«داعش» يهاجم جيش النظام شرقي حمص

مسلحون وآلاف المدنيين يبدأون مغادرة عرسال إلى سورية

لاجئون سوريون يتجمعون حول حافلات متجهة إلى مدينة إدلب وهم ينتظرون ركوبها على مشارف بلدة عرسال. أ.ف.ب

بدأ، بعد ظهر أمس، تنفيذ اتفاق بين ميليشيات حزب الله في لبنان ومسلحي «جبهة النصرة» في سورية، يقضي بخروج مسلحين ومدنيين من اللاجئين السوريين من عرسال إلى الشمال السوري، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن متشددي تنظيم «داعش» هاجموا قوات الحكومة السورية وحلفاءها في الريف شرقي حمص وحماة أمس.

وفي التفاصيل، بدأ تحرك الحافلات التي تقل مسلحي «جبهة النصرة» واللاجئين السوريين من تلال عرسال إلى سورية، في تنفيذ للمرحلة الرابعة من الاتفاق.

وعبرت أكثر من 33 حافلة حاجز وادي حميد في عرسال باتجاه جرود البلدة، حيث نقطة التجمع الأخيرة قبل الانطلاق دفعة واحدة إلى داخل الأراضي السورية ثم إلى إدلب.

وتمت بعد منتصف الليلة قبل الماضية عملية تبادل للمحتجزين بين ميليشيات حزب الله وجبهة النصرة بتسلمها أربعة موقوفين لدى الأمن العام اللبناني، مقابل تسليم ثلاثة من عناصر الميليشيا.

ويأتي اتفاق التبادل بعد أيام من المعارك بين ميليشيات «حزب الله» ومسلحي «جبهة النصرة»، في المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية، التي تضم عرسال في الجانب اللبناني والقلمون السورية.

وبموجب الاتفاق سيغادر آلاف السوريين، من بينهم متشددون وعائلاتهم ولاجئون المنطقة الحدودية، متوجهين إلى محافظة إدلب السورية.

وقال تلفزيون المنار في وقت سابق إن 26 حافلة خرجت من منطقة عرسال إلى وادي حميد، باتجاه الشمال الشرقي في طريقها إلى الحدود السورية.

ووفقاً لوسائل إعلام يديرها حزب الله، فإن من المتوقع مغادرة ما يقرب من 7000 سوري المنطقة بموجب الاتفاق. ويتضمن الاتفاق كذلك إطلاق سراح مقاتلين من حزب الله كانوا محتجزين لدى جبهة النصرة، وهو ما تم الليلة الماضية.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، بعد أيام من إطلاق حزب الله والجيش السوري حملة لطرد مقاتلي جبهة النصرة، وغيرهم من المقاتلين المتشددين من آخر معقل لهم على الحدود السورية اللبنانية.

وتقول مصادر أمنية إن نحو 1000 مقاتل من جبهة النصرة سيكونون ضمن المغادرين إلى إدلب على متن عشرات الحافلات.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن متشددي «داعش» هاجموا قوات الحكومة السورية وحلفاءها في الريف شرقي حمص وحماة، وأضاف أن قتالاً شرساً اندلع حول منطقة جبال الشومرية في ريف حمص، وأن الحكومة نفذت ضربات جوية هناك.

ونقلت مواقع إعلامية موالية لدمشق عن مصدر عسكري قوله، إن طائرات حربية قصفت أهدافاً في ريف حماة الشرقي الواقع على الحدود مع جبال الشومرية إلى الشمال.

ويتراجع تنظيم «داعش» أمام تقدم القوات الحكومية شرقاً بالقرب من محافظة دير الزور والسخنة، وهي آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في حمص.

في السياق نفسه، نفذت الطائرات الروسية والتابعة للنظام السوري عشرات الغارات على مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، في جنوب الفرات بريف الرقة الشرقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صحافي أمس، إن الطائرات الحربية الروسية والطائرات التابعة للنظام شنت عشرات الضربات بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مستهدفة مدينة معدان وقرى الخميسية والجابر وقبة البوحمد ومغلة صغيرة، والممتدة بين الحدود الإدارية للرقة مع ريف دير الزور الغربي عند ضفاف الفرات الجنوبية.

وحسب المرصد، يأتي ذلك في محاولة من قوات النظام والروس لإجبار «داعش» على الانسحاب من المنطقة، بغية التقدم فيها وإنهاء وجود التنظيم من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات وريف الرقة الشرقي باستثناء منطقة جبلية من امتداد جبل البشري الاستراتيجي ومحيطها.

وأشار المرصد إلى أن هذه الضربات المكثفة والقصف المدفعي والصاروخي المرافق لها، يتزامنان مع اشتباكات متفاوتة العنف بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، وسط عمليات استهداف تجري على محاور القتال.

تويتر