المعارضة السورية تعلن فشل محادثات سلام مع روسيا بشأن الجنوب

قوات النظام تشن غارات مكـثفة على ريف درعا وتستعيد بلدات عدة

عائلات سورية خلال نزوحها من درعا نتيجة غارات جيش النظام. رويترز

شنت مقاتلات حربية روسية وسورية، أمس، غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق عدة في ريف درعا جنوب سورية حيث استعادت قوات النظام مزيداً من البلدات، فيما بدأ مفاوضون من المعارضة السورية محادثات مع روسيا من أجل الاتفاق بشأن درعا انتهت بالفشل بعد رفض مطالب موسكو بالاستسلام.

لقطات تلفزيونة  من داعل

قال تلفزيون دمشق الرسمي أمس، إن بلدة الغارية الشرقية قبلت باتفاق «مصالحة» مع الحكومة، مضيفاً أن العلم السوري يرفرف فيها.

وعرض التلفزيون لقطات حية لأناس في داعل يرددون شعارات مؤيدة لجيش النظام وبشار الأسد بعدما دخلها الجيش.

وقال التلفزيون الجمعة، إن أربع بلدات أخرى قريبة وافقت على إلقاء السلاح والقبول بسيادة الدولة، مضيفاً أن الجيش سيطر على بلدات الحراك وإبطع ورخم. وقال معارض إن خطوط المعارضة في إحدى المناطق انهارت.


160

ألف نازج من درعا

وريفها منذ اندلاع

معركة الجنوب، ما

يهدّد بكارثة إنسانية.

وقال مركز الدفاع المدني في محافظة درعا، إن غارات سورية وروسية استهدفت بلدات عدة في الريف الشرقي لمنطقة حوران، حيث تركز القصف على الأحياء السكنية في بلدات الجيزة وكحيل والمسيفرة والغرية.

وأفادت مصادر طبية في محافظة درعا بمقتل 15 مدنياً، فيما جرح العشرت من جراء الغارات الجوية السورية والروسية المكثفة، التي استهدفت بلدة غصم في ريف درعا الشرقي حسب «سكاي نيوز».

وفي سياق متصل، قصفت مقاتلات حربية سورية مناطق متفرقة قرب معبر نصيب الحدودي مع الأردن بريف درعا الجنوبي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الجوية استمرت في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، دعماً لهجوم تقول الأمم المتحدة إنه دفع 160 ألفاً للنزوح ويهدد بكارثة إنسانية.

وتساند روسيا، أكبر داعم للنظام السوري، عمليات الجيش بالضربات الجوية منذ أن تدخلت موسكو في الحرب عام 2015، كما تلعب دور وساطة في اتفاقات الاستسلام.

والجنوب أحد معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة إلى جانب منطقة في شمال غرب سورية، وتعهد رئيس النظام بشار الأسد باستعادة السيطرة عليها جميعاً. هذا بالإضافة إلى أراضٍ تسيطر عليها قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة في الشمال الشرقي.

ويأتي هجوم قوات النظام في الجنوب بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من 1000 مدني ودمر عدداً من البلدات.

ويركز هجوم قوات النظام حتى الآن على محافظة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن ولا يشمل محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال مقاتلو المعارضة إن الاتفاق الجاري بحثه لا يشمل القنيطرة.

وقال المرصد السوري، إن الشرطة العسكرية الروسية دخلت عدداً من البلدات والقرى الأخرى في اتفاقات لعودة السيادة عليها للدولة.

وذكر أن طائرات حربية شنت 32 ضربة جوية الليلة قبل الماضية وقصفت تسع بلدات في محافظة درعا. وأضاف أن نحو 100 مدني قتلوا في الغارات الجوية والقصف منذ 19 يونيو.

وأضاف المرصد أن الاشتباكات تصاعدت حول مدينة درعا التي تقع قرب الحدود مع الأردن، وقد يؤدي نجاح جيش النظام السوري هناك إلى شطر الأراضي الخاضعة للمعارضة في الجنوب إلى نصفين.

من جانب آخر، قال متحدث باسم جماعة من المعارضة السورية المسلحة أمس، إن اجتماعاً عقدته المعارضة مع الجانب الروسي في جنوب سورية للتفاوض على اتفاق سلام مع الحكومة انتهى بالفشل بعد رفض مطالب موسكو بالاستسلام.

وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر إبراهيم الجباوي «الاجتماع انتهى بالفشل. الروس لم يكونوا مستعدين لسماع مطالبنا وقدموا خياراً واحداً هو قبول شروطهم المذلة بالاستسلام، وهذا رُفض».

وكان مفاوضون من المعارضة السورية قد قالو إن محادثات مع روسيا بدأت بشأن اتفاق لاستعادة سيادة الدولة على أجزاء من محافظة درعا بالجنوب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وأضاف المفاوضون أن لجنة تضم ستة أعضاء من المدنيين والعسكريين وشكلها مقاتلو معارضة في الجنوب عقدت اجتماعاً تمهيدياً على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء المجاورة.

وبث تلفزيون النظام السوري إرساله من بلدة داعل الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة درعا بعد أن دخلها الجيش. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن بلدات أخرى إلى الشرق قبلت أيضاً العودة لسلطة الحكومة.

وقال متحدث باسم المعارضة، إنه من المتوقع عقد اجتماع آخر مع الجانب الروسي للتفاوض على اتفاق بشأن عودة سيادة الدولة السورية على محافظة درعا بأكملها.

وقال إبراهيم الجباوي، إن المفاوضين الروس طالبوا مقاتلي المعارضة بالقبول بشروط مثل تلك المتفق عليها في الغوطة الشرقية، والتي تقضي بمغادرة المقاتلين مع أسرهم إلى أراض خاضعة للمعارضة في شمال غرب سورية أو القبول بعودة سيادة الدولة.

ولم يقبل مقاتلو المعارضة في الجنوب بذلك واقترحوا عودة مؤسسات الدولة المدنية في مناطق المعارضة ودخول الشرطة العسكرية الروسية وليس قوات النظام السوري.

من جهتها، رفضت قوات النظام السوري طلب فصائل المعارضة التي تسيطر على مدينة درعا البلد بأن يكون معبر نصيب مع الأردن تحت سيطرتهم.

وقالت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام السوري، إن «الجيش السوري رفض طلب فصائل المعارضة في احياء مدينة درعا البلد بالبقاء في تلك الأحياء، وأن يكون معبر نصيب تحت سيطرتهم، وهذا الأمر مرفوض بشكل قطعي، المعبر يكون تحت سيادة الدولة السورية».

وأكدت المصادر أن «الجيش السوري مصر على إنهاء ملف محافظة درعا بالكامل، ولن تبقى أي منطقة في محافظة درعا خارج سيطرت القوات الحكومية السورية، وكل من يريد البقاء في منطقته عليه الدخول في مصالحة مع الجيش أو المغادرة إلى شمال سورية».

إلى ذلك، كشف مصدر في المعارضة السورية عن أن وفداً يضم ضباطاً من الجيش الروسي وصلوا الى مدينة بصرى الشام من أجل التفاوض والدخول بمصالحة مع قوات النظام السوري.

وأكد المصدر ان «هناك جهات عربية ودولية تدخل في ملف المصالحات التي يقودها الجيش الروسي، حرصاً على سلامة المدنيين الذين يتعرضون لقصف عنيف من قبل القوات السورية والروسية».

من جانبه، قال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، إن قوات النظام رغم حديثها عن المصالحات تستمر في القصف العنيف على مدن وبلدات لاتزال تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية، حيث قصفت، أمس، معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وأشار إلى سقوط خمسة قتلى وأكثر من 15 جريحاً جراء هذا القصف، لافتاً إلى أن المقاتلات الروسية والسورية قصفت منطقة الجمرك القديم جنوب مدينة درعا، كما شنت تلك المقاتلات عشرات الغارات على بلدات ريف درعا الغربي والشرقي بشكل أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب من بلدات وقرى المسيفرة والغارية الغربية والشرقية وغصم وكحيل التي دخلتها القوات الحكومية دون قتال.

وكان الأردن الذي حذر من موجة النزوح من درعا، التي بلغت بحسب أرقام الأمم المتحدة 160 ألف نازح منذ بدء النظام قبل 10 أيام، حملته العسكرية، جنوب سورية، توسط في محادثات بين الجيش السوري الحر، الذي يضم جماعات للمعارضة المسلحة، والروس بشأن اتفاق ينهي القتال مقابل إعادة سيادة «الدولة» على محافظة درعا.

تويتر