قوات النظام تطوّق بلدة خان الشيح بريف دمشق.. وموسكو ترفض نتائج التحقيق الأممي حول الهجمــات الكيماوية

المعارضة تبدأ معركة فك حصـار حلب.. وغارات روسية تستهدف جبل الزاوية بإدلب لافروف: لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية

مقاتل من المعارضة خلال المواجهات مع قوات النظام شرق حلب. أ.ف.ب

أعلنت الفصائل السورية المعارضة، أمس، بدء معركة فك الحصار عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وبينما أوقعت غارات جديدة على مناطق عدة في سورية مزيداً من الضحايا، سيطرت قوات النظام على مداخل مدينة خان الشيح في ريف دمشق الغربي، في حين شنت طائرات روسية عدة غارات جوية، استهدفت مناطق في جبل الزاوية في ريف ادلب شمال سورية، بالتزامن مع رفض موسكو نتائج تحقيق الأمم المتحدة حول الهجمات الكيماوية في سورية، معتبرة إياها «غير مقنعة».

وتفصيلاً، قال القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم «حركة أحرار الشام»، أبويوسف المهاجر، لوكالة الصحافة الفرنسية إن كل الفصائل تعلن بدء معركة فك الحصار عن حلب، التي ستنهي احتلال النظام للأحياء الغربية من حلب، وتفك الحصار عن أهلها المحاصرين داخل الأحياء الشرقية.

وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها استهدفت مواقع للنظام السوري بمدينة حلب، مشيرة إلى أنها استهدفت بالعشرات من صواريخ «غراد» مراكز القيادة ومدارج الإقلاع في مطار النيرب العسكري، التابع لقوات النظام السوري جنوب شرق حلب.

ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول في تجمع «فاستقم» في حلب، زكريا ملاحفجي، قوله إن مسلحي المعارضة أطلقوا صواريخ غراد على قاعدة النيرب الجوية، في إطار الاستعدادات لهجوم جديد يهدف إلى كسر حصار الحكومة للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.

وذكر أن عدداً من جماعات المعارضة المسلحة يشارك في الهجوم الجديد، وإن قصف القاعدة الجوية جزء من الهجوم.

كما قصفت المعارضة المسلحة بقذائف المدفعية والصواريخ مواقع قوات النظام السوري في ضاحية الأسد ومحيطها غرب مدينة حلب.

وأعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على منطقة مناشر منيان غرب حلب، بعد معارك مع قوات النظام السوري.

وقال أحد الفصائل السورية المقاتلة بحلب، إنه تم تحرير كل من حاجز الصورة والمدرسة والمناشر والبيوت المحيطة بها وحاجز ساتر المستودع من سيطرة قوات النظام، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة يتقدمون لفك الحصار عن المدينة.

من جهته، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 15 مدنياً على الأقل، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح جراء مئات القذائف الصاروخية التي أطلقتها الفصائل المقاتلة على الأحياء الغربية في مدينة حلب.

وتزامن القصف المركز على الأحياء الغربية مع هجوم ميداني على الأطراف الغربية للمدينة، تخلله تفجير ثلاث عربات مفخخة، استهدفت نقاطاً أمنية لقوات النظام في حي ضاحية الأسد، بحسب المرصد السوري. وبحسب المرصد، تدور معارك عنيفة بين الطرفين في أطراف ضاحية الأسد ومحاور عدة، أبرزها الراشدين وجمعية الزهراء والبحوث العلمية في الضواحي الغربية لمدينة حلب.

يأتي ذلك بينما استهدفت غارات روسية ريفي حلب الغربي والجنوبي ومدينة دوما بريف دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وقُتل طفل وأصيب آخرون في قصف روسي على بلدة إبين سمعان بريف حلب الغربي.

من جانب آخر، شنت طائرات روسية غارات جوية، صباح أمس، استهدفت مناطق في جبل الزاوية في ريف إدلب، بعد إصابة جندي روسي في قصف صاروخي. وقالت مصادر سورية مقربة من قوات النظام إن طائرات روسية شنت غارات عدة، استهدفت منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، الذي تسيطر عليه المعارضة، والذي انطلقت منها صواريخ غراد واستهدفت ريف اللاذقية. وقال المصدر إن جندياً روسياً أصيب في القصف الذي استهدف الكلية البحرية في مدينة جبلة في ريف اللاذقية، كما أصيب ثلاثة أشخاص جراء القصف بالصواريخ التي طالت مدينة القرداحة وبلدتي كلماخو وعين شقاق.

من جهتها، سيطرت القوات السورية والمسلحون الموالون لها، أمس، على مداخل مدينة خان الشيح في ريف دمشق الغربي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة.

وقال مصدر عسكري سوري إن «الجيش السوري والقوات الرديفة سيطرت على كل مداخل مدينة خان الشيح، بعد إحكام سيطرتها على الكتيبة الصاروخية وقلعة زاكية ومداجن خان الشيح».

من جهة أخرى، رفضت روسيا، أمس، نتائج لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، التي أشارت إلى أن الجيش السوري شن ثلاث هجمات كيماوية على الأقل، معتبرة أنها «غير مقنعة»، ولا توجب فرض عقوبات.

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، للصحافيين في أعقاب اجتماع مغلق لمجلس الأمن، «نعتقد أنه لا وجود لدليل يوجب اتخاذ إجراء عقابي. ببساطة لا وجود له».

وأعلن خبراء لجنة التحقيق التي تسمى «الآلية المشتركة للتحقيق»، أمس، أن الجيش السوري شن ثلاث هجمات كيماوية على بلدات في العامين 2014 و2015.

وكانت تلك المرة الأولى التي توجه فيها لجنة تحقيق دولية إصبع الاتهام إلى النظام السوري، بعد سنوات نفي من دمشق.

لكن تشوركين أبلغ مجلس الأمن أن النتائج ليست مثبتة بشكل كافٍ لفرض عقوبات.

تويتر