«هيومن رايتس» تنتقد استخدام أنقرة «القوة المميتة» في صدّ النازحين من سورية

الجيش التركي يسيطر على جبـــــل دارمق الاستراتيجي في عفرين

عائلة المقاتلة الكردية بارين كوباني التي تم التمثيل في جثتها من قبل مقاتلين موالين لتركيا خلال مراسم تكريم لها في عفرين. أ.ف.ب

سيطر الجيش التركي، أمس، على جبل دارمق الاستراتيجي في منطقة عفرين شمال سورية، وشنّ غارات على مناطق في ريف عفرين، كما قصف مناطق في ناحية راجو غرب عفرين، بينما انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» تركيا، لاستخدامها «القوة المميتة» ضد النازحين السوريين، الذين يحاولون العبور إلى أراضيها، ودعت أنقرة إلى وقف إعادتهم «قسرياً»، وفتح الحدود أمامهم.

وسيطر الجيش التركي على جبل دارمق الاستراتيجي في شمال سورية، ليضاف إلى سلسلة سيطرته الجبلية، التي تشمل جبل برصايا، وتمتد حتى مدينة راجو الجبلية، في تقدم علّق عليه الرئيس رجب طيب أردوغان بقوله: «لم يبق إلا القليل»، في إشارة لقرب السيطرة الكاملة على منطقة عفرين.

وأضاف أردوغان، معلّقاً على مواصلة بلاده، للأسبوع الثالث على التوالي، عملياتها العسكرية في عفرين ضد «وحدات حماية الشعب الكردية»، أمس، «الحمد لله بدأت السيطرة على الجبال هناك، ونتقدم حالياً نحو عفرين».

وقالت مصادر تركية إن المسلحين الأكراد كانوا يستخدمون جبل دارمق لقصف مدينة كيليس التركية بالصواريخ.

وأعلن الجيش التركي، أمس، تحييد 897 «إرهابياً» منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في عفرين.

ويستخدم الجيش التركي كلمة «تحييد»، للإشارة إلى العناصر المسلحة التي يتم قتلها أو أسرها أو إصابتها في عملياته.

• شنّ الجيش التركي غارات على مناطق في ريف عفرين وناحية راجو.

وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان بثته وكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية، إن عمليات الجيش استهدفت مواقع تابعة لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) وحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) و«داعش» و«وحدات حماية الشعب» الكردي (بي واي جي).

وتقول تركيا إن عناصر من «داعش» لايزالون موجودين في عفرين، بينما تنفي «وحدات حماية الشعب» الكردية ذلك، بل اتهم مسؤولون أكراد أنقرة بالسماح لمسلحين من «داعش» و«جبهة النصرة» بالقتال إلى جانبها في عفرين، بعد التمثيل في جثة المقاتلة الكردية بارين كوباني.

وشنّ الجيش التركي غارات على مناطق في ريف عفرين، كما قصف مناطق في ناحية راجو، الواقعة في القسم الغربي من منطقة عفرين، فيما قتل ستة جنود أتراك، أمس، في منطقة عفرين.

وقال الجيش التركي إن أحد جنوده قتل في اشتباك، فيما قتل آخر في هجوم بمحافظة كيليس الحدودية التركية.

كما قال، في بيان لاحق، إن خمسة جنود أتراك قتلوا في قصف على دبابة، كانوا بداخلها في شمال شرق عفرين.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المدفعية التركية استهدفت مواقع في ناحية جنديرس، الواقعة في القسم الجنوبي الغربي من منطقة عفرين.

وشهدت أجواء منطقة عفرين، خلال ساعات الليلة قبل الماضية، تحليقاً للطائرات المروحية التركية، وطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

في السياق، انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، في بيان، تركيا لاستخدامها «القوة المميتة» ضد النازحين السوريين، الذين يحاولون العبور إلى أراضيها.

وقالت المنظمة إن رصاص حرس الحدود الأتراك تسبب خلال الأشهر الأخيرة في مقتل 10 أشخاص.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 272 ألف شخص فرّوا من المعارك في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، حيث تخوض قوات النظام منذ ديسمبر معارك ضد «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.

وقالت المنظمة في بيان، إن «حرس الحدود التركية المغلقة مع سورية يطلقون النار عشوائياً ويعيدون بشكل جماعي طالبي اللجوء السوريين، الذين يحاولون العبور إلى تركيا». ونقل البيان عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، لما فقيه، قولها إن «السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثاً عن الأمان واللجوء، يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة».

ونقلت المنظمة عن لاجئين نجحوا في العبور إلى تركيا بين مايو وديسمبر 2017، قولهم إن حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم، وإنهم تعرضوا للضرب والاحتجاز والحرمان من المساعدة الطبية.

وأفاد 13 شخصاً أن نيران حرس الحدود أسفرت «عن مقتل 10 أشخاص، بينهم طفل».

واعتبرت المنظمة أن «على الحكومة التركية أن تصدر تعليمات موحدة إلى حرس الحدود في جميع نقاط العبور، بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء»، مشدّدة على أنه «لا يجوز إساءة معاملة أي طالب لجوء».

وطالبت بـ«حظر الإعادة القسرية»، مضيفة أن «على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود». ويخوض النازحون رحلة خطرة قبل الوصول الى مناطق أكثر أمناً. وقال بعضهم إنهم يدفعون للمهربين مبالغ قد تصل إلى 8000 دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا. وتستضيف تركيا على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري فرّوا من النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات، لكنها تسعى الآن إلى نقل النازحين إلى مخيمات على الجانب السوري للحدود. وشدّدت فقيه على أن «الظروف في سورية ليست آمنة لعودة اللاجئين».

تويتر