مقتل 5 مدنيين في درعا وخروج مستشفى عن الخدمة بقصف جوي

طـائـرات روســيـة تقــصــف الجنـوب السوري.. وواشنطن تؤكد عدم تدخلها

مسلحون من المعارضة السورية يركبون دبابة في درعا. أ.ف.ب

أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية الرئيسة ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم تشنه القوات الحكومية لاستعادة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بجنوب سورية، ومجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، حيث تقوم طائرات روسية للمرة الأولى بقصف هذه المناطق، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين في درعا وخروج مستشفى عن الخدمة.

وفي التفاصيل، صرح قيادي في أحد الفصائل السورية المعارضة في جنوب سورية، أمس، أن الولايات المتحدة أبلغت هذه الفصائل بأنها لن تتدخل عسكرياً لدعمها في مواجهة هجوم وشيك لقوات النظام السوري.

وقال القيادي إن واشنطن أبلغت الفصائل بذلك برسالة كتبت باللغة العربية جاء فيها «لا بد من توضيح موقفنا، نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم، وينبغي ألا تسندوا قراركم إلى افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا».

وبدأت قوات النظام السوري الثلاثاء الماضي تكثيف قصفها على محافظة درعا وتحديداً ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في المنطقة الجنوبية التي تسيطر فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأميركي الأردني على أجزاء واسعة منها.

وقالت الرسالة الصادرة عن جهة رسمية أميركية حسب القيادي «نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن، ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري».

وقال القيادي في الفصيل إن «محتوى الرسالة (هو) أن أميركا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، أي ما معناه دافعوا عن أنفسكم»، مشيراً إلى أن الرسالة جاءت كـ«توضيح من الولايات المتحدة، وليست رداً على طلب من الفصائل».

وأضاف «نحن نعرف أساساً أنهم لن يتدخلوا».

وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

وتكتسب المنطقة الجنوبية التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

ويحضر مستقبل الجنوب السوري في محادثات تدور بشكل أساسي بين روسيا الداعمة لدمشق والولايات المتحدة وأيضاً الأردن وإسرائيل. وتسيطر الفصائل المعارضة على 70% من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية.

وشاركت روسيا الليلة قبل الماضية للمرة الأولى منذ عام في شن غارات على مناطق سيطرة المعارضة في درعا دعماً لقوات النظام، التي تخوض منذ أيام اشتباكات في ريف المحافظة الشرقي.

وقتل خمسة مدنيين في قصف جوي طال مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا، وأسفر أيضاً عن خروج مستشفى عن الخدمة في إطار التصعيد العسكري المستمر في جنوب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «عمليات القصف والتصعيد متواصلة»، مشيراً إلى «مقتل خمسة مدنيين جراء غارات جوية نفذتها طائرات روسية»، وطالت بلدات الحراك والصورة وعلما في ريف درعا الشرقي.

وارتفعت بذلك حصيلة قتلى القصف الجوي في درعا منذ الثلاثاء الماضي إلى 23 مدنياً، بحسب حصيلة للمرصد. وطال القصف الجوي «الروسي» على الحراك، وفق عبدالرحمن، منطقة يقع فيها أحد مستشفيات البلدة، ما تسبب بأضرار اخرجت هذه المنشأة الطبية مؤقتاً عن الخدمة إلى حين إعادة تجهيزها.

وتتواصل الاشتباكات لليوم السادس على التوالي عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية.

وتمكنت قوات النظام حتى الآن من السيطرة على أربع قرى، وفق المرصد الذي وثق مقتل 13 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين التابعين لها، فضلاً عن 15 مقاتلاً من الفصائل المعارضة.

في السياق نفسه، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، حالة طوارئ ومنعاً للتجول لـ48 ساعة في مدينة الرقة تحسباً لهجمات لتنظيم «داعش» ضد أكبر معقل سابق له في البلاد، ولمواجهة ما وصفته بمجموعات تستهدف الاستقرار فيها.

ولجأت قوات سورية الديمقراطية إلى هذا الإجراء لوضع حد لإحدى المجموعات المسلحة التي حاربت إلى جانبها سابقاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان والمجموعة المعنية.

وأعلنت «قوى الأمن الداخلي في الرقة» في بيان على الموقع الإلكتروني لقوات سورية الديمقراطية، أنها حصلت على «معلومات تفيد بدخول مجموعات إرهابية تعمل لمصلحة مرتزقة داعش إلى مدينة الرقة، بصدد تنفيذ هجمات تخل بالأمن والاستقرار العام».

وبناء عليه، أعلنت تلك القوى التابعة لقوات سورية الديمقراطية «حالة الطوارئ وحظراً للتجوال في أرجاء مدينة الرقة حتى الخامسة من صباح (غد) الثلاثاء».

تويتر