الأمم المتحدة تحذر من كـارثة إنسانية «مرعبة» في ســـورية

حذرت الأمم المتحدة، أمس، من تفاقم «الكارثة» الإنسانية «المرعبة» التي تشهدها سورية، عشية المؤتمر الثالث للمانحين الذي تستضيفه الكويت اليوم، في حين جمعت منظمات مانحة غير حكومية خلال مؤتمر عقد في الكويت، أمس، 506 ملايين دولار لدعم الوضع الإنساني في سورية، بينما أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أنها بحاجة ماسة إلى 121 مليون دولار لمنع تفاقم حالة الأمن الغذائي في سورية التي خلفت نحو 8.9 ملايين شخص غير آمنين غذائياً.

ويفتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، اليوم المؤتمر الثالث للمانحين حول سورية الذي يدعو إلى وعود بالهبات تفوق الوعود في 2013 و2014 وكانت 1.5 مليار دولار و2.4 مليار دولار تباعاً.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها تعتزم جمع ما مجمله 8.4 مليارات دولار خلال مؤتمر المانحين الثالث لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني نزاعاً مستمراً منذ أكثر من أربع سنوات.

وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشؤون الإنسانية، عبدالله المعتوق، أمام ممثلي المنظمات غير الحكومية المجتمعين في الكويت، من أن «الفشل في جمع هذه الأموال سيؤدي إلى كارثة انسانية مخيفة».

وأعلنت منسقة الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس، أن الوضع تدهور أكثر في سورية حيث قتل أكثر من 215 الف شخص منذ مارس 2011 من بينهم 76 الفاً في 2014 العام الأكثر دموية.

وأشارت إلى أن سورياً من اصل اثنين تقريباً نزح بسبب النزاع وهو ما يشكل رقماً قياسياً لا سابق له منذ 20 عاماً.

في السياق، أقر المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات المانحة غير الحكومية الذي اختتم أعماله في الكويت، أمس، مبلغ 506 ملايين دولار لدعم الوضع الانساني في سورية منها نحو 90 مليوناً مقدمة من جمعيات وشخصيات خيرية كويتية.

وأعلنت 13 جمعية وشخصية كويتية تعهداتها، أمام المؤتمر ومن أبرزها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية احياء التراث وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية وبيت الزكاة ووزارة الأوقاف واتحاد المصارف الكويتية.

وبلغت قيمة التعهدات الخليجية والاسلامية والدولية في المؤتمر نحو 418.05 مليون دولار لدعم الشعب السوري وتلبية احتياجاته الإنسانية المتزايدة في الفترة المقبلة.

وكان حجم تعهدات المنظمات الخيرية غير الحكومية في مؤتمرها الأول بلغ 183 مليون دولار وبحجم انفاق تجاوز 190 مليون دولار أي بزيادة بلغت أكثر من سبعة ملايين دولار، فيما بلغ اجمالي تعهداتها في المؤتمر الثاني 276 مليون دولار خصصت كلها لعمليات الاغاثة وأضافت اليه مبلغ 72 مليوناً ليصل اجمالي ما أنفقته إلى 348 مليوناً.

وفي روما، طلبت منظمة (الفاو)، أمس، مساعدة عاجلة تبلغ 121 مليون دولار لإعانة المتضررين من الأزمة السورية.

وقالت المنظمة إن الأزمة في سورية «أثرت كثيراً في الانتاج الزراعي والتجارة، وعرضت نحو 9.8 ملايين شخص لانعدام الأمن الغذائي».

وأضافت في بيان، أنه «من الضروري الافراج عن 121 مليون دولار لوقف تدهور الوضع وعرقلة الشبكات الغذائية الإقليمية».

وأشارت إلى أن مؤتمر المانحين الثالث «يوفر الفرصة لتأمين الأموال الضرورية لتعزيز الانتاج الزراعي في جميع أنحاء سورية والبلدان المجاورة».

وأدت الأزمة السورية إلى تهجير اكثر من 11 مليون شخص لجأ نحو أربعة ملايين منهم إلى لبنان وتركيا والأردن ومصر والعراق كما تقول المنظمة. ويقيم نحو 85% من هؤلاء اللاجئين خارج المخيمات.

وخسرت سورية نحو 50% من ثروتها الحيوانية وتراجع محصول الحبوب إلى النصف منذ بداية الازمة في 2011.

وقال المدير العام المساعد للمنظمة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا الدكتور عبدالسلام ولد أحمد «نحن بحاجة إلى تقديم مساعدات إضافية إلى المزارعين لمساعدتهم على استعادة الهياكل التحتية الزراعية وسبل المعيشة، وخلافاً لذلك فلسوف تواصل أوضاع الأمن الغذائي تدهورها».

وأضاف أنه في سورية ذاتها «نفق نحو 85% من قطعان الماشية وتراجع ناتج محاصيل الحبوب إلى النصف منذ بداية الأزمة عام 2011 بسبب تصاعد النزاع وآثار الأحوال الجوية الرديئة».

وأكد أن زيادة الإنتاج الزراعي تعد حاسمة لضمان استقرار إمدادات الغذاء في سورية وشبه الإقليم، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً أثر بشكل خاص في 58% من السوريين الذين أصبحوا يعيشون حالياً تحت خط الفقر.

وتسعى «فاو» إلى تعبئة 88 مليون دولار لتمويل أنشطتها في سورية بغية دعم إنتاج المواد الغذائية الأساسية والنهوض بتغذية الأسر ودخلها وحماية حيواناتها الزراعية وتحسين عمليات التنسيق بين الحكومات ووكالات المعونة والمجتمعات المستفيدة لاستعادة صرح الأمن الغذائي. ومن المقرر أن تساعد هذه الأموال أكثر من 1.8 مليون شخص، إضافة إلى الحاجة لـ 22 مليون دولار أخرى لمساعدة مجتمعات المأوى خصوصاً في العراق والأردن ولبنان وتركيا. وتتضمن هذه التدابير مساندة الوقاية من الأمراض الحيوانية والنباتية ودعم أنشطة الزراعة المنزلية وتطوير سلاسل القيمة.

 

الأكثر مشاركة