بوتين وترامب يناقشان صراع سورية في قمة يوليو

هدنة تمهّد لمصالحة بين المعـــارضــة والحكومة جنوبي سورية.. ونزوح 120 ألفاً من درعا

سوريون ينزحون جراء قصف القوات الحكومية في ريف محافظة درعا قرب بلدة الشياح جنوب مدينة درعا. أ.ف.ب

قال مصدر رسمي أردني، أمس، إنه جرى التوصل إلى وقف لإطلاق نار في جنوب سورية، ما يمهد لـ«مصالحة» بين المعارضة وقوات الحكومة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن أكثر من 120 ألفاً فروا من ديارهم في درعا في جنوب غرب سورية، بينما قال الكرملين إن الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، سيتناولان بالتفصيل مسألة الصراع الدائر في سورية، عندما يعقدان في يوليو أول قمة رسمية بينهما.

وفي التفاصيل، قال مصدر رسمي أردني، إن هناك تقارير مؤكدة عن وقف إطلاق نار في جنوب سورية يفضي إلى «مصالحة». ولم يذكر المصدر مزيداً من التفاصيل عن التقارير التي تحدثت عن الاتفاق في المنطقة التي تشن فيها قوات الحكومة السورية هجوماً منذ الأسبوع الماضي لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها المعارضة.

وفي وقت سابق، أمس، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في نيويورك، أن بلاده تبذل جهوداً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب سورية، حيث تقوم قوات النظام بعملية عسكرية ضد الفصائل المعارضة.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي، عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «وضعت الأمين العام في صورة جهود المملكة مع جميع الأطراف لوقف النار وضمان حماية المدنيين، وأيضاً ضمان تقديم كل الدعم الممكن لأشقائنا السوريين في بلدهم وعلى أرضهم».

• تعزيزات عسكرية تركية تضم آليات ثقيلة وذخائر ومعدات لوجستية دخلت أمس من معبر خربة الجوز في جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وتوجهت نحو القاعدة التركية بريف حماة.

وأضاف «الوضع صعب كما تعلمون، ولكننا في المملكة مستمرون في العمل بكل ما نستطيع من قوة، ونبذل كل ما هو متاح من جهد، ونتحدث مع جميع الأطراف القادرة والمؤثرة من أجل وقف إطلاق النار».

في السياق نفسه، ذكر المرصد أن عشرات الآلاف تجمعوا عند الحدود مع الأردن، فيما فر آلاف آخرون صوب الحدود مع هضبة الجولان، والكثير منهم من نوى.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن بعض السكان توجهوا لمناطق تحت سيطرة الحكومة، بينما توجه آخرون إلى منطقة في الجنوب الغربي تسيطر عليها جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وفي تل أبيب، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، في مقابلة مع محطة «102 إف.إم» الإذاعية «أظن أننا يجب أن نمنع دخول النازحين من سورية إلى إسرائيل. منعنا مثل هذه الحالات من قبل».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد أعداداً متزايدة من المدنيين السوريين في مخيمات اللاجئين على الجانب السوري من الجولان خلال الأيام الأخيرة، وإنه أرسل الليلة قبل الماضية إمدادات إغاثة لأربعة مواقع «للسوريين الفارين من القتال».

وأظهرت تغطية تلفزيونية بثها الجيش الإسرائيلي، أمس، رافعة شوكية وهي تفرغ شحنات قيل إنها تشمل 300 خيمة و28 طناً من المواد الغذائية والمعدات الطبية والأدوية والأحذية والملابس.

وترفض إسرائيل استقبال لاجئين فروا من الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات في سورية، رغم أنها استقبلت آلاف اللاجئين السوريين لتلقي العلاج منذ عام 2011. وعولج الجرحى السوريون في مستشفيات ميدانية أقيمت على الحدود مع سورية في منطقة الجولان وفي مستشفيات إسرائيلية.

وقال شتاينتز «سنواصل فعل ما يلزم. لا أريد الخوض في تفاصيل. همنا الأكبر أن تكون إيران تحاول تحويل سورية إلى قاعدة عسكرية أمامية لمواجهة إسرائيل».

