب.

تويتر