الطفلة السورية سما تحمل شقيقها يامن في مخيم ايدوميني شمال اليونان. أ.ب

محادثات جنيف حول سورية تنطلق اليوم وسط مخاوف من انهيار الهدنة

تكثفت المعارك حول مدينة حلب (شمال)، أمس، بين القوات النظامية والموالين لها مع «جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة، ما يهدد بانهيار الهدنة عشية استئناف مفاوضات السلام في جنيف، وسط قلق دولي من التصعيد في محافظة حلب. في حين قتل عسكريان روسيان في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص في وسط سورية.

وتواجه الهدنة في سورية خطر الانهيار، عشية استئناف مفاوضات السلام في جنيف، في ظل استعدادات يقوم بها النظام و«جبهة النصرة» لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد.

وتكثفت المعارك حول مدينة حلب بين القوات النظامية والموالين لها من جهة و«جبهة النصرة» وعدد من الفصائل المقاتلة من جهة أخرى على جبهات تقع على امتداد الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق، ما يهدد بانهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي يستثني تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، إلا أن انخراط «جبهة النصرة» في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة، ومشاركة الفصائل في المعارك وتوسع هذه المعارك، عناصر من شأنها أن تهدد الهدنة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن «هناك تجدد ملحوظ للعمليات العسكرية، خصوصاً في محافظة حلب بالمقارنة مع شهر مارس».

وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية أرسلت، أول من أمس، تعزيزات الى جنوب وشرق وشمال محافظة حلب، كما عززت «جبهة النصرة» وحلفاؤها مواقعهم في المنطقة.

وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، أعلن الأحد الماضي من موسكو أن القوات النظامية السورية و«حليفها الروسي» يعدان عملية لاستعادة حلب في شمال البلاد.

وأعربت فرنسا ودول غربية منها الولايات المتحدة عن قلقها لانتهاك محتمل لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإميركية، مارك تونر «نحن قلقون جداً من اشتداد أعمال العنف في الآونة الاخيرة، بما في ذلك عمليات تنتهك، في رأينا، اتفاق وقف الأعمال القتالية» الساري منذ 27 فبراير. وأشار إلى أن وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، هاتف نظيره الروسي سيرغي لافروف الأحد حول هذا الموضوع.

كما أعربت فرنسا، أمس، عن «قلقها لتجدد أعمال العنف في الأيام الأخيرة في سورية».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إن فرنسا «تحذر من عواقب هجمات النظام والاطراف الداعمة له في محيط حلب والغوطة الشرقية التي تهدد وقف الأعمال القتالية بموجب القرار 2268 لمجلس الأمن الدولي».

وأكد أن «النظام وحلفاءه يتحملون مسؤولية مأساة إنسانية جديدة وفشل المفاوضات السورية».

وأضاف أنه «عشية استئناف المفاوضات السورية تذكر فرنسا بضرورة مشاركة الأطراف فيها بنوايا حسنة، لتشكيل هيئة انتقالية تسمح لاحقاً للسوريين بوضع دستور جديد وتنظيم انتخابات طبقاً لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2254».

وفي جنيف، تستأنف اليوم المفاوضات بين وفدين من الحكومة والمعارضة السورية.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، وصف هذه الجولة بأنها «بالغة الأهمية».

إلى ذلك، قتل عسكريان روسيان في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص بسورية، على ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، مشيرة إلى أن المروحية لم تتعرض لإطلاق نار.

وقالت الوزارة «قتل عنصرا طاقم، وانتشلت جثتاهما خلال عملية إنقاذ، ونقلتا إلى قاعدة حميميم» في شمال غرب سورية، موضحة أن الحادث وقع منتصف الليلة قبل الماضية. وأضافت أن «المروحية لم تستهدف بإطلاق نار»، وأن فريقاً من الخبراء يحقق في موقع الحادث لتوضيح أسبابه.

الأكثر مشاركة