تركيا تتوصل إلى تفاهم مع أميركا بشأن منبج السورية

ميركل تدين قصف الغوطة وتعـتبر ما يجري في عفرين «غير مقبول»

سوري يبحث عن أحياء عقب قصف جوي على الغوطة الشرقية. أ.ف.ب

قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أمس، إن سقوط آلاف الضحايا في عفرين شمالي سورية «غير مقبول»، كما دانت بشدة «قصف الغوطة الشرقية السورية، خصوصاً أن روسيا تقف موقف المتفرج»، على حد وصفها، فيما قالت تركيا إنها توصلت إلى تفاهم مع أميركا بشأن منبج السورية.

أسفرت ضربة جوية نفذتها طائرات لم يعرف ما إذا

كانت سورية أو روسية، على منطقة تسيطر عليها

المعارضة في شمال غرب سورية، عن سقوط 20

قتيلاً، بينهم 16 طفلاً فرّوا من ضربة سابقة على

مدرسة.

وفي التفاصيل، أفادت ميركل، أمام مجلس النواب بأن «ما يحدث في عفرين أمر غير مقبول، حيث قُمع آلاف المدنيين وقتلوا أو أرغموا على الفرار. ندين ذلك بأشد العبارات».

وسيطرت تركيا، الأحد الماضي، على منطقة عفرين الكردية الواقعة في شمال سورية جراء هجوم مثير للجدل.

وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمير: «نحن نتابع بقلق متزايد التقارير الواردة عن سيطرة الجيش التركي على مساحات كبيرة من الأراضي في مدينة عفرين». وأشارت إلى مخاوف على سلامة السكان المدنيين وأعداد كبيرة من اللاجئين الذين يفرون من المدينة.

كما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية، راينر برويل، إلى التحقيق في تقارير عن مذابح وأعمال نهب، وحث على العودة إلى العملية السياسية لإنهاء الحرب الدائرة في سورية. وقال إن تركيا لديها «مصالح أمنية مبررة» في ما يتعلق بحدودها، لكن أفعالها يجب «أن تظل في إطار الضروري والمتناسب». وأضاف «لدينا بوضوح، ولا يمكنني إنكار ذلك، خصوصاً في ضوء أحدث التطورات، شكوك كبيرة في ضرورة ومدى تناسب الأفعال التركية».

يأتي ذلك في وقت قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس، إن تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى «تفاهم وليس اتفاقاً» بشأن مدينة منبج السورية.

وأضاف في مؤتمر صحافي أن أنقرة سعت للاتفاق مع واشنطن بشأن من سيؤمّن منبج بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من المنطقة.

وتابع أن تركيا أرادت أن يكون التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن منبج، حيث تتمركز قوات أميركية، نموذجاً لجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب.

ميدانياً، قال مسعفون إن ضربة جوية، نفذتها طائرات لم يعرف ما إذا كانت سورية أو روسية، على منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سورية أسفرت، أمس، عن سقوط 20 قتيلاً، بينهم 16 طفلاً فروا من ضربة سابقة على مدرسة.

وأوضح المرصد أن «القصف الجوي على قرية كفر بطيخ وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها»، مشيراً إلى أن الأطفال القتلى لا تتجاوز أعمارهم 11 عاماً. وقتل جراء القصف أيضاً أربعة مدنيين آخرين.

وذكر المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لأن المنقذين لايزالون يفتشون عن ناجين تحت الركام، مشيراً إلى أنه لم يتضح على الفور من يقف وراء الغارة الجوية.

ويأتي القصف غداة مقتل تسعة مدنيين في غارة استهدفت مخيماً للنازحين في ريف إدلب الجنوبي، ومقتل 62 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، منذ الإثنين، من جراء هجوم لتنظيم «داعش» مكّنه من السيطرة على حي القدم في جنوب دمشق.

إنسانياً، أكد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية، علي الزعتري، أمس، أن «الوضع مأساوي» في مراكز الإيواء التي خصصتها الحكومة السورية للفارين من الحملة العسكرية في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وقال الزعتري خلال مقابلة في مكتبه بدمشق مع «فرانس برس»: «لو كنت مواطناً لما قبلت بأن أبقى في (مركز إيواء) عدرا لخمس دقائق بسبب الوضع المأساوي»، مضيفاً «صحيح أن الناس هربوا من قتال وخوف وعدم أمن، لكنهم ألقوا بأنفسهم في مكان لا يجدون فيه مكاناً للاستحمام».

واعتبر الزعتري، غداة جولته على عدد من مراكز الإيواء في ريف دمشق، أنها «غير مهيأة لاستقبال المدنيين»، مشدداً على وجوب «معالجة هذه الأزمة بطريقة مختلفة».

ورأى الزعتري، وهو منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، أن «الحل هو بتفريغ هذه الملاجئ من السكان بأسرع وقت ممكن، وبإبقاء السكان داخل الغوطة الشرقية»، لافتاً الى أن إيصال المساعدات للمدنيين في منازلهم «أسهل من الإتيان بهم الى هذه الأماكن العامة».

تويتر