واشنطن ترى التعامل مع روسيا بخصوص سورية «أصبح أكثر صعوبة»

مقتل 32 مدنياً بقصف جوي ومدفعي على الغوطة الشرقية قرب دمشق

قتل 32 مدنياً، أمس، في القصف الجوي والمدفعي المستمر لقوات النظام السوري، على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، لليوم السادس على التوالي، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قال نائب وزير الخارجية الأميركي، جون سوليفان، في بروكسل، أمس، إن تعامل واشنطن مع موسكو بشأن سورية أصبح أكثر صعوبة، رغم تصريحات سابقة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن روسيا على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار مجلس الأمن الدولي، بشأن وقف إطلاق النار في سوري.

400

ألف شخص، يعيشون

في الغوطة الشرقية،

وهي جيب مؤلف من

بلدات ومزارع، تحاصره

قوات النظام.

426

شخصاً قتلوا، وأصيب

مئات آخرون في

الغوطة، ومن بين

القتلى 98 طفلاً على

الأقل.

وفي التفاصيل، أفاد المرصد بأن بين القتلى ستة أطفال. وسجلت في مدينة دوما، أبرز مدن الغوطة، الحصيلة الأكبر إذ قتل فيها 13 مدنياً. ورجح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن «ارتفاع الحصيلة، بسبب وجود عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض».

وقالت بعثة الكويت، لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن الدولي أرجأ مرتين، أمس، التصويت على مشروع قرار يدعو إلى هدنة لمدة 30 يوماً في سورية، للسماح بتوصيل المساعدات، والقيام بعمليات إجلاء طبي. والكويت هي الرئيس الحالي لمجلس الأمن، خلال شهر فبراير.

وتأجل التصويت لمدة ساعة، ثم لمدة ساعتين، وسط خلافات في مفاوضات اللحظة الأخيرة، على نص مشروع القرار، الذي اقترحته السويد والكويت.

وكان سيرغي لافروف قال، في وقت سابق أمس، إن موسكو تريد ضمانات، بألا يقصف المسلحون المناطق السكنية في دمشق.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الأميركي، جون سوليفان، إن تعامل واشنطن مع موسكو، بشأن سورية، أصبح أكثر صعوبة. وأضاف سوليفان للصحافيين «بذلنا جهداً كبيراً، للحفاظ على العلاقات والحوار مع روسيا، بشأن القضايا والمجالات التي يمكن أن نتعاون فيها، بغية الوصول إلى هدف مشترك، وكانت سورية منها».

ومضى يقول: «مع تقدم الحملة ضد تنظيم داعش، أصبح العمل مع الروس بشأن (سورية) أكثر صعوبة لنا».

وأشار سوليفان إلى أنه لم يشارك، مباشرة، في المشاورات التي تجري في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، بخصوص التصويت على مشروع القرار.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصاً، وإصابة مئات آخرين. ومن بين القتلى 98 طفلاً على الأقل.

وتقول منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من 10 مستشفيات، الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة.

وذكر المرصد أن طائرات النظام السوري، ومدفعيته، استهدفت دوما وزملكا، وبلدات أخرى في الجيب بالساعات الأولى من صباح الجمعة.

ويعيش قرابة الـ400 ألف شخص في الغوطة الشرقية، وهي جيب مؤلف من بلدات ومزارع، تحاصره قوات النظام السوري منذ 2013.

وناشد مبعوث الأمم المتحدة لسورية فرض هدنة، لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية، خلال الحرب، ومنع وقوع «مذبحة».

وكرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، دعوته لوقف عاجل لإطلاق النار، لمنع القصف «المروع» للغوطة الشرقية المحاصرة، وقصف العاصمة السورية دمشق بقذائف مورتر، دون تمييز.

وقال دي ميستورا، في بيان تلته المتحدثة باسم الأمم المتحدة، أليساندرا فيلوتشي، خلال إفادة في جنيف، إن وقف إطلاق النار، ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية، بلا أي معوقات، وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة.

وتابع البيان أنه على الدول الضامنة لعملية آستانة، وهي: روسيا وإيران وتركيا، الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في سورية.

وانهارت سريعاً محاولات سابقة عدة، لوقف إطلاق النار في سورية، خلال الصراع المتعدد الأطراف، الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد 11 مليون شخص.

ودعا الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية بسورية، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدماً بياناً شديد اللهجة، للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرض له الغوطة.

وقال التكتل: «لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات، لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية».

وشدد البيان، الذي وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء وعددها 28، على «دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق»، مؤكداً أن «حماية المدنيين واجب أخلاقي، وأمر عاجل»، وقال: «يجب أن يتوقف القتال الآن».

تويتر