مقتل 12 بقصف للمعارضة على أحياء حلب الغربية.. وانهيار دفاعات الجيش السوري في حي حلب الجديدة

قوات سورية الديمقراطية تقــــود عملية تحرير الرقة من دون مشــــــاركة تركــــيا

ارتفاع أعمدة الدخان في الجبهة الجنوبية الغربية لحلب بالقرب من حي ضاحية الأسد خلال هجوم للمعارضة لكسر الحصار عن المدينة. أ.ف.ب

أعلنت قوات سورية الديمقراطية، التحالف العربي الكردي المدعوم من واشنطن، أمس، أنها ستقود عملية تحرير مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، وأن تركيا لن تشارك فيها، وفي وقت قتل 12 مدنياً، وأصيب أكثر من 200 بجروح، في قصف للفصائل المعارضة على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب السورية، انهارت دفاعات القوات الحكومية في حي حلب الجديدة، بالتزامن مع إطلاق المعارضة المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينة.

وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية طلال سلو، في مؤتمر صحافي في مدينة الحسكة (شمال شرق)، «سنشهد حملة بقيادة قوات سورية الديمقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الوقت لم يحدد بعد». وتابع سلو رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، حول مشاركة تركيا في العملية «تم حسم الموضوع مع التحالف بشكل نهائي، لا مشاركة لتركيا».

ومنذ تشكيلها في أكتوبر العام 2015، نجحت قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في طرد تنظيم «داعش» من مناطق عدة، كان آخرها مدينة منبج (شمال) في بداية شهر أغسطس الماضي.

وقال سلو «نحن جاهزون. نملك العدد الكافي، وعلى هذا الأساس سنقوم بإطلاق هذه الحملة في وقت قريب».

لمشاهدة مخطط يوضح معركة حلب، يرجى الضغط على هذا الرابط.


انهيار

فصائل المعارضة المسلحة تتمكن من كسر الخطوط الدفاعية الأولى للقوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حي حلب الجديدة، وسط انسحاب للميليشيات الإيرانية والقوات الحكومية.


• 64 مدنياً قتلوا منذ بدء هجوم المعارضة بمئات القذائف والصواريخ على الأحياء الغربية لحلب.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب منظمة «إرهابية» مرتبطة بحزب العمال الكردستاني التركي، الذي يخوض تمرداً ضدها منذ أكثر من 30 عاماً، فيما تعتبر قوات سورية الديمقراطية الوجود التركي في محافظة حلب «احتلالاً» للأراضي السورية.

ميدانياً، قتل 12 مدنياً، بقصف للفصائل المعارضة على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «عدد ضحايا الاعتداءات الإرهابية بالقذائف والرصاص المتفجر على أحياء حلب الجديدة والموكامبو والمشارقة وكلية الآداب» في الجهة الغربية لمدينة حلب (شمال)، بلغ «12 شهيداً، وأكثر من 200 جريح».

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، بمقتل «11 مدنياً، بينهم أربعة أطفال»، في قصف الفصائل لأحياء حلب الغربية، خلال استئنافها الهجوم على هذه المنطقة.

وصعّدت الفصائل المعارضة، أمس، من هجوم كانت بدأته قبل أسبوع عند أطراف حلب الغربية، استكمالاً لجهودها الرامية إلى فك الحصار عن الأحياء الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ومنذ بدء هجومها في 28 أكتوبر الماضي، أطلقت الفصائل مئات القذائف والصواريخ على الأحياء الغربية، ما أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 64 مدنياً، وفق حصيلة للمرصد السوري.

ويأتي التصعيد العسكري عشية هدنة أعلنتها الجيش الروسي من جانب واحد لمدة 10 ساعات في مدينة حلب والهادفة، بحسب موسكو، إلى إجلاء جرحى أو مدنيين ومقاتلين راغبين في الخروج من الأحياء الشرقية.

في السياق نفسه، أفادت مصادر لقناة «سكاي نيوز عربية»، أمس، بانهيار دفاعات القوات الحكومية السورية في حي حلب الجديدة، بالتزامن مع إطلاق المعارضة المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينة الواقعة شمال غربي البلاد.

وتمكنت فصائل المعارضة المسلحة من كسر الخطوط الدفاعية الأولى للقوات الموالية للرئيس بشار الأسد، في حي حلب الجديدة، وسط انسحاب للميليشيات الإيرانية والقوات الحكومية.

وتزامن ذلك مع بدء التمهيد المدفعي على مواقع القوات الحكومية في مشروع 3000 شقة غرب حلب، استعداداً لاقتحامها.

وأكدت مصادر ميدانية لـ«سكاي نيوز عربية»، بدء عملية اقتحام حي حلب الجديدة، من محاور عدة، وسط تقدم للمقاتلين، بعد نسف أهم مركزين للقوات الحكومية وميليشياتها في المنطقة.

وقصفت فصائل المعارضة مواقع القوات الحكومية وميليشياتها في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن عشرات القتلى.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن هدف المعركة السيطرة على حي حلب الجديدة، وإحكام الحصار على أكبر معاقل قوات الحكومة في الأكاديمية العسكرية والسيطرة عليها، والدخول بعدها لأحياء حلب الشرقية، وفك الحصار عنها.

وتتربع المنطقة المستهدفة على تلة استراتيجية في حي الحمدانية بين حلب الجديدة من الشمال، ومشروع 3000 شقة من الجنوب، وضاحية الأسد من الغرب.

وتشهد بلدة خان الشيح في ريف دمشق الغربي مواجهات هي الأعنف بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة.

وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية، إن القوات الحكومية شنّت هجوماً على مواقع مسلحي المعارضة على أطراف البلدة ومزارعها، وتم تدمير دبابة لهم، ومقتل وجرح أفراد طاقمها عند مداخل البلدة، إثر استهدافها بصاروخ موجه من قبل الجيش السوري.

من جانبها، قالت مصادر إعلامية في المعارضة السورية، إن «هجوماً عنيفاً بمختلف أنواع الأسلحة شنته القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها على بلدة خان الشيح، وإن مواجهات تجري على أطراف البلدة، وقد تكبدت القوات الحكومية خسائر كبيرة». وأضافت أن «الطيران الروسي شن غارات جوية عدة في محيط مخيم خان الشيح».

وكان مصدر عسكري سوري قال إن «وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية وحاسمة انتهت بفرض السيطرة على خربة العباسية، بعد اشتباكات مع إرهابيي (جبهة النصرة) و(حركة أحرار الشام)، سقط خلالها العديد من القتلى في صفوف الإرهابيين، بينما لاذ الباقون بالفرار».

وذكر المصدر أن وحدات الجيش «قامت بتمشيط المنطقة، وتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها الإرهابيون فيها»، مبيناً أن «المجموعات الإرهابية في خان الشيح باتت مطوقة من الاتجاهات كافة».

تويتر