مقتل 47 في معارك بين «داعش» والمعارضة حول مدينة مارع

مواجهات مع الأمن وتحطــيم تمثال حــافظ الأسد في السويـداء

مقاتل من «وحدات حماية الشعب» الكردية يراقب تحركات مع «داعش» عند خط المواجهة في مدينة الحسكة. أ.ف.ب

قتل ستة عناصر من قوى الأمن السوري الليلة قبل الماضية، خلال حركة احتجاجات واسعة في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سورية، إثر اغتيال رجل الدين الدرزي البارز المعارض للنظام وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة، فيما حطم المتظاهرون تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط مدينة السويداء. في حين قتل 47 مسلحاً على الأقل في معارك بين تنظيم «داعش» وفصائل معارضة حول مدينة مارع في ريف حلب شمال سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن العشرات من أنصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا إلى الشارع وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين اللذين وقعا في السويداء، أول من أمس، وتسببا في مقتل 28 شخصاً بينهم البلعوس المعروف بمواقفه المنتقدة للنظام والتطرف الإسلامي، بالإضافة إلى اصابة نحو 50 شخصاً بجروح.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»، إن ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية قتلوا خلال هجوم لمسلحين على فرع الأمن العسكري في السويداء.

وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ اكثر من اربع سنوات. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية. وعرف بمواقفه الرافضة لتأدية الدروز الخدمة العسكرية الالزامية خارج مناطقهم.

وكانت السويداء شهدت خلال الأيام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان انها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء،

وأثار انتشار خبر مقتل البلعوس توتراً شديداً.

وأفاد المرصد بخروج «عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة، وأحرقوا عدداً من السيارات أمامها. وظلت تسمع طوال الليلة قبل الماضية أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها».

وأشار إلى أن المتظاهرين «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء». وأكد شاهد رفض الكشف عن اسمه، لـ «فرانس برس» أن «تمثال حافظ الأسد دمر بشكل شبه كامل في ساحة السير في وسط مدينة السويداء».

وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاماً، طالب) لـ «فرانس برس»، إن منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية. وأضاف «سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة».

وأشار المرصد إلى «هدوء حذر»، أمس، في السويداء.

وذكر سكان ان رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. وأشاروا إلى انقطاعات في شبكة الإنترنت وفي الاتصالات الهاتفية.

من جهته، نفى قائد الشرطة في السويداء، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا) المعلومات «التي أوردتها بعض وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية» حول استهداف عدد من عناصر الأمن داخل السويداء مؤكداً أنها «مغرضة وعارية عن الصحة».

ونقلت نور (موظفة، 25 عاماً) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء أن «عمال البلدية قاموا بتنظيف اماكن التفجيرات»، وأن هناك «حالة من التوتر والخوف».

وقتل البلعوس في انفجار سيارة مفخخة استهدفته اثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء. ثم انفجرت السيارة الثانية قرب المستشفى الذي نقل اليه الجرحى والقتلى.

وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. الا انه لم يأتِ على ذكر البلعوس. ودان مجلس الوزراء «التفجيرين الإرهابيين».

ووصف مصدر أمني رسمي في دمشق التفجيرين بأنهما «عمل إرهابي موصوف»، مضيفاً أن «هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الإرهابية المسلحة».

الا أن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم «نظام بشار الأسد» باغتيال البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على «تويتر»، إن البلعوس «قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام».

من ناحية أخرى، قال المرصد إن 47 شخصاً على الأقل قتلوا في معارك بين تنظيم «داعش» وفصائل مقاتلة وإسلامية في ريف حلب في شمال سورية. وأضاف أن 27 مسلحاً من «داعش» قتلوا في معارك مع فصائل اسلامية في محافظة حلب.

ودارت الاشتباكات حول مدينة مارع التي يحاول التنظيم المتطرف السيطرة عليها منذ اشهر، وفي القرى المحيطة بها كذلك.

ومارع من المعاقل المهمة التي تشكل خزاناً بشرياً للفصائل الاسلامية التي تحارب قوات النظام والتنظيم معاً. كما انها تعتبر استراتيجية للفصائل الاسلامية نظراً لوقوعها على طريق امدادات بين الحدود التركية ومواقع هذه الفصائل في الشمال.

وكان التنظيم المتطرف حقق تقدماً حول مارع الاأسبوع الماضي مسيطراً على خمس قرى كانت خاضعة للفصائل بعد اتهامات بأنه استخدم مواد كيماوية قد تكون غاز الخردل خلال هجماته.

تويتر