قوات النظام تستعيد السيطرة على بلدات جنوب دمشق

إسرائيل تدعو الأسد إلى إبعــاد الإيرانيين عن سورية غداة التصعيد بالصـواريخ

أفيغدور ليبرمان خلال زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. أ.ف.ب

دعت إسرائيل، أمس، رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى «طرد الإيرانيين» من سورية، وذلك غداة تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل بالصواريخ والغارات في سورية، في حين أعادت قوات النظام السيطرة على بلدات جنوب العاصمة دمشق.

وتفصيلاً، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، في بيان أثناء زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان «استغل فرصة زيارتي اليوم للجولان، لأدعو الأسد إلى طرد الإيرانيين، وطرد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المكلف العمليات الخاصة خارج إيران، قاسم سليماني، وفيلق القدس من سورية».

وتابع ليبرمان موجهاً رسالته إلى رئيس النظام السوري: «هم لا يساعدونك، هم فقط يضرون بك، وما وجودهم إلا مشكلات وأضرار، تخلصوا من الإيرانيين، وعندها ربما يمكن العودة إلى حياة أخرى».

وأضاف ليبرمان «لا أعتقد أن كل شيء انتهى حتى الآن»، في إشارة إلى التصعيد، مضيفاً «سنتابع الوضع بدقة، ونحن نعمل بمسؤولية وتصميم».

وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده لا تريد «توترات جديدة» في الشرق الأوسط، رد ليبرمان «هي رسالة مهمة أتمني أن تكون حقيقية، فنحن لم نأت إلى حدودهم، هم جاؤوا إلينا».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه ضرب ليلاً عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية في سورية، رداً على إطلاق صواريخ نسبه إلى إيران ضد مواقعه في هضبة الجولان المحتلة. وأطلقت القوات الإيرانية في سورية، ليل الأربعاء الخميس، نحو 20 مقذوفاً وصاروخاً باتجاه القوات الإسرائيلية في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وأتت الغارات بعد مقتل تسعة مقاتلين موالين لقوات النظام السوري، ليل الثلاثاء الأربعاء، جراء قصف صاروخي استهدف منطقة الكسوة في ريف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن مراراً أن بلاده لن تسمح بتموضع إيران عسكرياً في سورية.

واستهدفت إسرائيل مواقع في سورية 78 مرة منذ عام 2011، من بينها مواقع إيرانية وشحنات أسلحة مرسلة إلى «حزب الله» اللبناني. من جانبها، هددت إيران بالرد على الهجمات على مواقعها التي يوجد فيها ما تصفهم بمستشارين إيرانيين.

من جهة أخرى، رفع عناصر من الشرطة السورية العلم السوري فوق مبنى مجلس بلدة ببيلا جنوب العاصمة دمشق.

وقال مصدر في شرطة ريف دمشق «رفع اليوم العلم السوري فوق مبنى مجلس بلدة ببيلا، كما دخل عناصرنا اليوم إلى بلدتي يلدا وبيت سحم، بعد خروج آخر دفعة من المسلحين وعائلاتهم، ممن رفضوا التسوية إلى ريف حلب الشرقي».

وأكد المصدر أن «دخول عناصر الشرطة إلى البلدات الثلاث لفرض الأمن وحماية الممتلكات، بعد إخلائها من عناصر المجموعات المسلحة التي عاثت فسداً في تلك البلدات».

وغادرت مساء الخميس الدفعة الخامسة والأخيرة من مسلحي بلدات جنوب دمشق وعائلاتهم، حيث غادر 8632 شخصاً بين مدني وعسكري إلى الشمال، نقلتهم 233 حافلة إلى ريف حلب الشرقي وإدلب. وكان مصدر مقرب من لجنة المصالحة في البلدات الثلاث قال إن معظم الذين غادروا بلدات جنوب دمشق هم من خارج تلك البلدات، ومعظمهم قدم من مخيم اليرموك والحجر الأسود، إضافة إلى أشخاص من مدينة داريا ومحافظة درعا. ورفض المجلس المحلي في مدينة الباب شرق مدينة حلب، أول من أمس، دخول مسلحي بلدات جنوب وريف حمص، بحجة عدم وجود أماكن لإيوائهم أو مخيمات يتجهون إليها. وبعد دخول عناصر الشرطة السورية، تصبح جميع بلدات جنوب دمشق تحت سيطرة قوات النظام التي تخوض معارك مع مسلحي تنظيم «داعش»، وفصائل معارضة أخرى في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق، والتي من المنتظر أن يسيطر عليها جيش النظام السوري خلال الأيام المقبلة، حيث شن سلاح الجو السوري أكثر من 20 غارة على حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، والتي شهدت أمس معارك عنيفة جداً.

تويتر