ومن المقرر أن يجتمع ترامب مع بوتين في هلسنكي، بعد حضور قمة قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يومي 11 و12 يوليو، وبعد زيارة لبريطانيا. ويتيح موعد القمة للرئيس الأميركي حضور حفل ختام كأس العالم لكرة القدم يوم 15 يوليو في روسيا.

ومن المرجح أن يثير الاجتماع المقرر عقده يوم 16 يوليو في هلسنكي قلق بعض حلفاء الولايات المتحدة، الذين يريدون عزل روسيا على الساحة الدولية، كما يرجح أن يصدر رد فعل عنيف على الاجتماع من جانب بعض منتقدي ترامب في الداخل.

ويمثل الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، الذي تتهمه واشنطن وحلفاؤها الغربيون باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، إحدى النقاط الساخنة في العلاقات المتوترة بين البيت الأبيض والكرملين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات للصحافيين بالهاتف «ما من شك في أنه سيجري نقاش تفصيلي بشأن سورية»، مضيفاً «سيكون هناك نقاش مستفيض شامل».

ومن المرجح أيضاً طرح قضايا خلافية أخرى في الاجتماع، وهو الثالث بين الرئيسين، وإن كان الاجتماع الرسمي الأول.

وقال بيسكوف «إذا أثار الرئيس الأميركي (موضوع التدخل في الانتخابات)، سيكرر الرئيس الروسي القول بأن روسيا ليس لها وما كان لها أن تفعل شيئاً في هذا الموقف الذي تدور حوله هذه التلميحات». وأضاف أن بوتين على استعداد للمضي صوب تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة بقدر ما تبديه واشنطن من استعداد.

وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، إن من الأفضل عدم المبالغة في توقع ما يمكن أن تسفر عنه القمة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنها قولها «بشكل عام أنصح الجميع بألا يستخدموا عبارات مثل (انفراجات) وما على شاكلتها. أنصح برؤية عملية وواقعية لهذه الاجتماعات».

ميدانياً، ساد هدوء حذر معظم مدن وبلدات محافظة درعا، بعد توصل فصائل الجيش السوري الحر مع وفد التفاوض الروسي إلى هدنة في المحافظة لمدة 12 ساعة حتى ظهر أمس.

وأضافت المصادر أن الوفد الروسي طلب من فصائل الجيش السوري الحر الانسحاب من معبر نصيب الحدودي، وتسليم سلاح الفصائل بشكل كامل، الثقيل والخفيف، وتسوية أوضاع المنطقة عدا هيئة تحرير الشام وتنظيم «داعش»، مقابل وقف القصف والغطاء الجوي لقوات النظام، ووقف العمليات العسكرية في محافظة درعا جنوب سورية.

بالمقابل، أكدت مصادر عسكرية في الجيش الحر وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية إلى محيط مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، استعداداً لفتح محور عسكري باتجاه معبر نصيب.

وقال تلفزيون «المنار» التابع لجماعة حزب الله اللبنانية، أمس، إن الجيش السوري سيطر على تل يطل على الطريق الواصل بين شرق وغرب محافظة درعا، حيث يشن هجوماً كبيراً على مقاتلي المعارضة.

وجاء في نبأ أذاعه التلفزيون «الجيش السوري يسيطر على تل الزميطية غرب مدينة درعا، المشرف على الطريق الحربي الواصل بين ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي وريف درعا الغربي والشمالي الغربي».

ويعني الاستيلاء على التل أن مقاتلي المعارضة ربما لن يعود بمقدورهم استخدام هذا الطريق بأمان. ويمتد هذا الطريق إلى جنوبي مدينة درعا في منطقة تضيق فيها الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة إلى مجرد شريط رفيع على الحدود مع الأردن.

من ناحية أخرى، ذكرت مصادر ميدانية أن تعزيزات عسكرية تركية تضم آليات ثقيلة وذخائر ومعدات لوجستية دخلت، أمس، من معبر خربة الجوز في جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وتوجهت نحو القاعدة التركية بريف حماة.

وأوضحت المصادر أن الرتل مكون من 15 آلية لتعزيز نقطة المراقبة الواقعة شرق مدينة مورك في ريف حماة الشمالي. وتتمركز القوات التركية في 12 نقطة للمراقبة بالشمال السوري، والمتفق عليها في مؤتمر أستانة. وتتوزّع نقاط المراقبة في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية شمال سورية.

تويتر