روسيا تطالب بالضغط على المعارضة السورية غداة قرار مجلس الأمن

هدنة الغوطة تترنح بغارات جديـــــــدة للنظام.. وإيران تؤكد استمرار العمليات

سوري يمشي وسط الدمار في بلدة دوما نتيجة قصف قوات النظام. أ.ف.ب

جددت قوات النظام السوري قصفها، أمس، على الغوطة الشرقية، رغم قرار مجلس الأمن الدولي بهدنة «من دون تأخير»، وفيما قالت إيران إنها ستواصل هجماتها في ضواحي دمشق، طالبت روسيا بالضغط على المعارضة السورية المسلحة، للحفاظ على هدنة الغوطة.

وتفصيلاً، واصلت قوات النظام السوري، أمس، الغارات وعمليات القصف على بلدات عدة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 27 بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن «استؤنفت عند الساعة السابعة والنصف صباحاً الغارات الجوية بغارتين على منطقة الشيفونية في ضواحي دوما»، كما أفاد بسقوط صواريخ وقذائف على ثلاث بلدات في الغوطة الشرقية.

وذكر المرصد، أن غارات جوية استهدفت بعد دقائق من الإعلان عن قرار مجلس الأمن إقرار هدنة في سورية مناطق في الغوطة الشرقية، خصوصاً في دوما والشيفونية. وقال المرصد إن طائرات قصفت بلدة الشيفونية في الجيب الخاضع للمعارضة.

• تركيا: قرار الأمم المتحدة بشأن الهدنة في سورية لن يؤثر في عفرين.

وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة على أطراف الغوطة الشرقية المحاصرة، ما أدى إلى مقتل 19 مقاتلاً من الجانبين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد مراسلان لوكالة فرانس برس في الغوطة الشرقية بسماع غارات جوية وقصف مدفعي.

لكن عبدالرحمن أشار إلى أن «وتيرة الغارات والقصف أقل من الأيام الماضية».

كما أوضح أن «هناك اشتباكات في منطقة المرج في جنوب الغوطة بين قوات النظام والمعارضة، وقصفاً صاروخياً على حرستا»، مشيراً إلى أن معارك من هذا النوع تدور يومياً على الجبهة.

وفي طهران، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، عن رئيس أركان الجيش الجنرال محمد باقري، قوله إن إيران والنظام السوري سيواصلان الهجمات على ضواحي دمشق، لكنهما «سيحترمان» قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، على حد قوله.

ونسبت الوكالة إلى باقر القول «سنلتزم بقرار وقف إطلاق النار، وستلتزم سورية كذلك. أجزاء من ضواحي دمشق التي يسيطر عليها جماعات غير مشمولة بوقف إطلاق النار و(عمليات) التطهير ستستمر هناك»، حسب تعبيره.

في الأثناء، طالبت روسيا القوى الأجنبية الأخرى بالضغط على المعارضة السورية المسلحة، للحفاظ على الهدنة التي طالب بها مجلس الأمن الدولي في الغوطة الشرقية. وذكرت الخارجية الروسية، أمس، في بيان، أن على هذه الدول الاضطلاع بواجباتها.

وقالت الخارجية الروسية إن موسكو ستمنع كل المحاولات الرامية إلى «إثارة هيستريا مناهضة لروسيا أو سورية».

وفي أنقرة، ذكر نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداج، أن قراراً أقره بالإجماع مجلس الأمن الدولي بشأن وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في سورية لن يؤثر في العملية التي تشنها بلاده ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين.

ويأتي تجدد القصف غداة إصدار مجلس الأمن الدولي، السبت، قراراً يدعو إلى وقف إطلاق نار «من دون تأخير» في سورية لـ30 يوماً، بهدف إفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية، وإجلاء الجرحى والمرضى.

ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس بالقرار، لكنه شدد على وجوب تنفيذه «بشكل فوري»، مذكراً جميع الأطراف «بواجبهم المطلق» في حماية المدنيين.

على صلة، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الأساسي لنظام دمشق، للحض على «تنفيذ هذا القرار وخريطة الطريق السياسية المطلوبة لتحقيق سلام دائم في سورية»، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه.

وإذ وصف قصر الإليزيه القرار الدولي بأنه «خطوة أولى ضرورية»، حذّر «سنكون يقظين للغاية خلال الساعات والأيام المقبلة بشأن تطبيقه العملي»، مؤكداً أن «من الواجب احترام الهدنة، ويجب أن تتمكن القوافل الإنسانية من الوصول من دون إبطاء إلى البلدات الأكثر تضرراً جراء أعمال العنف وانقطاع (المواد الغذائية والأدوية)، ويجب أن تطبق عمليات الإجلاء الطبية العاجلة من دون عوائق».

تويتر