الأمم المتحدة تدين استخدام التجويع كأسلوب حرب في الغوطة الشرقية مع استمرار الغارات والمعارك

ترامب يدرس ضرب نظام الأسد عقاباً على «كيماوي الغوطة»

إسعاف طفلة أصيبت بقصف لقوات النظام على بلدة حمورية في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة على مشارف دمشق. أ.ف.ب

أكد مقرب من الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب، يدرس القيام بعمل عسكري جديد، ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تقارير حول استخدامه أسلحة كيماوية، في وقت دانت فيه الأمم المتحدة، أمس، استخدام التجويع كأسلوب حرب في الغوطة الشرقية، مؤكدة ارتكاب قوات النظام جرائم عدة، شملت التجويع واستخدام الأسلحة الكيماوية، فيما جددت قوات النظام قصفها للغوطة الشرقية، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض.

وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تدرس القيام بعمل عسكري جديد ضد النظام السوري.

ونقلت الصحيفة، عن مصدر مقرب من الإدارة، أن ترامب طلب خيارات لمعاقبة نظام بشار الأسد، بعد التقارير عن الهجمات بغاز الكلور وأسلحة كيماوية أخرى، في مناطق تسيطر عليها المعارضة.

وتحدثت تقارير كثيرة عن تكرار استخدام قنابل الكلور، الشهر الماضي، في الغوطة الشرقية، المنطقة القريبة من دمشق.

بدوره، قال الكرملين، رداً على سؤال عن احتمال توجيه ضربة أميركية للنظام السوري، بسبب هجمات كيماوية: «نأمل ألا يقع أي انتهاك للقانون الدولي».

وأضاف الكرملين أنه «لا يمكن التحقق من مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سورية».

وفي جنيف، قال المحققون الأمميون، بشأن حقوق الإنسان في سورية، في أحدث تقرير، إن حصار الغوطة الشرقية بسورية شهد ارتكاب القوات الحكومية جرائم عدة، شملت التجويع كوسيلة حرب، واستخدام الأسلحة الكيماوية.

وقالت لجنة التحقيق بشأن سورية: «حصار الغوطة الشرقية، الذي يدخل عامه الخامس، شهد تزايد استخدام وسائل وأساليب ماكرة للحرب، ما أدى إلى أسوأ الحالات الموثقة لسوء التغذية على مدار الصراع السوري».

وخلص التقرير، الذي يغطي فترة من أواخر يوليو حتى منتصف يناير الماضيين، إلى وجود دليل معقول يشير إلى أن القوات الحكومية شنت هجوماً كيماوياً في الغوطة الشرقية، في 18 نوفمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 27 شخصاً.

من ناحية أخرى، جددت قوات النظام السوري قصفها للغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض، وتقلص مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بشكل يومي، أمام الهجوم البري العنيف.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، إن القصف الجوي استهدف بلدتي سقبا وحمورية، مضيفاً أن 10 غارات استهدفت، صباح أمس، بلدة جسرين، كما تتعرض مدن وبلدات أخرى بينها دوما لقصف جوي.

وتسببت الغارات في جسرين في مقتل «تسعة مدنيين، وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح».

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى، منذ بدء التصعيد على الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق، في 18 فبراير الماضي إلى أكثر من 780 قتيلاً مدنياً، بينهم نحو 170 طفلاً.

وإلى جانب الحملة الجوية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، يشنّ الجيش السوري هجوماً برياً من الجبهة الشرقية. وتزامن مع هدنة أعلنت عنها روسيا وبدأت قبل أسبوع، وتسري يومياً لخمس ساعات فقط. ويُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين، شمال شرق مدينة دوما، لخروج المدنيين.

وتتخلل الهدنة انتهاكات إذ استمر القصف الجوي، أمس، رغم سريانها. كما لم يسجل خلال أسبوع خروج مدنيين، وفق المرصد.

وحقق الجيش السوري تقدماً سريعاً، وبات يسيطر على 40% من المنطقة المحاصرة، بعدما استعاد بلدة المحمدية (جنوب). وتتركز الاشتباكات حالياً على أطراف بلدات بيت سوى والأشعري (وسط)، وأفتريس (جنوب)، والريحان (شمال شرق).

وأقر «جيش الإسلام»، قبل يومين، بانسحاب مقاتليه من الجهة الشرقية، موضحاً أنها «منطقة زراعية مكشوفة، ليست فيها تحصينات كالأبنية».

وأفاد المرصد عن 18 حالة اختناق، بعد قصف لقوات النظام، استهدف حمورية، دون أن يتمكن من تحديد الأسباب، فيما اتهم ناشطون معارضون الجيش السوري باستخدام الغازات السامة.

وبعد نداءات عدة، دخلت، أول من أمس، قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر، إلى مدينة دوما، محملة بالمواد الغذائية والطبية لـ27 ألفاً و500 شخص. ولم تسمح الحكومة السورية للقافلة بإدخال الكثير من المواد الطبية الضرورية، وبينها «حقائب الإسعافات الأولية». وبعد تسع ساعات، لم يتوقف خلالها القصف الجوي حتى أنه استهدف دوما، خرجت القافلة من الغوطة الشرقية، دون إفراغ كامل حمولتها.

وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية، سجاد مالك: «أوصلنا مساعدات بقدر المستطاع وسط القصف، المدنيون عالقون في وضع مأسوي».

وكتبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على موقع «تويتر»: «نغادر الغوطة الشرقية بخطوات ثقيلة، لأننا نعلم وضع المدنيين الذين تركناهم خلفنا، ونعلم هول ما عانوه»، وكررت أن قافلة واحدة «لا تكفي». ويعقد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، الدول الراعية لمفاوضات أستانة حول سورية، في 16 مارس اجتماعاً، لبحث النتائج التي ترتبت على هذه الاجتماعات، في عامها الأول.

وترعى الدول الثلاث اتفاقاً لخفض التوتر، نتج عن محادثات أستانة، ويشمل أربع مناطق، بينها الغوطة الشرقية.

إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي، أمس، أنه يسمح للفصائل المقاتلة بمغادرة الغوطة الشرقية المحاصرة، عبر ممر الوافدين الإنساني مع عائلاتهم وأسلحتهم، خلال الهدنة الإنسانية اليومية.

وقال الجنرال في الجيش الروسي، فلاديمير زولوتوخين، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: «هذه المرة فتح الممر الإنساني ليس فقط لمدنيي الغوطة الشرقية، وإنما للمقاتلين مع عائلاتهم. لقد سمح لأفراد التنظيمات المسلحة غير الشرعية بحمل أسلحتهم الشخصية».

تويتر