برلماني إيراني يتهم «الحليفين» بوتين والأسد بتقديم بلاده «ضحية» لإسرائيل والولايات المتحدة

مقتل 22 مدنياً بغارات على درعـا.. والأمـــــم المتحدة توقف قوافلها الإنسانية من الأردن

أسرة نزحت من ريف درعا جراء القصف والغارات. رويترز

قتل 22 مدنياً على الأقل، أمس، جراء غارات روسية، استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد، فيما أوقفت الأمم المتحدة قوافلها الإنسانية من الأردن إلى المحافظة، بينما هاجم برلماني إيراني الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والسوري بشار الأسد، بدعوى تخليهما عن بلاده، في ظل الخسائر الفادحة التي تتكبدها ميليشيات طهران في سورية أخيراً، معتبراً أن بوتين والأسد «الحليفين» سيقدمان إيران «ضحية» لإسرائيل والولايات المتحدة.

وفي التفاصيل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «17 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، قتلوا جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة الواقعة شرق مدينة درعا». وأشار إلى أن «أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة» غداة خروج مستشفى فيها عن الخدمة، جراء غارات روسية، أول من أمس.

وتعد هذه الحصيلة «الأكثر دموية» منذ بدء التصعيد على محافظة درعا في الـ19 من الشهر الجاري.

وتأتي هذه الحصيلة غداة مقتل 21 مدنياً جراء غارات سورية وروسية على بلدات عدة في درعا.

وتمكنت قوات النظام منذ بدء هجومها من السيطرة على عدد من القرى والبلدات، وفصل ريف درعا الشرقي إلى جزأين. كما تخوض اشتباكات مستمرة قرب قاعدة عسكرية في جنوب غرب مدينة درعا، من شأن السيطرة عليها أن تمكنها من فصل مناطق سيطرة الفصائل في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.

في السياق نفسه، قال مصدر في الدفاع المدني في محافظة درعا، إن «الطيران الحربي السوري والروسي ارتكب ثلاث مجازر في بلدة المسيفرة؛ حيث سقط أكثر من 22 شخصاً أغلبهم من الأطفال، وأكثر من 45 جريحاً».

وأشار إلى أن «الطائرات الحربية ارتكبت (الليلة قبل الماضية) مجزرة راح ضحيتها 10 أشخاص، وأكثر من 25 جريحاً في بلدة الطيبة في ريف درعا الشرقي، الواقعة على مقربة من الحدود الأردنية».

من جانبها، قالت مصادر إعلامية حكومية سورية، إن «الجيش السوري والقوات الموالية له سيطر، أمس، على مدينة الحراك وعلى اللواء 52 ميكانيكي جنوب شرق مدينة الحراك، بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، والتي سيطرت على اللواء في منتصف عام 2015».

وأضافت المصادر «سيطرت القوات الحكومية على بلدة علما والكتيبة 49 دفاع جوي غرب البلدة وبلدة الصورة، بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، كما سيطر الجيش على تلة سكر غرب رساس، لافتة إلى قطع طريق إمداد المسلحين بين بلدة أم ولد وقرية جبيب شرقي درعا».

وأقر قائد عسكري في الجبهة الجنوبية «بسيطرة القوات الحكومية على بلدة علما والصورة واللواء 52، بعد انسحاب مقاتلي الجيش الحر، بسبب كثافة القصف الجوي على تلك المناطق، ولأجل حماية المدنيين».

وأضاف القائد العسكري أن المقاتلات الحربية السورية والروسية شنت أكثر من 170 غارة على مدينة الحراك وعلما والصورة والمناطق المحيطة بها عدا مئات القذائف من سلاح المدفعية والدبابات.

من جانبه، أفاد مصدر من غرفة عمليات صد الغزاة بمقتل وجرح 17 عنصراً من مسلحي «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني خلال هجوم كبير على تل حمد قرب بلدة إبطع غربي درعا. وفتحت القوات الحكومية السورية ثلاثة معابر لتسهيل خروج المدنيين من مناطق انتشار التنظيمات المسلحة في الريفين الشرقي والغربي، حسبما قالت مصادر في محافظة درعا.

