مقتل أكثر من 900 مدني بينهم 188 طفلاً منذ بدء الحملة.. وتقارير عن استخدام غاز الكلور

النظام يصعّد قصف الغوطة بعـد شطرها.. والأمم المتحدة ترجئ إدخال المساعدات

سوريون في الغوطة يعانون عوارض اختناق وضيق تنفّس بعد عمليات القصف. أ.ف.ب

قتل 27 مدنياً، أمس، جراء قصف بقنابل عنقودية على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية المحاصرة، غداة إعلان جيش النظام السوري شطر الجيب الأخير للمعارضة قرب العاصمة السورية إلى قسمين، في حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إرجاء قافلة المساعدات الإنسانية، التي كان من المفترض أن تدخل إلى الغوطة، نظراً لتعرّضها لقصف عنيف من قبل النظام السوري، أسفر عن مقتل أكثر من 900 مدني، بينهم 188 طفلاً، منذ بدء حملته على البلدة المحاصرة.

وتفصيلاً، ذكرت مصادر طبية في الغوطة، أن القصف الذي شنّته طائرات حربية سورية وروسية، أوقع قتلى في بلدات حرستا وعين ترما وحزة وسقبا وحمورية ودوما، وقتل في بلدة زملكا وحدها 10 مدنيين.

وقال مركز الدفاع المدني إن ثلاثة من كوادره قتلوا، نتيجة قصف استهدف سيارة كانوا يستقلّونها أثناء إسعاف الجرحى في مدينة سقبا.

ويأتي هذا التطور بعد أن أعلن قائد عسكري في تحالف يدعم حكومة النظام السوري، في وقت سابق، شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين. وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم نشر اسمه، لأنه غير مخوّل له الحديث لوسائل الإعلام، تقريراً نشره المرصد في ساعة متأخرة الأربعاء الماضي، وأشار فيه إلى أن الغوطة الشرقية انقسمت فعلياً إلى شطرين.

وقال القائد العسكري إن القطاع المتبقي من الأراضي التي تفصل القوات المتقدمة من الشرق والغرب، لا يمكن استخدامه بالفعل، لأنه يقع بالكامل في مرمى نيران القوات الحكومية، ما يجعل من المستحيل على مقاتلي المعارضة العبور بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجيب. وأضاف لـ«رويترز» أن هذا يعني «بالعلم العسكري» أن المنطقة تم تقسيمها.

لكن المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن، إحدى جماعات المعارضة الرئيسة في الغوطة الشرقية، وائل علوان، نفى هذا، وحين سئل عما إن كان الخبر صحيحاً، كتب في رسالة نصية من إسطنبول حيث يقيم «لا».

وبحسب «رويترز»، توشك القوات الحكومية، التي تتقدم من شرق الغوطة، أن تنضم إلى القوات الموجودة عند الطرف الغربي للجيب الأخير للمعارضة قرب العاصمة دمشق.

والقطاع المتبقي من الأراضي، التي تربط المناطق الشمالية والجنوبية من الجيب يبلغ عرضه كيلومتراً واحداً، ويقع في مرمى نيران قوات النظام.

وذكرت مصادر في الغوطة أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها بسطت سيطرتها على مساحات زراعية واسعة في المنطقة الشرقية من غوطة دمشق، بهدف حرمان الغوطة المحاصرة منها.

كما شهدت البلدات والمناطق، التي تقدم إليها النظام في الغوطة، نزوحاً كاملاً من قبل المدنيين نحو مدينة دوما، وعمق مدن وبلدات الغوطة الشرقية الأخرى.

من جهة أخرى، ظهرت في وقت متأخر الأربعاء الماضي، عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من 60 مدنياً في بلدتين في الغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال أطباء عاينوا المصابين إنها شبيهة بتلك الناجمة عن تنشق غاز الكلور، الأمر الذي لطالما حذرت دول غربية من أن استخدامه لن يمر من دون عقاب.

وقال اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، إن تقارير من أطباء في الغوطة تشير إلى هجوم استخدم فيه غاز الكلور في سقبا وحمورية.

وقالت خدمة الخوذ البيضاء للإسعاف، إن 50 مدنياً على الأقل تأثروا بالغاز، وقال اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية، إن الأطباء قدروا العدد بما لا يقل عن 100 شخص.

وتبادل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً لأفراد تبدو عليهم علامات صعوبة التنفس، ويتم توزيع أقنعة أكسجين عليهم.

وقتل أكثر من 900 مدني، بينهم 188 طفلاً، منذ بدء قوات النظام السوري حملتها العسكرية على الغوطة الشرقية المحاصرة، قبل نحو ثلاثة أسابيع، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن حصيلة القتلى الإجمالية منذ بدء قوات النظام هجومها في 18 فبراير الماضي، بلغت 905 مدنيين، بعد مقتل سبعة بغارة استهدفت، الخميس الماضي، بلدة زملكا.

من جهة أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه تأجل دخول قافلة مساعدات للغوطة، أمس، كما كان مقرراً.

وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، التي تفرض الحكومة حصاراً عليها منذ سنوات، والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد بالفعل قبل الهجوم.

وفرّ مدنيون كثيرون من خطوط المواجهة إلى مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية.

وعرضت روسيا، أقوى حلفاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، خروج مقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية بسلام مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية، في اتفاق يشبه اتفاقات سابقة، سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم على الحدود مع تركيا.

من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إرجاء قافلة المساعدات الإنسانية التي كان من المفترض أن تدخل أمس، إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، نظراً لتعرضها لقصف عنيف من قبل النظام السوري.

وصرّحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي، التي تشارك الأمم المتحدة في إرسال المساعدات، بأن «القافلة أرجئت»، مضيفة أن «تطور الوضع على الأرض لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب».

وكانت قافلة أولى من المساعدات بلغت وجهتها، الاثنين الماضي، وسلمت 247 طناً من المساعدات الطبية والغذائية إلى دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. إلا أنها اضطرت إلى الرحيل قبيل المساء، دون أن تفرغ كامل حمولتها التي سلّمتها «تحت القصف»، بحسب الأمم المتحدة.

تويتر