6 قتلى بانفجار عبوة ناسفة في مدينة حلب

استئناف تهجير 4 مناطق سورية محاصرة

مقاتل من المعارضة يراقب وصول أهالي بلدتي الفوعة وكفريا إلى منطقة الراشدين بحلب. أ.ف.ب

استؤنفت، أمس، عملية تهجير أربع مناطق سورية محاصرة في ظل إجراءات مشددة، بعد أربعة أيام من توقفها إثر تفجير دموي تسبب في مقتل 126 شخصاً، بينهم عدد كبير من الأطفال الذين تم إجلاؤهم من بلدتين مواليتين للنظام. في وقت قتل ستة أشخاص بانفجار عبوة ناسفة في حي صلاح الدين بمدينة حلب.

وذكرت وسائل إعلام موالية للحكومة السورية، والمعارضة، أمس، أن عملية إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة ومدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام وحلفائه قرب دمشق استؤنفت، بعد توقفها السبت الماضي إثر تفجير سيارة مفخخة استهدف الحافلات التي خرجت من الفوعة وكفريا لدى توقفها في منطقة الراشدين بحلب، وتسببت في مقتل 126 شخصاً معظمهم من المدنيين، وبينهم 68 طفلاً، في اعتداء يعد من بين الأكثر دموية منذ اندلاع النزاع السوري.

وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ«حزب الله» إن نحو 45 حافلة تقل 3000 شخص غادرت قريتي الفوعة وكفريا قرب إدلب واتجهت نحو حلب التي تسيطر عليها الحكومة، في حين غادرت 11 حافلة مدينة الزبداني التي يحاصرها الجيش.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إنه تم «إجلاء 3000 شخص بينهم 700 مقاتل من الفوعة وكفريا على متن 45 حافلة، مقابل خروج 300 شخص على متن 11 حافلة، غالبيتهم الساحقة من مقاتلي الفصائل من الزبداني بشكل رئيس، إضافة إلى مقاتلين من منطقتي سرغايا والجبل الشرقي المجاورتين في ريف دمشق».

وجرت عملية الإخلاء، وفق مراسل «فرانس برس»، وسط مراقبة وإجراءات مشددة.

وتولى العشرات من مقاتلي الفصائل حراسة الحافلات التي توقفت في باحة كبرى عند مدخل منطقة الراشدين التي استخدمت كنقطة عبور خلال عملية الإجلاء الأولى.

وقال أبوعبيدة الشامي وهو أحد مقاتلي الفصائل المسؤولين عن العملية: «اخترنا هذه المرة مكاناً آخر لتجمع مقاتلي الفوعة وكفريا وعوائلهم حفاظاً على سلامتهم». وأضاف «نحن مجبرون على حمايتهم حتى خروجهم من هنا».

ويأتي خروج المدنيين والمقاتلين، أمس، بعد خروج دفعة أولى يوم الجمعة الماضي، ضمت نحو 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موالٍ للنظام من الفوعة وكفريا، و2200 شخص ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من مضايا والزبداني.

وقالت ميادة الأسود، وهي من منسقي الاتفاق من الجانب الحكومي، لـ«فرانس برس»: «بعد أن تصل القوافل بسلام، يمكن القول إن المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت».

وأضافت: «باتت الزبداني ومضايا خاليتين من المسلحين بشكل كامل».

وفي العام الأخير، شهدت مناطق سورية عدة، خصوصاً في محيط دمشق اتفاقات إخلاء بين الحكومة والفصائل تضمنت إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين، خصوصاً من معاقل الفصائل المعارضة.

وانتقدت الأمم المتحدة في وقت سابق هذه العمليات التي تعتبرها المعارضة السورية «تهجيراً قسرياً»، وتتهم الحكومة السورية بالسعي إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.

من ناحية أخرى، قتل ستة أشخاص وجرح 32 آخرون، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة في حي صلاح الدين بمدينة حلب شمال سورية، وفق ما أورد التلفزيون السوري الرسمي.

وقال شاهد عيان إن «الانفجار حدث خلال تشييع أحد مقاتلي القوات الرديفة (الموالية للقوات الحكومية) في الحي». وقال مدير المرصد السوري إن العبوة «انفجرت بعد خروج المشيعين من المسجد»، موضحاً أنه «لم يتضح ما إذا كانت (العبوة) بحوزة المشيعين أم أنها من مخلفات الحرب».

تويتر