القوات النظامية تخسر مناطــق استعادتها خلال شهر في حـماة

سيطرت فصائل المعارضة، أمس، على بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي في وسط سورية، عقب اشتباكات عنيفة، وقصف روسي، لتفقد قوات النظام بذلك آخر المناطق التي استعادتها خلال عملية برية تنفذها في المنطقة منذ شهر. في وقت أوقفت تركيا 20 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «داعش» في مدينة أنطاليا جنوب البلاد، حيث تعقد قريباً القمة السنوية لمجموعة الـ20.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «حركة أحرار الشام» وفصائل إسلامية أخرى سيطرت، أمس، على بلدة عطشان، عقب اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف روسي ومن قوات النظام على مناطق الاشتباك.

وأوضح أن «قوات النظام فقدت بالنتيجة آخر البلدات التي سيطرت عليها منذ اطلاقها العملية البرية في ريف حماة الشمالي» في السابع من أكتوبر الماضي.

وسيطرت قوات النظام على عطشان في 10 أكتوبر الماضي بدعم جوي روسي.

وأشار عبدالرحمن الى ان الفصائل الإسلامية سيطرت أيضاً على قرى قريبة من عطشان من بينها أم الحارتين، بعد انسحاب قوات النظام منها.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل «16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسبعة عناصر على الأقل من الفصائل»، وفق المرصد.

وخسرت قوات النظام، أول من أمس، بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماة الشمالي أيضاً، لمصلحة فصائل إسلامية مقاتلة اهمها «جند الأقصى» و«أجناد الشام». وتقع مورك على طريق دولي أساسي يربط بين حلب ودمشق.

ولاتزال قوات النظام تسيطر على مناطق واسعة في ريف حماة الشمالي جنوب بلدتي مورك ومعان، كانت موجودة فيها منذ ما قبل العملية البرية.

وتشن موسكو منذ 30 سبتمبر ضربات جوية في سورية، تقول انها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، لكن الغرب يتهمها بعدم التركيز على تنظيم «داعش»، بل استهداف فصائل المعارضة الأخرى التي يصنف بعضها في خانة «المعتدلة».

من جهة أخرى، كشف المرصد، أمس، أن الضربات الروسية على الرقة أسفرت عن مقتل 42 شخصاً على الأقل، بينهم 27 مدنياً.

وإضافة إلى المدنيين ذكر المرصد أن 15 من مقاتلي التنظيم قتلوا بعد سلسلة من الضربات يوم الثلاثاء الماضي، استهدفت معقل التنظيم في سورية.

وقال سلاح الجو الروسي الثلاثاء الماضي، انه نفذ 1631 طلعة ضرب خلالها 2084 هدفاً للمتشددين منذ بدأ عملياته.

إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أنه يتعين على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إرسال بعثة إلى سورية لتقييم الدمار الذي لحق بالمناطق الأثرية القديمة.

وقالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، إن «التراث الثقافي الذي دمره الهمجيون، بما في ذلك في سورية، هو ملكية مشتركة لنا».

وذكر لافروف بعد محادثات مع رئيسة «اليونيسكو» إرينا بوكوفا، «إنني مقتنع بأن (اليونيسكو) طبقاً لتفويضها، يتعين أن ترسل بعثة من الخبراء هناك (إلى سورية)، حينما يسمح الوضع الأمني بذلك».

ودمر تنظيم «داعش» ونهب العديد من المواقع الثقافية القديمة في سورية والعراق خلال العامين الماضيين.

من ناحية أخرى، أوقفت شرطة مكافحة الإرهاب التركية، أمس، 20 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى «داعش» في مدينة أنطاليا جنوب البلاد.

وقالت وكالة «دوغان» للأنباء، إن فرق الشرطة نفذت عند فجر أمس، في أنطاليا ومدينتي منافغات والانيا المجاورتين، عمليات دهم اعتقلت خلالها 20 شخصاً وتم توقيفهم. وأضافت ان هؤلاء المشتبه فيهم كانوا على اتصال مع عناصر في «داعش» في سورية والعراق، من دون ان تحدد مصدراً لهذه المعلومات. وقالت الوكالة ان الشرطة صادرت أجهزة إلكترونية خلال الدهم.

وتستضيف أنطاليا في 15 و16 نوفمبر القمة السنوية لرؤساء دول وحكومات البلدان الـ20 الأكثر ثراء في العالم، وعلى جدول أعمالها مسائل الإرهاب ومكافحة تنظيم «داعش».

ومن أبرز المشاركين في القمة الرئيسان الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين.

وكان وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي أوغلو، أعلن الأربعاء الماضي، أن بلاده تدرس شنّ هجوم عسكري «في الأيام المقبلة» على تنظيم «داعش»، من دون ان يحدد طبيعة هذه العملية.

وقال إن «داعش يهدد نمط حياتنا وأمننا، علينا جميعنا ان نشكل جبهة واحدة في مواجهة هذا الخطر». إلى ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، إنه لا يصح أن تعتمد بريطانيا على الحلفاء لحمايتها من «داعش»، ودعا النواب إلى بحث توسيع الضربات الجوية البريطانية في العراق لتشمل سورية.

ونفت الحكومة البريطانية هذا الأسبوع تراجعها عن خطط للسعي للحصول على موافقة البرلمان على شن ضربات جوية بريطانية في سورية، بعدما ذكرت صحف عدة أن الحكومة تراجعت عن موقفها، لأنها لم تحصل على الدعم الكافي من نواب المعارضة.

وقال فالون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أمس، «أطلب من أعضاء البرلمان على وجه الخصوص التفكير في ان من يحافظ على أمن الشوارع في بريطانيا الآن، هي الطائرات الأميركية والأسترالية والفرنسية التي تضرب قلب (داعش) في شمال شرق سورية، حيث يجري تنظيم وتوجيه (داعش)». وأضاف «(داعش) تهديد مباشر لنا في بريطانيا، ولا يصح من الناحية الأخلاقية الاعتماد على الطائرات الفرنسية أو الأسترالية أو الأميركية للحفاظ على الأمن في شوارعنا».

الأكثر مشاركة