مقاتلون من «وحدات حماية الشعب» الكردية يتمركزون في مدينة القامشلي. رويترز

دي ميستورا يطلب اجتماعاً وزارياً طارئاً لإنقاذ جهود السلام

دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، إلى اجتماع وزاري طارئ، لدعم جهود السلام في سورية، محذراً من أن الهدنة «في خطر شديد، إذا لم نتحرك سريعاً»، مؤكداً في الوقت نفسه أن مفاوضات جنيف ستتواصل حتى الأربعاء المقبل. في حين قتل 14 مدنياً، وجرح العشرات في غارات جوية عنيفة، على أحياء خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب شمال سورية، بينما تحطمت طائرة حربية جنوب غرب دمشق لأسباب غير معلومة.
وقال دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «استناداً إلى كل المعايير، فإن اتفاق وقف الأعمال القتالية لايزال سارياً لكنه في خطر شديد، إذا لم نتحرك سريعاً»، مؤكداً أن الأمم المتحدة تطلب اجتماعاً وزارياً طارئاً، لدعم جهود السلام حول سورية. وأضاف أن المحادثات مع مجموعات المعارضة والنظام، ستتواصل حتى الأربعاء «كما هو مقرر».
من جهته، عبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، عن «قلقه الشديد»، إزاء احتمال انهيار الهدنة في سورية.
وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في لندن: «أنا قلق جداً إزاء اتفاق وقف الأعمال القتالية، وأتساءل ما إذا كان سيصمد».
في السياق، قال رئيس وفد النظام مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أمس، للصحافيين في جنيف عقب محادثات مع دي ميستورا، إنه تم بحث القضايا الإنسانية، مشيراً إلى أن الوفد سيلتقي دي ميستورا، يوم الإثنين المقبل.
واتهم الجعفري أطرافاً إقليمية، برعاية الإرهاب في سورية، وندد بالعقوبات غير القانونية، التي تفرضها القوى الكبرى على بلاده. وأضاف أن هذا يشمل مقاطعة البنوك السورية، ومنع الاستثمار في سورية، مشيراً إلى أن «الاستثمار الوحيد في سورية، على ما يبدو، هو الاستثمار في الإرهاب». وقال إن هذا يبدو «مشروعاً ناجحاً».
وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيس للمعارضة مشاركتها في المحادثات الرسمية، وغادرت جنيف. وفي موسكو، قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أهمية مغادرة وفد المعارضة جنيف، معتبراً أنها لا تشكل خسارة لأحد غيرهم. وقال، خلال مؤتمر صحافي في يريفان، إنه «إذا كان أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات يرفضون قبول فكرة أن السوريين وحدهم يجب أن يقرروا مصير بلادهم، وغادروا طاولة المفاوضات، فهذا الأمر لا يشكل خسارة لأحد غيرهم، على الأرجح».
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية تحطمت قرب دمشق، «وليس واضحاً ما إذا كانت نيران مقاتلي المعارضة هي التي أسقطتها، أم أنها أصيبت بخلل فني». وأضاف أن الطائرة تحطمت جنوب غرب مطار دمشق، بعد أن حلقت فوق أراضٍ يسيطر عليها تنظيم «داعش». وفي حلب، قال الدفاع المدني، لـ«فرانس برس»، إن 14 مدنياً، على الأقل، قتلوا في غارات جوية، على أحياء خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.
وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن الغارات استهدفت أحياء عدة في شرق المدينة، حيث سمعت صفارات سيارات الإسعاف طوال ساعات صباح أمس. إلى ذلك، بات تنظيم «داعش» يسيطر، بشكل شبه كامل، على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، بعد طرد حليفه السابق «جبهة النصرة» من المواقع التي كانا يسيطران عليها.

الأكثر مشاركة