بوتين: التعاون الروسي الإيراني في سورية ناجح

«داعش» يتراجع إلى أطراف البوكمال إثر معارك عنيفة مع قوات النظام

الدمار يعم بلدة زردنا شمال إدلب نتيجة عمليات القصف. أ.ف.ب

تراجع تنظيم «داعش» الى أطراف مدينة البوكمال في شرق سورية، غداة تمكنه من السيطرة على أجزاء منها عبر شنه سلسلة هجمات انتحارية على مواقع لقوات النظام، في وقت وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعاون الروسي الإيراني في سورية بـ«الناجح»، مشيراً إلى تحقيق نتائج ملموسة.

ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن تنظيم «داعش» من دخول مدينة البوكمال الواقعة في ريف دير الزور الشرقي والسيطرة على أجزاء منها، في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر ويتزامن مع تكثيف عناصره المتوارين في البادية السورية وتيرة عملياتهم ضد قوات النظام.

تركيا تكمل بناء جدار بطول 764 كلم

على حدودها مع سورية.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تراجع مقاتلو التنظيم من داخل المدينة إلى الأجزاء الغربية والشمالية الغربية منها».

وجاء هذا التراجع «إثر اشتباكات عنيفة خاضتها قوات النظام خلال تصديها للهجوم، وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية إلى المدينة خلال الساعات الأخيرة».

وارتفعت حصيلة القتلى من الطرفين منذ بدء الهجوم إلى 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام وحلفائها غداة حصيلة أولية بمقتل 25 منهم.

ويتوزع القتلى بين 16 من قوات النظام ضمنهم ضابط برتبة لواء، و14 آخرين من مسلحين موالين غير سوريين، بينهم من «حزب الله» اللبناني ومقاتلين إيرانيين، وفق المرصد.

في المقابل، قتل 21 من التنظيم منذ الجمعة، بينهم عشرة انتحاريين نفذوا أولى الهجمات على المدينة، بحسب المرصد.

وضاعف التنظيم هجماته ضد قوات النظام على امتداد البادية السورية منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي، بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية.

وقبل نحو أسبوع، أحصى المرصد مقتل 45 مسلحاً موالياً للنظام جراء هجمات متتالية للتنظيم على قرى تقع شمال غرب البوكمال، تمكن بموجبها من قطع الطريق الذي يصلها بمدينة دير الزور، مركز المحافظة.

كما شن التنظيم الخميس هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام في بادية محافظة السويداء، وتُعد من المناطق القليلة في سورية التي بقيت الى حد ما بمنأى عن المعارك والهجمات خلال سنوات النزاع.

وأحصى المرصد ارتفاع حصيلة القتلى منذ الخميس إلى 31 عنصراً من قوات النظام وحلفائها، مشيراً إلى استقدام تعزيزات عسكرية جديدة لطرد التنظيم من مواقع تقدم إليها.

في الأثناء، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعاون الروسي الإيراني في سورية بـ«الناجح»، مشيراً إلى تحقيق نتائج ملموسة.

وقال بوتين، خلال لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني أمس، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تشينجداو الصينية: «نحن نتعاون بنجاح في تسوية الأزمة السورية. وهنا لدينا ما نتحدث عنه، لأن هناك نتائج ملموسة»، بحسب وكالة «سبوتنيك».

وأضاف: «أنا سعيد لفرصة العمل معكم على هامش اللقاء الدولي في إطار منظمة شنغهاي للتعاون».

يشار إلى أن الجولة التاسعة من مفاوضات «أستانا 9» عقدت الشهر الماضي، بمشاركة الدول الثلاث الضامنة، وهي روسيا وتركيا وإيران، ووفدي الحكومة والمعارضة السوريين، كما حضر هذه الجولة وفد عن الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا، ووفد عن الأردن بصفة مراقبين في ظل غياب الجانب الأميركي هذه المرة.

على صلة، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن تنكر ميليشيات إيرانية في سورية في ملابس العسكريين السوريين، لتجنب التعرض لضربات جوية إسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السورية المسلحة، قولها إنه «بعد الانسحاب الشكلي للميليشيات الإيرانية و(حزب الله) من جنوب سورية، أبقت قوات الجيش السوري عليها، حيث تنكر المقاتلون بثياب القوات الحكومية السورية».

ويعد التقرير الإعلامي الأميركي الجديد، مؤشراً إلى نية الميليشيات الإيرانية ومعها مسلحو ميليشيات حزب الله اللبناني، البقاء في سورية. وأضافت المصادر أن الميليشيات المتنكرة مدججة بالأسلحة الثقيلة والصاروخية.

على صعيد آخر، أكملت تركيا بناء جدار خرساني بطول 764 كيلومتراً على طول حدودها مع سورية، وفقاً لمسؤول تركي أمس.

وقال المسؤول لوكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن شركة توكي، شركة تطوير المساكن المدعومة من الدولة، قامت ببناء 564 كم (350 ميلاً) من الجدار، في حين أن الأقاليم الحدودية قامت ببناء 200 كيلومتر (124 ميلاً).

وكانت أنقرة قد أطلقت مشروع البناء في عام 2015 لبناء جدار بطول 826 كيلومتراً (513 ميلاً) على الحدود السورية، كجزء من إجراءات تركيا لزيادة أمن الحدود ومكافحة التهريب والمعابر الحدودية غير القانونية.

وتشترك تركيا في حدود 911 كم (566 ميلاً) مع سورية، التي دخلت في حرب أهلية منذ عام 2011.

وتم إغلاق الجدار على طول أقاليم تركيا الحدودية مثل سانليورفا وغازي عنتاب وكيليس وهاطاي وماردين وشرناق.

وأضاف المسؤول أن الجدار البالغ طوله 144 كيلومتراً على حدود تركيا مع إيران قد اكتمل تقريباً.

يشار إلى أن تركيا مع الجيش السوري الحر المعارض شنت عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في داخل سورية لمواجهة وحدات حماية الشعب الكردية.

تويتر