موسكو تدعو دول الغرب إلى «التفكير جدياً» في عواقب تهديداتها

الضبابية تطغى على موقفـي ترامب وماكرون حيال توجيه ضربات إلى سورية

ماكرون أكد أنه على اتصال يومي بترامب وأنهما سيقرران الرد في الوقت المناسب والأكثر فاعلية. أرشيفية

اتخذ الرئيسان الأميركي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، مواقف ضبابية بشأن تحديد موعد لشنّ ضربات على سورية، رداً على هجوم كيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية قرب دمشق، في وقت دعت موسكو، الدول الغربية إلى «التفكير جدياً» في عواقب تهديداتها بضرب سورية.

كتب ترامب في سلسلة من التغريدات الصباحية، أمس، غداة تحذيره روسيا الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، بأن «الصواريخ قادمة»، «لم أقل متى سيتم الهجوم على سورية. يمكن أن يكون ذلك قريباً، أو ليس في القريب العاجل مطلقاً».

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إن لدى بلاده «الدليل بأن الأسلحة الكيماوية استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها».

لكنه أكد أن الرد سيتم في «الوقت الذي نختاره».

وقال ماكرون خلال مقابلة مع محطة «تي إف1» الفرنسية، إنه على اتصال يومي بترامب وأنهما قد يقرران بشأن الرد «في الوقت الذي نختاره، عندما نقرر بأنه الأنسب والأكثر فاعلية».

وأضاف ماكرون أن أحد أهدافه في سورية «نزع قدرة النظام على شنّ هجمات كيماوية»، لكنه كرر أنه يريد كذلك تجنب «التصعيد».

وأكد أن «فرنسا لن تسمح بأي حال بأي تصعيد أو أي شيء من شأنه أن يخلّ باستقرار المنطقة، ولكن لا يمكن أن نسمح لأنظمة تعتقد أن بوسعها التصرف دون عقاب أن تنتهك القانون الدولي بأبشع طريقة ممكنة». وناقش ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أمس، الوضع في سورية، وأعربا عن أسفهما «للعراقيل» في مجلس الأمن الدولي بعد هجوم كيماوي في دوما.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أعربا هاتفياً «عن قلقهما المشترك بعد الهجمات غير المقبولة التي وقعت في السابع من أبريل في سورية، والتهديدات التي تشكلها هذه الإساءات الجديدة لحظر الأسلحة الكيماوية».

وأوضحت: «أنهما أعربا أيضاً عن الأسف للعراقيل الحالية في مجلس الأمن الدولي، الذي لا تحترم قراراته»، في إشارة ضمنية إلى روسيا.

وتهدّد البلدان الغربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، النظام السوري بضربات وشيكة بعد هجوم كيماوي في مدينة دوما، تنسبه إلى النظام السوري، لكن النظام ينفي.

واستخدمت موسكو، الثلاثاء الماضي، «الفيتو» في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أميركي لإنشاء آلية تحقيق مستقلة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.

من جهتها، قالت ميركل إنه «من الواضح» أن دمشق لم تتخلص من جميع أسلحتها الكيماوية، كما زعمت.

ورفض مسؤولون أميركيون استبعاد تدخل عسكري مباشر مع روسيا، حيث قال البيت الأبيض إن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية «لا يمكن تبريره مطلقاً»، بعد الهجوم الكيماوي في دوما.

وأضاف أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: «بعض الأمور لا يمكن تبريرها، وغير مقبولة، وتسيء إلى ميثاق حظر الأسلحة الكيماوية، بل إلى الحضارة نفسها».

وكان ماتيس قال، أول من أمس، إن وزارة الدفاع مستعدة لطرح خيارات للضربة السورية، إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها لايزالون «يقيّمون المعلومات الاستخباراتية» حول الهجوم الكيماوي.

وقالت موسكو، أمس، إن قناة الاتصال بين العسكريين الروس والأميركيين بشأن عمليات الجيشين في سورية، والهادفة إلى تفادي الحوادث الجوية، لاتزال «مفتوحة» في الوقت الحالي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن هذه القناة التي تعتمد على خط هاتفي خاص «مفتوحة والخط يستخدمها الجانبان». وأضاف: «نرى أن تجنب أي عمل من شأنه مفاقمة التوتر في سورية يشكل ضرورة مطلقة. سيكون لمثل هذا الأمر تأثير مدمر للغاية، على كل عملية التسوية في سورية».

ودعت موسكو، أمس، الدول الغربية إلى «التفكير جدياً» في عواقب تهديداتها بضرب سورية، مؤكدة أنها لا تسعى إلى التصعيد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي: «ندعو أعضاء الأسرة الدولية إلى التفكير جدياً في العواقب المحتملة لمثل هذه الاتهامات والتهديدات والتحركات المزمعة» ضد الحكومة السورية.

وأضافت: «لم يفوض أحد القادة الغربيين لعب دور الشرطة العالمية، وكذلك وفي الوقت نفسه، دور المحقق وممثل النيابة والقاضي والجلاد».

وأكدت: «موقفنا واضح ومحدد جداً. نحن لا نسعى إلى التصعيد».

من جهته، توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسؤولين بدفع «ثمن باهظ» بعد أن قالت وزارة الخارجية إن هناك «اشتباه قوي» في أن نظام الأسد هو المسؤول.

وأعرب أردوغان عن قلقه إزاء «المنازلة» الجارية في سورية بين القوى الكبرى. وقال في كلمة متلفزة في أنقرة «إننا قلقون للغاية لرؤية بعض الدول الواثقة بقوتها العسكرية تحول سورية إلى ميدان للمنازلة»، مضيفاً أنه سيجري مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث «سبل وضع حدّ لهذه المجزرة الكيماوية».

تويتر