وكان قائد عسكري في الجبهة الجنوبية في محافظة درعا صرح بأن المقاتلات الحربية السورية والروسية، شنت نحو 150 غارة على مدينتي بصرى الشام والحراك في ريف درعا الشرقي.

وأكد القائد العسكري أن «الطائرات الروسية شنت، صباح أمس، 33 غارة جوية على مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي وبلدة المسيفرة، كما شنت مقاتلات روسية وأخرى تابعة للجيش السوري أكثر من 70 غارة على بلدة الحراك ومحيطها» منذ منتصف الليلة قبل الماضية حتى صباح أمس.

وأضاف القائد العسكري «لم تكتف المقاتلات الروسية والسورية بقصف محاور الجبهات في ريف درعا الشرقي، بل شنت أكثر من 40 غارة صباح أمس، على مدينتي جاسم ونوى وبلدتي نمر ومعربة والكرك وإبطع في ريف درعا الغربي، واستهدفت تل محص غرب مدينة جاسم ومنطقة الجيدور شمال مدينة درعا».

في السياق نفسه، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنها أوقفت قوافلها الإنسانية التي تعبر الحدود من الأردن إلى محافظة درعا، بسبب المعارك.

وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سورية، يان إيغلاند، للصحافة في جنيف، «لا نستطيع أن نترك الحرب تدخل منطقة يسكنها 750 ألف شخص».

وأضاف «حتى طريق الإمدادات من الحدود الأردنية، الشديد الفعالية حتى الآن، قد توقف بسبب المعارك في الأيام الأخيرة»، موضحاً أنه «لم يتم إرسال قوافل عبر الحدود منذ 26 يونيو».

وأكد إيغلاند أن «شدة المعارك أدت إلى عدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل»، داعياً «الجهات المسلحة إلى تقديم هذه الضمانات. عندئذ تستأنف القوافل عملها».

يأتي ذلك في وقت أشار النائب عن مدينة كاشمر الواقعة شمال شرق إيران، بهروز بنيادي، إلى أن الأسد بات يتقارب ويتناغم بكل «وقاحة» مع روسيا، على حساب ما وصفها بـ«المصلحة الإيرانية» في سورية، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر هذا التقارب، قبل أن يشير إلى خسائر ميليشيات إيران المطردة هناك، لاسيما بعد مقتل العديد من المستشارين العسكريين الإيرانيين أخيراً.

واعتبر بنيادي، بحسب موقع «راديو فردا» الناطق بالفارسية، أن التحالف القائم بين موسكو وطهران ليس مطمئناً بالنسبة إليهم كإيرانيين، قبل أن يتهم الروس بـ«خيانة» إيران في جلسات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، واتفاقية مشتركة تتعلق بالوضع القانوني لدول حوض بحر قزوين الواقع شمالي بلاده.

وفي انتقاد حاد لكل من بشار الأسد وبوتين، اعتبر النائب الإيراني أن الثنائي ليس من المستبعد أن يقدم طهران ضحية على مسلخ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن السياسة في الوقت الراهن لم تعد تستند إلى حسابات الصداقة والعداوة، قبل أن يوجه سهام النقد لطريقة بلاده في التعامل مع دمشق وموسكو، بدعوى أنها ستعرضها للمخاطر.

ولفت النائب الإيراني في سياق حديثه، بحسب «راديو فردا»، إلى أن بلاده تحتاج إلى استثمارات سنوياً بقيمة 60 مليار دولار أميركي، منتقداً إهدار نظام الملالي الموازنة العامة لإيران في الإنفاق العسكري داخل سورية وغيرها، مع تزايد نسب الفقر والبطالة والجوع، إضافة إلى انعدام الجدوى الاقتصادية وراء هذا الوجود العسكري هناك.

وحذر «بنيادي» من خطورة الوضع الراهن داخل إيران، مع تزايد وتيرة الاحتجاجات الشعبية، وتفاقم أزمات الاقتصاد المحلي بعد انهيار قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار، الذي اقترب من حاجز الـ10 آلاف تومان إيراني، لافتاً إلى أن استمرار تلك السياسات «جرس إنذار»، وبداية نحو الانهيار، على حد تعبيره.

تويتر