سكان يتجمعون في موقع في قرية بليون بمحافظة إدلب عقب استهدافه بغارة جوية للنظام السوري أول من أمس. رويترز

الطيران السوري يجدّد استـــهداف حلب.. وحصيلة «المجازر»184 قتيلاً

تجدّد القصف الجوي، أمس، على مناطق بمحافظة حلب في شمال سورية، غداة يوم قتل فيه عشرات الأشخاص نتيجة غارات نفذتها طائرات تابعة للنظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي وصف غارات السبت بـ«المجازر»، وذكر أن عدد الذين قتلوا جراء قصف جوي للطائرات الحربية لقوات الحكومة السورية في مناطق عدة أمس وأول من أمس قد ارتفع إلى 184 شخصاً، فيما قال إن مقاتلي تنظيم «داعش» حققوا تقدماً في مواجهة مقاتلين منافسين في شمال سورية، واحتلوا مناطق قرب معبر حدودي مع تركيا.

وتفصيلاً، وثق المرصد مقتل 128 رجلاً، وسبعة أطفال على الأقل دون سن الـ 18، وست مواطنات، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح مختلفة، في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة وقصف لطائرات الحكومة الحربية بالصواريخ في مناطق عدة أمس وأول من أمس.

وفي وقت سابق أمس، أفاد المرصد بتجدد الغارات على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، وعلى مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حلب، حيث قتل ثلاثة مواطنين.

وفي إدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد أن «19 مدنياً على الاقل بينهم رجل وابنه ومواطنة قضوا جراء قصف للطيران الحربي على قرية بليون في جبل الزاوية»، مشيراً إلى ان «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما «قتلت مواطنة جراء إصابتها في قصف جوي على مناطق بقرية جوزف في جبل الزاوية».

وفي محافظة حلب (شمال)، استهدفت الغارات، أول من أمس، سوقاً شعبياً مكتظاً خلال ساعات الذروة في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، حيث قتل 59 شخصاً، كما قتل 12 شخصاً في حي الشعار الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، بينهم ثلاثة أطفال.

وأثار التصعيد إدانة دولية، وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند «هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الأسد». وقال المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا في بيان «من غير المقبول بتاتاً ان تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها»، مشدداً على أنه «يجب وقف البراميل المتفجرة».

ونفذ الطيران التابع للجيش السوري، أمس، غارات جديدة على مدينة الباب، وأفاد المرصد بمقتل ثلاثة اشخاص وإصابة 24 آخرين بجروح. في المقابل، استهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام بقذائف صاروخية. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة عدد آخر بجروح جراء اعتداء إرهابي بقذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على حي الأعظمية». على جبهة تنظيم «داعش» والمعارضة المسلحة، سيطر تنظيم «داعش» على بلدة صوران وقريتي البل والحصية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة بدأت منذ يومين واستمرت حتى أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وتبعد صوران عن مدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو 10 كيلومترات. وتخلل المعارك تفجير سيارة مفخخة وقصف متبادل.

وقال المرصد إن هذا يعني أن التنظيم بات بإمكانه التحرك عبر طريق يقود شمالاً إلى معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية ومحافظة كلس التركية. وأضاف المرصد أن المحطة التالية للمعارك ستكون مدينة أعزاز السورية التي تبعد 10 كيلومترات إلى الشمال وتشكل مدخلاً للتنظيم إلى المعبر الحدودي القريب منها.

وقتل ما لا يقل عن 31 مقاتلاً من الفصائل المعارضة في القصف والتفجير والمعارك منذ الجمعة، بالإضافة إلى 22 عنصراً من التنظيم الإرهابي. على جبهة القوات النظامية وتنظيم «داعش» في وسط سورية، سيطر التنظيم، أول من أمس، على بلدة البصيرة جنوب مدينة تدمر التي تقع على مفترق طرق يؤدي إلى دمشق جنوباً والى حمص غرباً. وكان التنظيم سيطر على تدمر في 21 مايو، وواصل تقدمه في ريف حمص الشرقي حيث سيطر على مناطق عدة. كما تمكن التنظيم من إحراز تقدم، أمس، في محيط مدينة الحسكة (شمال شرق)، إذ استولى على حواجز عدة على بعد أربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوماً عليها منذ امس. وأفاد المرصد باستمرار المعارك بينه وبين قوات النظام. من ناحية أخرى، دمرت قوات حرس الحدود الأردني، أمس، أربع سيارات، اثنتان منها حاولتا اجتياز الحدود قادمتين من سورية، وضبطت كمية كبيرة من المخدرات والأسلحة بإحداها، بحسب ما أعلن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية. وقال المصدر في بيان نشر على موقع القيادة العامة للقوات المسلحة: حاولت أمس سيارتان مجهولتان اجتياز الحدود السورية باتجاه الأراضي الاردنية، وتزامن ذلك مع قدوم سيارتين من الأراضي الاردنية لإسناد عملية الاجتياز. وأوضح أنه «على إثر ذلك قامت قوات حرس الحدود العاملة ضمن منطقة المسؤولية بإغلاق المنطقة من جميع الاتجاهات، والتعامل مع هذه السيارات بقوة وحزم، وتطبيق قواعد الاشتباك المتبعة في مثل هذه الحالات». وأكد المصدر أنه «تم تبادل إطلاق النار بين قوات حرس الحدود والمهربين، ما أسفر عن تدمير جميع السيارات وإحراقها وضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة داخل احداها».

 

الأكثر مشاركة