مقتل 45 مدنياً في قصف للجيش السوري

مساعدات دولية تدخل إلى الغوطة الشرقية مع تقدم لقوات الــنظام

طفل يقبّل قريبه الذي أصيب بقصف لقوات النظام خلال وجوده في غرفة التصوير الإشعاعي بمستشفى في دوما. أ.ف.ب

دخلت قافلة مساعدات إنسانية، أمس، هي الأولى منذ بدء التصعيد العسكري قبل أكثر من أسبوعين، إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، التي بات الجيش السوري يسيطر على ثلث مساحتها مع استمرار حملة جوية وبرية عنيفة. فيما قتل 45 مدنياً في قصف نفذته قوات النظام السوري.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سورية على حسابه على موقع «تويتر»، أمس، إن قافلة مساعدات دخلت إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، التي تُعد أبرز مدن المنطقة المحاصرة.

720

مدنياً بينهم نحو 170

طفلاً قتلوا منذ بدء

حملة القصف على

الغوطة الشرقية.

وتتألف القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية، وتكفي لـ27 ألفاً و500 شخص في معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق، إلا أن قوات النظام لم تسمح بإدخال العديد من المواد الطبية الضرورية.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق شؤون الإنسانية ليندا توم، إنه «جرى إبلاغ الأمم المتحدة وشركائها بأنه لم يُسمح بتحميل الكثير من المواد الصحية التي كان من المفترض إرسالها إلى دوما، كما لم يُسمح باستبدالها بمواد حيوية أخرى».

ودعت الأمم المتحدة إلى ضرورة إضافة تلك المواد إلى قافلة ثانية، يُفترض أن تدخل الغوطة الشرقية الخميس.

وهذه القافلة هي الأولى التي تدخل إلى الغوطة الشرقية منذ بدء التصعيد العسكري في 18 فبراير، كما أنها الأولى منذ بدء هدنة قبل أسبوع أعلنت عنها روسيا، وتسري يومياً لخمس ساعات فقط. ويُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين، شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.

وزاد التصعيد العسكري الأخير من معاناة سكان الغوطة الذين كانوا يعتمدون أصلاً على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب.

وتعاني الكوادر الطبية أيضاً من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية مع توافد الجرحى يومياً إلى المستشفيات.

وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق. وطالما شكلت هدفاً للجيش السوري الذي يفرض عليها حصاراً منذ عام 2013.

في السياق، قتل نحو 45 مدنياً في قصف نفذته قوات النظام أمس، على الغوطة الشرقية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «حصيلة القتلى تواصل الارتفاع نتيجة استمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض».

ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض، وسقوط آخرين بشكل شبه يومي، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء حملة القصف إلى أكثر من 720 مدنياً، بينهم نحو 170 طفلاً. وأكد المرصد أن قوات النظام استعادت أراضي زراعية جديدة، وتستمر بالتقدم من الناحية الشرقية»، مشيراً إلى أنها تبعد حالياً كيلومترين فقط من مدينة دوما.

وباتت قوات النظام تسيطر، وفق المرصد، على ثلث الغوطة الشرقية، فيما تستمر المعارك على الجبهة الشرقية للغوطة الشرقية.

وإلى جانب الحملة الجوية، بدأ الجيش السوري الذي تلقى تعزيزات عسكرية هجوماً برياً، ازدادت وتيرته تدريجاً، وتركز على الجبهة الشرقية.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات لصحافيين، أول من أمس «يجب أن نستمر في العملية بالتوازي مع فتح المجال أمام المواطنين للخروج»، معتبراً أن «عملية الغوطة هي استمرار لمكافحة الإرهاب».

وأضاف أنه «لا يوجد أي تعارض بين الهدنة والأعمال القتالية، فالتقدم الذي تم تحقيقه في الغوطة من قبل الجيش العربي السوري تم في ظل هذه الهدنة».

وتهدف العملية العسكرية، وفق مراقبين، لتقسيم الغوطة الشرقية إلى جزأين، شمالي حيث تقع مدينة دوما، وجنوبي حيث مدينة حمورية.

وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في الغوطة نحو 100 كيلومتر مربع، وتشكل نحو ثلث المساحة الكلية للغوطة.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس «مازلنا نرى المزيد من القتال، المزيد من الموت، والمزيد من التقارير المقلقة حول الجوع والمستشفيات التي تتعرض للقصف».

وأضاف أن «العقاب الجماعي للمدنيين غير مقبول ببساطة».

من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن واشنطن تنتهك قراراً للأمم المتحدة بشأن سورية بتقاعسها عن منع مقاتلي المعارضة، الذين تسيطر عليهم من شن هجمات يومية على الجيش السوري في الغوطة الشرقية وعلى دمشق.

وجاء ذلك في معرض رد موسكو على اتهام أميركي، أول من أمس، بأن طائرات روسية قصفت الغوطة الشرقية المحاصرة، على الرغم من قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.

وقالت الوزارة إن واشنطن هي من يخرق قرار الأمم المتحدة، وإنها لم تفعل شيئاً لمنع المعارضة من قصف دمشق من الغوطة الشرقية في ضربات سقط فيها قتلى مدنيون.

وأضافت أن واشنطن لم تفعل شيئاً لوقف هجمات المعارضة في الغوطة، التي قالت إنها تهدف إلى تغيير حدود منطقة لعدم التصعيد.

وذكرت أن «واشنطن لا تفعل شيئاً لكبح جماح المتشددين الخاضعين لسيطرتها في الغوطة الشرقية». وقالت إن روسيا ترفض أيضاً ادعاء أميركا بأن موسكو تتجاهل قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في سورية.

تويتر