كيري يخشى خطر الدعم الروسي للأسد.. ولافروف يتحدث عن موقف أميركي «أكثر تقبّلاً» لدور بلاده

بوتين يدشّن مسجد موسكـو الكبير مشيداً بفضائل الإسلام الإنسانية

صورة

دشّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مسجد موسكو الكبير، الذي يعد أحد أكبر مساجد أوروبا، بإدانة تنظيم «داعش» الإرهابي، والإشادة بالفضائل «الإنسانية» للإسلام. وفي وقت أكدت واشنطن أن الدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد قد يثير خطر حدوث مواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل «داعش»، قالت موسكو إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر تقبّلاً للموقف الروسي إزاء الصراع السوري.

وافتتح بوتين مسجد موسكو الكبير، بحضور الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب أردوغان.

وقال في خطاب تدشين المسجد «إنه حدث كبير لمسلمي روسيا. لقد أعيد بناء أحد أقدم مساجد موسكو في مكانه التاريخي».

وأكد أن «روسيا دولة متعددة الأديان يعتبر فيها الإسلام أحد الأديان التقليدية».

وأضاف أن «هذا المسجد سيكون مصدراً لنشر الأفكار الانسانية والقيم الحقيقية للإسلام»، مندداً بتنظيم «داعش» الذي «شوّه صورة الإسلام».

وأوضح أن أيديولوجية التنظيم الإرهابي «مبنية على كذب وتشويه صريح للإسلام»، مضيفاً أن «داعش » يضر بسمعة دين عالمي كبير بزرع الكراهية وقتل الناس وتدمير الآثار. وأكد بوتين دعم حكومته للمسلمين الروس بصفة مستمرة.

وعشية الحدث اعتبر بوتين أن افتتاح المسجد في يوم عرفة، الموافق 23 سبتمبر، سيكون حدثاً مهماً في حياة كل المسلمين في روسيا.

ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى عام 1902، حيث قرر بعض التجار التتار شراء أرض لبناء مسجد، وتم الانتهاء من بناء المسجد القديم عام 1904.

وفي عام 2004 احتفل بمرور 100 عام على بناء المسجد، واتخذ قرار بضرورة إعادة بناء المسجد، الذي حظي بتأييد بوتين وعمدة مدينة موسكو آنذاك، ثم خضع لأعمال ترميم وتوسعة شاملة استمرت منذ مايو 2005 لتنتهي أخيراً، وبكلفة بلغت 170 مليون دولار، حسب ما ذكر نائب رئيس مجلس المفتين في روسيا، روشان عباسوف.

وقال عباسوف في حديث صحافي إن المسجد الجديد يتكون من ستة طوابق، وأن مساحته تضاعفت 20 مرة لتبلغ 19 ألف متر مربع، وليصبح المسجد بذلك قادراً على استيعاب 10 آلاف مصلٍّ، عوضاً عن 500 كان يستوعبها قبل الترميم.

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، أن الدعم العسكري الروسي للأسد قد يثير خطر حدوث مواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل «داعش» هناك.

وقال في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، إنه أبلغ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من دعم موسكو العسكري للأسد في الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس.

وأضاف «هذه التصرفات قد تفضي لمزيد من التصعيد في الصراع، وقد تؤدي إلى فقد المزيد من الأرواح البريئة، وستزيد تدفق اللاجئين، وتخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل داعش في سورية».

وتنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات جوية تستهدف مواقع يسيطر عليها التنظيم في سورية وفي العراق.

وتحدثت إسرائيل أيضاً عن قلقها من دخول روسيا الصراع إلى جانب الأسد، والذي قد يؤدي إلى وقوع مواجهات بالخطأ بين القوات الروسية والإسرائيلية هناك.

ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا حشدت قوات من مشاة البحرية ومعدات ثقيلة، بينها دبابات وطائرات هليكوبتر في قاعدة بمحافظة اللاذقية، الأمر الذي يثير احتمال تنفيذ مهام قتال جوية في المجال الجوي السوري.

من جهته، قال لافروف، أمس، إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر تقبّلاً للموقف الروسي إزاء الصراع في سورية.

وكان مصدر دبلوماسي روسي قال إن موسكو ترى زيادة في فرص التوصل إلى اتفاق دولي بشأن سورية.

في السياق، دافعت روسيا عن مساعدتها العسكرية لسورية، معتبرة إياها دعماً في مكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها، أمس، «إننا نساعد الذين يقاتلون ضد (داعش)، هذه قضية أمن قومي بالنسبة لنا».

وأكدت أنه «يتعين على واشنطن ألا تقترح تغيير الحكم في سورية في حال تمسّكها ببيان جنيف». وأضافت زاخاروفا أنه «إذا كانت الولايات المتحدة تتمسك ببيان جنيف الذي دعمه المجتمع الدولي ووقعته واشنطن، فكيف يمكن لها الحديث عن طرح شخصيات أو سيناريوهات لتغيير السلطة أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة؟».

وأشارت إلى أن «السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل سورية»، لافتة إلى أن «واشنطن في حال طرحها الخطط لتغيير السلطة يجب أن تسحب توقيعها من بيان جنيف».

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إن روسيا لا تناقش التغييرات السياسية في سورية مع غيرها من الدول، مؤكداً أن «الشعب السوري هو فقط الذي يناقش مستقبل بلاده ويتخذ القرارات».

وأكد المتحدث أن روسيا لن تتفاوض مع الولايات المتحدة حول تغيير السلطة في سورية.

 

 

تويتر