موسكو تطالب واشنطن باحترام سيادة سورية.. وتنتقد منظمة «حظر الكيماوي»

بدء عملية تهجير 4 مناطق سورية محاصرة

مقاتلان من المعارضة بمنطقة الراشدين غرب حلب يراقبان وصول حافلات عدد من سكان ومسلحي الفوعة وكفريا. أ.ف.ب

بدأت، أمس، عملية تهجير آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق بين الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية قطرية - إيرانية، وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول. في حين طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واشنطن باحترام سيادة سورية والتخلي عن خطوات تهدد الأمن في المنطقة والعالم، منتقداً في القوت نفسه منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لعدم زيارتها موقع الهجوم الكيماوي في خان شيخون شمال سورية.

وتم صباح أمس إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين على مراحل، من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب)، ومن الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق، بموجب اتفاق بين الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة.

ووصلت صباح أمس 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تقل سكاناً من الفوعة وكفريا إلى منطقة الراشدين بحلب.

وخرج بالتزامن عشرات الحافلات من مدينة مضايا إلى محافظة حماة (وسط) ومنها إلى معقل الفصائل المعارضة في إدلب.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خروج «3700 مدني و1300 مقاتل موالٍ للنظام» من الفوعة وكفريا، مقابل 2200 بينهم «ما لا يقل عن 400 مقاتل» معارض من مضايا.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى إجلاء 150 من مقاتلي الفصائل في الزبداني. ومن المتوقع بموجب الاتفاق إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص.

وبعد ساعات من بدء عملية الإجلاء، أفاد عبدالرحمن بـ«دخول الجيش السوري الى مضايا» التي اختار آلاف السكان البقاء فيها.

وتحولت مضايا الى رمز لمعاناة المدنيين في سورية بعد وفاة عدد من الأشخاص بينهم أطفال جراء الجوع وسوء التغذية نتيجة حصار طال ثلاث سنوات.

وقال الطبيب محمد درويش، أثناء تواجده على متن إحدى الحافلات الخارجة من مضايا، «هناك فرح كوننا تخلصنا من الأزمة، لكن الجو العام هو الكآبة والحزن والغضب، لا نعرف مصير الناس الذين تركناهم خلفنا، ولا نعرف مصيرنا». وأضاف: «وكأن الناس تلقت صفعة على وجهها، الجميع في صدمة».

من جهته، قال أبوحسين (في الخمسينات من العمر) من بلدة الفوعة «فور صعودي الى الحافلة، انهرت تماماً من الحزن وسقطت أرضاً، واضطروا الى إسعافي، لم أستطع الاحتمال». وأضاف وقد تورمت عيناه من شدة البكاء: «حال الناس في مضايا والزبداني مثلي تماماً، أي أحد يضطر الى ترك بيته لديه شعور الحزن ذاته».

وتعتبر المعارضة عمليات الإجلاء «تهجيراً قسرياً»، وتتهم الحكومة السورية بالسعي الى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.

وفي مقابلة مع «فرانس برس» في دمشق، قال الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء الماضي، رداً على سؤال حول اجلاء الفوعة وكفريا: «إن التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري». وأضاف: «بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير».

وفي موسكو، طالب وزير الخارجية الروسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف، واشنطن باحترام سيادة سورية والتخلي عن القيام بخطوات تهدد الأمن في المنطقة والعالم.

وكرر لافروف إدانة استهداف مطار الشعيرات السوري، وقال إن واشنطن تبحث عن «أعذار لتغيير النظام» في سورية، مؤكداً أن «هذه المحاولات لن تنجح وهذا لن يحدث».

كما انتقد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، «لأنها لم ترسل خبراء إلى موقع الهجوم الكيماوي المفترض في خان شيخون في شمال سورية، ولجأت خلافاً لذلك الى تحليل عينات عن بعد».

تويتر