حرص أميركي روسي على مصالح إسرائيل عند إقامة مناطق عدم تصعيد بسورية

«قسد» تتقدم في الرقة وتواجه معارك عنيفة مع «درع الفرات» شرق حلب

إحدى مناطق درعا التي تعرضت للدمار بفعل الاشتباكات في المحافظة. أرشيفية

أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تدعمها واشنطن، أمس، أنها استعادت السيطرة على حي جديد في الرقة من أيدي «داعش»، فيما شنت قوات درع الفرات هجوماً واسعاً على قرية عين دقنة في ريف حلب الشمالي الشرقي، التي تسيطر عليها «قسد»، بينما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله إن روسيا وأميركا ستحرصان على وضع مصالح إسرائيل في الاعتبار عند إقامة مناطق عدم تصعيد في سورية.

وفي التفاصيل، أعلنت متحدثة باسم «قسد» أنه «تم تحرير حي اليرموك البارحة»، في إشارة إلى الحي الكبير على الطرف الجنوبي الغربي للمدينة. وتابعت المتحدثة من مدينة عين عيسى (50 كلم شمال الرقة) أن «الحملة مستمرة، لكن هناك اشتباكات عنيفة جداً». وأضافت: «نخطو خطوات ثابتة وسليمة. المهم بالنسبة لنا ليس السرعة، بل تحرير المدنيين والقضاء على داعش».

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات سورية الديمقراطية تقدمت في اليرموك، لكنها لا تسيطر عليه بالكامل بعد.

وتابع المرصد أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يسيطر على القسم الغربي من الحي، لكن معارك عنيفة تتواصل. كما أورد ان مئات المدنيين فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة المتطرفين في المدينة إلى مناطق باتت تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية.

وأوردت قوات سورية الديمقراطية على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، ان مقاتليها «تمكنوا من تحرير نحو 500 مدني كانوا عالقين داخل حيي الدرعية والطيار، إضافة إلى 150 آخرين من داخل البلدة القديمة» داخل الرقة. وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، إن المدنيين يتدفقون بشكل متواصل هرباً من مناطق تنظيم «داعش». وأشار الى انه «كلما هدأت المعارك، يغادر المدنيون باتجاه مناطق تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية».

يأتي ذلك في وقت قال قائد ميداني في المعارضة السورية إن قوات درع الفرات شنت، أمس، عملية عسكرية واسعة على معاقل «قسد» في قرية عين دقنة التي تقع جنوب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، بالتوازي مع هجوم آخر استهدف قرية قلعة المضيق التي تسيطر عليها «قسد». وأضاف القائد العسكري أن «أكثر من 20 شخصاً من قوات (قسد) سقطوا بين قتيل وجريح، وتم أسر عنصرين لا تتجاوز أعمارهما 15 عاماً، وأن الاشتباكات والقصف المدفعي لايزال مستمراً، وسط تقدم لقوات درع الفرات، وأن العملية مستمرة للسيطرة على قرى عين دقنة التي تعتبر قاعدة عسكرية لـ(قسد)، إضافة الى قرية دير جمال، وصولاً إلى بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها قوات (قسد)، وأن المقاتلين الذين يشاركون في العملية العسكرية هم من أبناء هذه المنطقة». وأكد القائد العسكري أن «عناصر (قسد) استهدفوا بعشرات قذائف المدفعية محيط مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن نشوب حرائق ضخمة في الأراضي الزراعية». وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري، شرفان درويش، إن «الهجوم الذي شنه عناصر درع الفرات انتهى، ولدى قواتنا جثث 10 قتلى، إضافة إلى تدمير ناقلة جنود وآلية أخرى».

وكشف تقرير صحافي ارتفاعاً في عدد ضحايا الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في سورية والعراق بصورة كبيرة في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. سياسياً، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله إن روسيا وأميركا ستحرصان على وضع مصالح إسرائيل في الاعتبار عند إقامة مناطق عدم تصعيد في سورية، وذلك رداً على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي قال للصحافيين في باريس، أول من أمس، إن هذه الترتيبات تكرس الوجود الإيراني في سورية، لذلك تعارضها إسرائيل تماماً.

واعتراض نتنياهو العلني أمر مستغرب على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يسعى لتجنب المواجهة، سواء مع موسكو أو واشنطن، بشأن سورية.

في سياق آخر، وافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع لهم أمس، على إضافة 16 شخصاً من النظام السوري الى قائمة عقوبات الاتحاد. ووفقاً لبيان صادر عن الاتحاد فإنه تمت إضافة هؤلاء الأشخاص إلى قائمة العقوبات «لدورهم في تطوير واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين».

تويتر