«الإدارة الذاتية» تدعو روسيا إلى التوقف عن دعم الهجوم على عفرين

تركيا تهدّد باستهداف القوات الأميركية «المشاركة» في صفوف الأكـــــراد

آلاف الأشخاص تظاهروا في عفرين مؤكدين على الصمود في وجه الهجوم التركي. أ.ف.ب

هدّدت تركيا، أمس، بتوسيع عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في منطقة عفرين السورية إلى مدينة منبج، وحتى إلى شرق الفرات، غداة مقتل سبعة من جنودها، محذرة العسكريين الأميركيين من احتمال استهدافهم إذا قاتلوا ببزات المقاتلين الأكراد. في حين دعت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين، روسيا إلى وقف دعمها للهجوم الذي تشنه تركيا منذ أسبوعين ضد المنطقة، وناشدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية التدخل لوقف العملية التركية.

وأكد نائب رئيس الحكومة التركية، بكري بوزداغ، أن بلاده ستوسع الهجوم على عفرين في شمال سورية إلى منبج التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية وتوجد فيها قوات أميركية.

وقال لشبكة تلفزيون «سي إن إن - ترك» إنه «اذا لم ينسحبوا (وحدات حماية الشعب الكردية) من منبج فسنذهب إلى منبج، سنتحرك شرق الفرات».

ولا وجود للقوات الأميركية في عفرين وحولها، لكنها متمركزة في منبج وشرق الفرات، حيث ساعدت «وحدات حماية الشعب» في قتالها ضد تنظيم «داعش».

وأكد بوزداغ أن تركيا لا تريد مواجهة مع القوات الأميركية، إلا أنه أشار إلى أن الجنود الاميركيين يواجهون خطر أن يعلقوا في القتال إذا ارتدوا بزات «وحدات حماية الشعب».

وبدت هذه إشارة إلى صور انتشرت في الماضي وأظهرت جنوداً أميركيين في شمال سورية يضعون شارات «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وقال بوزداغ: «لا نريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة في منبج ولا في شرق الفرات ولا في أي مكان آخر».

وأضاف «لكن الولايات المتحدة يجب أن تتفهم حساسيات تركيا. اذا ارتدى جنود أميركيون بزات الإرهابيين أو كانوا بينهم في حال وقوع هجوم ضد الجيش، فلن تكون هناك أي فرصة للتمييز بينهم وبين المقاتلين الأكراد».

وأكد أنه «اذا وقفوا ضدنا بمثل هذه البزات فسنعتبرهم إرهابيين».

وجاءت تصريحات بوزداغ بعد مقتل سبعة جنود أتراك، أول من أمس، بينهم خمسة في هجوم استهدف دبابة، واعتبر الأكثر دموية بالنسبة للجيش التركي منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» ضد الأكراد في شمال سورية.

وأوضح الجيش التركي أنه رد بضربات جوية معلناً تدمير مخابئ للمقاتلين الأكراد ومخازن سلاح.

وارتفعت بذلك الحصيلة الاجمالية لخسائر الجيش التركي الى 14 قتيلاً، فيما قتل سبعة مدنيين أيضاً في قصف على الجانب التركي من الحدود حمّلت أنقرة مسؤوليته لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية.

وأفادت وسائل إعلام تركية مؤيدة للحكومة بأن الهجوم على الدبابة نُفّذ باستخدام صاروخ مضاد للدبابات زودت الولايات المتحدة الأكراد به، وهو ما لم يتم تأكيده بعد.

واعتبرت صحيفة «يني آكيت» أن «لا حدود لغدر الحليف المفترض، الولايات المتحدة».

وأطلقت تركيا بالتحالف مع فصائل تدعمها من المعارضة السورية، بتاريخ 20 يناير الماضي، عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين لمحاربة «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها مجموعة إرهابية.

وإضافة إلى جيب عفرين بشمال غرب سورية تسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية كذلك على منبج شرقاً وعلى شريط طويل من الأراضي شرق الفرات، وصولاً إلى الحدود العراقية.

وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية تشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض حركة تمرّد منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية.

في السياق، دعت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين، روسيا الى وقف دعمها للهجوم الذي تشنه تركيا منذ أسبوعين ضد هذه المنطقة.

وطالبت الإدارة الذاتية في بيان «دولة روسيا الاتحادية، على وجه الخصوص، بالتراجع عن موقفها الداعم لإرهاب الدولة التركية تجاه شعب عفرين بكل مكوناته، وسورية بشكل عام»، مشددة على «أنها تتحمل مسؤولية المجازر التي ترتكبها الدولة التركية الفاشية بحق المدنيين الأبرياء».

ومنذ بدء الهجوم، حمّل الأكراد روسيا المسؤولية، معتبرين أنه ما كان ليحدث لولا «الضوء الأخضر» منها. وسارعت موسكو مع بدء الهجوم إلى سحب قوات لها كانت منتشرة في عفرين، ودرّبت سابقاً مقاتلين أكراداً.

وناشدت الإدارة الذاتية «التحالف الدولي والولايات المتحدة والمؤسسات الحقوقية والمدنية والإنسانية ومجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، التدخل الفوري لإيقاف العدوان التركي على إقليم عفرين». إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات على محاور عدة في منطقة عفرين، وتمكنت القوات التركية والفصائل الموالية لها من السيطرة على 15 قرية وبلدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأسفر القصف والمعارك، بحسب المرصد، عن مقتل نحو 70 مدنياً، فضلاً عن أكثر من 100 مقاتل كردي و100 آخرين من الفصائل الموالية لأنقرة.

وفي اليوم الخامس عشر للعملية، تظاهر آلاف الأشخاص، أمس، في مدينة عفرين، رافعين رايات الوحدات الكردية وصوراً لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي تعتقله تركيا منذ 1999. كما حملوا صوراً للجرحى ولافتات بلغات مختلفة كُتب على بعضها «التهديدات التركية لا تكسر إرادة شعبنا» و«عفرين قلعة الصمود».

وهتف المتظاهرون «تعيش مقاومة عفرين» و«لن نخاف منكم يا غزاة».

تويتر