وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعاً غير عادي اليوم لبحث تطورات الأوضاع بسورية

إرجاء عملية الإجلاء من حلب وبلدتي كفريا والفوعة حتى إشعار آخر

احتراق حافلات لنقل المحاصرين في كفريا والفوعة. رويترز

أرجئت حتى إشعار آخر، أمس، عملية الإجلاء التي كان مقرراً أن تشمل دفعة جديدة من المقاتلين والمدنيين المحاصرين في آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب السورية، إضافة إلى 4000 آخرين من بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب المجاورة، وذلك بعد أن تعرضت 20 حافلة مخصصة لإجلاء سكان من الفوعة وكفريا للاعتداء والحرق، فيما يعقد مجلس جامعة الدول العربية دورة غير عادية، اليوم، على مستوى وزراء الخارجية العرب، بحضور الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، بناءً على طلب من الكويت لبحث تطورات الأوضاع في سورية، خصوصاً تلك المأساوية في مدينة حلب.

وفي التفاصيل، قال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن «تأجلت عملية الإجلاء للحالات الإنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا حتى إشعار آخر حتى يتم الاطمئنان إلى وجود ضمانات دولية».

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، ياسر اليوسف، أن «عملية الإجلاء من حلب توقفت مؤقتاً»، لكنه أوضح أن اعتداء مسلحين على 20 حافلة أرسلت لإتمام عملية الإجلاء «لن يؤثر في استئناف العملية في وقت لاحق».

وفي وقت سابق، أمس، أقدم مسلحون على حرق 20 حافلة مخصصة لإجلاء سكان من الفوعة وكفريا خلال وجودها في محيط البلدتين. وأشار المرصد السوري إلى مقتل أحد السائقين.

وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» على أطراف البلدتين نحو 20 مسلحاً وهم يهاجمون عدداً من الحافلات قبل دخولها إلى البلدتين لإجلاء السكان. وقال إنهم عملوا على إنزال السائقين قبل إقدامهم على إطلاق النار على 20 حافلة، وعلى خزانات الوقود، ما أدى إلى احتراقها بالكامل. ووقع الاعتداء بعد دخول خمس حافلات أخرى إلى البلدتين.

ونفى مصدر عسكري سوري أن يكون للاعتداء تأثير في تنفيذ اتفاق الإجلاء. وقال «ثمة إرادة جماعية بأن يسري الاتفاق، لكن ثمة معوقات ينبغي العمل على تذليلها».

وتضاربت المعلومات بشأن هوية المعتدين على الحافلات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى خلافات بين «حركة أحرار الشام» و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) بشأن عملية الإجلاء.

وبث التلفزيون الرسمي صوراً لألسنة من اللهب تتصاعد من الحافلات الملونة بالأخضر. وقال الإعلام السوري الرسمي إن «إرهابيين مسلحين»، وهو المصطلح التي تستخدمه في الإشارة إلى المعارضة التي تقاتل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، نفذوا الهجوم. وقال مسؤولون في المعارضة إن حشداً من أناس غاضبين من المؤيدين للحكومة على الأرجح هو المسؤول.

وكان عبدالرحمن صرح بأن الحافلات لن تتحرك من شرق حلب قبل انطلاق الحافلات من الفوعة وكفريا ووصولها إلى وجهتها في مدينة حلب.

وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الحافلات دخلت الأحياء الشرقية لحلب بعد الظهر بإشراف الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر «لإخراج من تبقى من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي الغربي».

وأكد مصدر عسكري سوري دخول حافلات «بشكل متواز» إلى شرق حلب والى كفريا والفوعة، فضلاً عن إشارته إلى أن 100 حافلة ستدخل تباعاً إلى حلب.

وبعد ساعات من الانتظار، أكد مراسل «فرانس برس» أن أكثر من 30 حافلة ممتلئة بالركاب، الذين وقف بعضهم وافترش بعضهم الآخر الأرض، كانت مستعدة للانطلاق من حي العامرية في حلب، من دون أن تتحرك من مكانها.

وقال إن الآلاف، وبينهم عدد كبير من الأطفال، اضطروا إلى البقاء ساعات في العراء في حي العامرية، وسط برد شديد بانتظار قافلة جديدة. ولجأ بعضهم إلى إحراق الثياب والحاجيات التي كانت معهم للشعور بالدفء مع انخفاض الحرارة دون الست درجات مساء.

وبحسب الأمم المتحدة، لايزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب، وما بين 1500 إلى 5000 مقاتل مع عائلاتهم.

وكانت المعارضة السورية توصلت إلى اتفاق مع الحكومة، أمس، لاستئناف عمليات الإجلاء من شرق حلب مقابل إجلاء سكان من قريتين شيعيتين تحاصرهما قوات المعارضة.

وذكر الإعلام الرسمي أن حافلات بدأت أيضاً في التوافد على شرق حلب، وبثت لقطات مباشرة لها.

وفي الميدان بحي السكري في حلب، قدم منظمون رقماً لكل عائلة للسماح لهم بركوب الحافلات عندما تصل.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية، إليزابيث هوف، إن فريقاً من المنظمة في طريقه للراموسة في جنوب غرب حلب الواقعة على بعد كيلومترين من السكري، لكن لم تصل بعد.

ونقل الذين جرى إجلاؤهم الخميس الماضي إلى أحياء خاضعة للمعارضة في ريف حلب إلى الغرب. وقالت تركيا إن من الممكن إيواء المغادرين في مخيم يقام في الشمال قرب الحدود التركية.

وانتظر الآلاف من السكان، وسط الجوع والبرد، استئناف عملية الإجلاء من حلب، بعد تعليقها الجمعة الماضية، إثر اتهام الجيش السوري الفصائل المقاتلة بخرق الاتفاق، ومن ثم الخلاف بين المفاوضين حول عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من البلدتين الشيعيتين الفوعة وكفريا.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس «بدء دخول الحافلات إلى أحياء الزبدية وصلاح الدين والمشهد والأنصاري في الجهة الشرقية من مدينة حلب»، بإشراف الهلال الأحمر السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر «لإخراج من تبقى من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي الغربي».

وأكد مصدر عسكري، في وقت سابق لإرجاء الإجلاء، «استئناف الاتفاق وإدخال حافلات إلى شرق حلب بشكل متوازٍ مع دخول حافلات إلى كفريا والفوعة»، لافتاً إلى أن 100 حافلة ستدخل تباعاً إلى حلب.

ومنذ الخميس، تم إجلاء نحو 8500 شخص، بينهم 3000 مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الأقل، بموجب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا أساساً قبل دخول إيران على خط المفاوضات.

وتأتي محاولات استئناف عمليات الإجلاء من حلب في وقت تتفاقم فيه معاناة المحاصرين الذين يعيشون أوضاعاً مأسوية في ظل ظروف مناخية قاسية.

وقال مراسل «فرانس برس» إنه شاهد الآلاف من الأشخاص محتشدين في حي العامرية، النقطة التي تنطلق منها الحافلات تمهيداً للخروج على متنها، بعدما كانوا قد انتظروا ساعات طويلة خلال اليومين الماضيين، وسط البرد والجوع من دون جدوى.

وتحدث عن وضع مأسوي داخل أحد المستشفيات الميدانية، حيث شاهد الجرحى والمرضى ينامون على فرش على الأرض، ولا يملكون إلا البطانيات للتدفئة بغياب الطعام والمياه. وقال إن معظم الجرحى مصابون في أطرافهم، ولا يقوون على التحرك.

تويتر