قلق حيال أوضاع العالقين على الحدود الأردنية

الجيش اللبناني يسيطر على وادي حميد عقب انسحاب مقاتلين ولاجئين سوريين

حافلة تنقل مقاتلين سوريين من شمال شرق لبنان مصحوبة بمركبات «الصليب الأحمر». أ.ف.ب

انتشرت قوات من الجيش اللبناني، أمس، في وادي حميد ببلدة عرسال الحدودية اللبنانية، بعد مغادرة مسلحي سرايا أهل الشام إلى منطقة القلمون الشرقي، بموجب اتفاق، فيما عبرت الأمم المتحدة عن «قلق عميق»، تجاه أمن وسلامة عشرات آلاف السوريين، العالقين على الحدود مع الأردن مع تصاعد حدة المعارك.

وفي التفاصيل، تعمل عناصر الجيش اللبناني على تفتيش المنطقة، بحثاً عن مطلوبين أو مسلحين أو أسلحة أو ألغام، قد يكون المسلحون زرعوها، قبل أن يغادروا وادي حميد في بلدة عرسال. وقالت مصادر عسكرية إن الجيش سيقيم تحصينات في تلك المنطقة، التي ستشكل واحداً من محاور تقدمه باتجاه تحصينات تنظيم داعش، في معركته المرتقبة.

وأضافت المصادر أن عشرات من المسلحين، ممن رفضوا الالتحاق بقافلة سرايا أهل الشام، ألقوا سلاحهم ودخلوا عبر حواجز الجيش اللبناني إلى عرسال. وأكدت عدم وجود أي مسلح في جرود عرسال، ومرتفعاتها.

وفي وقت سابق، قالت قناة «المنار»، التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية، إن حافلات انطلقت، أمس، لإجلاء مجموعة من مقاتلي المعارضة واللاجئين السوريين، من منطقة حدودية بين البلدين إلى أراضٍ سورية. وذكرت المنار أن قافلة من 40 حافلة، تحركت من الأراضي اللبنانية، متجهة إلى الحدود السورية.

وقال الأمن العام اللبناني، الذي أشرف على عملية الإجلاء، أمس، إن كل المدنيين من اللاجئين السوريين، سيعودون إلى سورية طواعية.

وفي وقت لاحق، وصلت الحافلات وسيارات الإسعاف، التي تقل مسلحي «سرايا أهل الشام»، وعدداً من اللاجئين السوريين، إلى بلدة فليطة بمنطقة القلمون الغربي شمال غرب العاصمة دمشق، قادمة من شرق منطقة عرسال على الحدود السورية اللبنانية.

وقال مصدر إعلامي، مقرب من «سرايا أهل الشام»، إن نحو «40 حافلة كبيرة تقل المسلحين وعائلاتهم، وعدداً من اللاجئين السوريين القادمين من مخيمات عرسال اللبنانية، ترافقها 14 سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر الدولي، وصلت إلى بلدة فليطة في ريف دمشق الشمالي الغربي».

وأكد المصدر أن «عدداً من سيارات الإسعاف، التابعة للهلال الأحمر السوري، تتجمع في بلدة فليطة لنقل الجرحى من سيارات الصليب الأحمر إلى سيارات الهلال الأحمر السوري، على أن يتم نقل مسلحي سرايا أهل الشام وعائلاتهم، وعدد من النازحين السوريين إلى منطقة الرحيبة، نحو 50 كيلومتراً شمال شرق العاصمة دمشق، كما سيتوجه من تبقى منهم إلى منطقة عسال الورد، شمال غرب العاصمة دمشق».

من ناحية أخرى، أفاد بيان بأن الامم المتحدة «تشعر بقلق عميق إزاء أمن وسلامة نحو 4000 سوري بمنطقة الحدلات، ونحو 45 ألفاً في الركبان، معظمهم من النساء والأطفال العالقين على الحدود الجنوبية السورية مع الأردن».

وأضافت المنظمة، في البيان، أن «عدداً من الضربات الجوية سجلت في تلك المنطقة، خلال الأيام القليلة الماضية، ما تسبب في محنة وخوف شديدين، بين العالقين الذين يخشون على حياتهم مع تزايد الخطر، نتيجة تصاعد أعمال القتال». وأشارت إلى أنه «رغم عدم الإبلاغ عن وقوع قتلى أو جرحى، إلا أن المنطقة تزداد خطورة، وتدهور الأوضاع يجبر البعض على محاولة المغادرة».

وأكدت الأمم المتحدة أن هؤلاء «غير قادرين على العودة إلى ديارهم، فيما ساءت الأوضاع بسبب ندرة الخدمات المتاحة، وأصبح طريق إمدادات الأغذية والسلع الأساسية الأخرى إلى المنطقة من داخل سورية، مقيداً بشكل أكبر في الأسابيع الأخيرة».

وحذرت من أن منطقة «الحدلات قد قطعت الآن تماماً»، فيما «تعيش بعض الأسر على الطحين والماء فقط». وعبرت الأمم المتحدة عن استعدادها لـ«مواصلة جهود السلطات الأردنية المثالية، في دعم العالقين، رغم الموارد المحدودة».

تويتر