إجلاء مرضى ومصابين من جيب محاصر في الغوطة الشرقية

الجيش التركي يطوّق مدينة عفرين وعشرات القرى غربها

عائلة تفرّ في شاحنة هرباً من هجوم الجيش التركي شمال شرق عفرين. رويترز

أعلن الجيش التركي، أمس، تطويقه مدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية، حيث يشنّ مع فصائل سورية موالية له، هجوماً منذ أسابيع، في خطوة من شأنها أن تفاقم معاناة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين. في حين غادر مدنيون من المرضى والجرحى، جيباً تسيطر عليه المعارضة في الغوطة الشرقية، بموجب أول عملية إجلاء طبي منذ هجوم كبير بدأته قوات النظام على المنطقة قبل نحو شهر، بينما واصلت قوات النظام تضييق خناقها على الغوطة الشرقية المحاصرة.

دفعت المعارك المئات

من المدنيين في عفرين

إلى الفرار إلى بلدة نبل

المجاورة.

وأعلن الجيش التركي، أمس، أنه في إطار عملياته العسكرية «تم تطويق مدينة عفرين، اعتباراً من 12 مارس 2018»، دون إعطاء إيضاحات إضافية.

وقال إن قواته والفصائل المتحالفة معها من قوات المعارضة السورية طوّقت مدينة عفرين، فيما يمثل تقدماً كبيراً للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد عبر حدود تركيا الجنوبية.

وأضاف في بيان أنه طوّق عفرين وسيطر أيضاً على «أراض شديدة الأهمية» في المنطقة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات التركية والفصائل السورية المتحالفة معها طوّقت ما يقدر بنحو 700 ألف شخص في عفرين والمناطق القريبة منها.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن «القوات التركية والفصائل تمكنت في الساعات الأخيرة من التقدم جنوب عفرين، من جهتي الشرق والغرب، لتوشك بذلك على عزل مدينة عفرين مع 90 قرية غربها».

وأضاف «لايزال أمام هذه القوات السيطرة برياً على قريتين ترصدهما نارياً، ويمر عبرهما المنفذ الوحيد المتاح أساساً من عفرين باتجاه مدينة حلب».

وبحسب المرصد، تحاول القوات التركية والفصائل المتحالفة معها «الضغط لدفع المدنيين إلى النزوح باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة أو النظام، لتسريع عملية سيطرتها على كامل المنطقة».

وتشنّ تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 20 يناير هجوماً واسعاً ضد منطقة عفرين، تقول إنه يستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية، المدعومة من واشنطن، والتي تصنّفها أنقرة «إرهابية».

وتمكنت منذ بدء هجومها من السيطرة على نحو 60% من المنطقة، ووصلت السبت الماضي، إلى مشارف مدينة عفرين، التي تشهد اكتظاظاً سكانياً، جرّاء حركة النزوح الكبيرة إليها. ويقدر المرصد السوري عدد سكان مدينة عفرين حالياً بنحو 350 ألفاً، بالإضافة إلى عشرات الآلاف في القرى المجاورة لها.

وتعاني المدينة وضعاً «إنسانياً مأساوياً»، وفق ما قال مسؤولون أكراد، وزاد اقتراب القوات التركية خشية سكانها تعرضهم لحصار كامل أو لهجوم بري.

ودفعت المعارك المئات من المدنيين إلى الفرار. ووصل أول من أمس، إلى بلدة نبل المجاورة أكثر من 2000 مدني، بحسب المرصد.

على جبهة أخرى، واصلت قوات النظام السوري عملياتها في الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامناً مع إجلاء عشرات المدنيين على دفعات، وبينهم حالات طبية من مدينة دوما ومحيطها، وفق المرصد.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينهم مرضى، وصلوا من الممر الآمن إلى مخيم الوافدين».

وعند معبر الوافدين الواقع شمال شرق مدينة دوما، قال مصدر سوري ميداني لـ«فرانس برس»، إن «24 رجلاً و44 امرأة و78 طفلاً»، خرجوا من مدينة دوما التي يسيطر عليها «جيش الإسلام»، أكبر فصائل الغوطة الشرقية.

وأوضح أن بين المدنيين «10 مرضى» على الأقل.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة في سورية، أعلن أول من أمس، الحاجة العاجلة لإجلاء 1000 حالة طبية من الغوطة الشرقية، حيث تشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير هجوماً عنيفاً، تسبب في مقتل 1185 مدنياً على الأقل، وفق المرصد، تمكنت بموجبه من فصل المنطقة إلى ثلاثة أجزاء.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية، عن رئيس المركز الروسي للمصالحة، الجنرال يوري يفتوشنكو، أمس، قوله إن خروج المدنيين يأتي بناء على مفاوضات مع الفصائل المسلحة. وقال مدير المكتب السياسي الداخلي في جماعة «جيش الإسلام» ياسر دلوان، إن الأشخاص الذين غادروا دوما هم أول دفعة من دفعات عدة من المرضى من المتوقع إجلاؤهم.

وأضاف أنهم ضمن قائمة تضم نحو 1000 شخص، قال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم في حاجة لعلاج طبي عاجل خارج المنطقة.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار، أمس، في رسالة مصورة، إن المقاتلين سيواصلون الدفاع عن الغوطة حتى النهاية.

ومع تقسيم المنطقة الآن إلى أجزاء متفرقة، بسبب توغل الجيش، قال دلوان إن فصيله مسؤول عن الإجلاء من دوما فقط، وليس بقية البلدات.

وأضاف أنه إذا استمر الاتفاق فسيجري إجلاء المئات «بدفعات للعلاج، منهم في دمشق، ومنهم خارج سورية».

وقالت وحدة الإعلام الحربي، التابعة لميليشيات «حزب الله» اللبنانية، التي تدعمها إيران، وتقاتل إلى جانب الجيش السوري، إن الجيش واصل هجومه، أمس، وسيطر على بعض الأراضي الزراعية حول بلدة جسرين.

وقال الدفاع المدني في الغوطة، الذي يعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، إن ضربات جوية استهدفت جسرين وزملكا وعربين وجزءاً من منطقة باتجاه الجنوب معزولة عن دوما.

تويتر