قوات النظام السورية تسيطر على 83% من الغوطة الشرقية.. وهدوء حذر في المنطقة

القوات التركية تسيطر على عفرين بالكامل.. والأكراد يهددون بـ «كابوس» وهجمات ضد أنقرة

قوات تركية في عفرين تحتفل بسيطرتها على المدينة. إي.بي.إيه

سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس، على مدينة عفرين في شمال سورية، إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي، فيما قالت الإدارة الكردية المحلية في المدينة إن الحرب على القوات التركية والفصائل المتحالفة معها دخلت مرحلة جديدة، مضيفة أن قواتها ستشكل «كابوساً دائماً لتركيا»، مهددة بشن هجمات على مواقع تركيا وحلفائها. وعلى جبهة الغوطة الشرقية تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على أكثر من 83% من المنطقة التي سادها هدوء حذر بعد الهجمات الأخيرة وموجة النزوح القسرية.

وتفصيلاً، حققت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تقدماً سريعاً داخل المدينة التي تعرضت لقصف عنيف، خلال الأيام الماضية، دفع بأكثر من 250 ألف مدني للفرار منها، وسيطرت تماماً عليها.

وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» في عفرين، مقاتلين من الفصائل الموالية لأنقرة وجنوداً أتراكاً ينتشرون في أحياء المدينة، ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، فيما أطلق مقاتلون النار في الهواء احتفالاً.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس: «سيُرفع العلم التركي هناك!».

وشاهد مصور من «فرانس برس» جندياً يحمل العلم التركي فوق شرفة أحد المباني الرسمية التابعة للإدارة الذاتية الكردية.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، على حسابه في تويتر «عملنا لم ينتهِ، لكنّ الإرهاب والإرهابيين انتهوا من عفرين». ولم يرَ مراسلو «فرانس برس» أياً من المقاتلين الأكراد في عفرين، وتحدث أحد السكان عن «انسحابهم» منها.

وعمد بعض المقاتلين الموالين لأنقرة، وفق مراسل لـ«فرانس برس»، إلى إحراق أحد المتاجر، كما أقدموا على تدمير تمثال كاوا الحداد، الذي يُعد رمزاً للشعب الكردي، وقال أحد السكان إنه شاهد مقاتلين يفتحون محال تجارية ويأخذون محتوياتها. وقال مركز عفرين الإعلامي إن قوات تدعمها تركيا دمرت التمثال «في انتهاك للتاريخ والثقافية الكرديين».

وبدأت تركيا وفصائل سورية موالية، في 20 يناير، حملة عسكرية تحت تسمية «غصن الزيتون» ضد منطقة عفرين، قالت أنقرة إنها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها «إرهابية» وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

وخلال نحو شهرين من العملية العسكرية، سيطرت القوات التركية على مساحات واسعة في منطقة عفرين، بينها الشريط الحدودي، قبل أن تتمكن، أمس، من دخول المدينة.

وسيطرت أيضاً على بلدة معبطلي ذات الأغلبية العلوية غرب عفرين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأسفر الهجوم التركي عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي، وفق المرصد الذي أوضح أن «أغلبهم قُتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية».

ووثّق المرصد مقتل أكثر من 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، كما أعلن الجيش التركي عن مقتل 46 من جنوده.

وأسفر الهجوم التركي أيضاً، وفق المرصد، عن مقتل 289 مدنياً بينهم 43 طفلاً، وتنفي أنقرة قصف المدنيين مؤكدة أنها تستهدف مواقع القوات الكردية فقط.

ودفع اقتراب المعركة من مدينة عفرين، 250 ألف شخص للفرار منها، وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام في شمال حلب، وقال المرصد إن عفرين «عبارة عن مدينة شبه خالية من السكان». من جهتها، تعهدت الإدارة الكردية المحلية في عفرين، عقب استيلاء الجيش التركي عليها، بأن «تهاجم القوات الموجودة في كل أنحاء عفرين مواقع تركيا وحلفائها كلما أتيحت لها الفرصة»، وقالت الإدارة المحلية في المدينة إن «قواتنا ستكون كابوساً دائماً لتركيا»، وأشارت إلى أن القوات الكردية «ستبتعد عن أي مواجهة مباشرة مع الجيش التركي». وقال الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لعفرين، عثمان شيخ عيسى، في بيان نقله التلفزيون، «قواتنا توجد في كل مكان من جغرافية عفرين، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع الجيش التركي في كل فرصة، هذا يعني أن إعلان النصر من قبل أردوغان لن يكون إلا ذر الغبار في عيون الرأي العام التركي والعالمي»، وتابع «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم». وعلى جبهة أخرى في سورية، تشن قوات النظام، منذ 18 فبراير، حملة عسكرية على الغوطة الشرقية، بدأت بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 83% من هذه المنطقة.

وتسبب الهجوم على الغوطة، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، في مقتل أكثر من 1400 مدني.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حالة من الهدوء الحذر سادت، أمس، الغوطة الشرقية، وسط ارتفاع كبير في أعداد النازحين من المنطقة التي أصبحت القوات الحكومية السورية تسيطر على 83% من مساحتها. وأوضح المرصد أن آلاف المدنيين خرجوا، أمس، من المنطقة الواقعة على مشارف دمشق، بعد أن خرج خلال الـ72 ساعة الماضية أكثر من 50 ألف مدني من الجيب الجنوبي الغربي من غوطة دمشق الشرقية. وتزامن خروج المدنيين، أمس، مع هدوء يسود الغوطة، تخلله تحليق طائرات في سماء المنطقة وسقوط قذائف على مناطق في بلدة عين ترما. وكشفت معلومات للمرصد أن هذا الهدوء يأتي في انتظار الوصول إلى إعلان عن الاتفاق الذي من المفترض أنه جرى التوصل إليه بين «فيلق الرحمن» والجانب الروسي، لإخراج مقاتلي «فيلق الرحمن» إلى الشمال السوري، حيث لايزال «فيلق الرحمن» يسيطر على كل من عربين وزملكا وعين ترما وأجزاء من حي جوبر الدمشقي. ووثق المرصد مقتل أكثر من 1401 شخص منذ تصعيد العمليات بالمنطقة، في فبراير الماضي.

تويتر