التحالف يشنّ أولى ضرباته ضد «داعش» في حمص

وجّه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس، للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع لتنظيم «داعش» في محافظة حمص وسط سورية، مع توسيع التحالف ضرباته الجوية ضد التنظيم. في وقت أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الحرب التي تخوضها بلاده ضد التنظيم المتطرف لا تسهم في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن طائرات التحالف الدولي قصفت للمرة الأولى مواقع لـ«داعش» في محافظة حمص.

وقال إن «طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي لمحاربة (داعش) قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر، التي يسيطر عليها التنظيم»، بعيداً عن خط الجبهة حيث تنتشر القوات السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.

وأوضح أن ضربات جوية استهدفت مواقع للتنظيم كذلك في مدينة منبج بمحافظة حلب (شمال) وفي الرقة معقل التنظيم شرق سورية.

وأشار إلى أن التحالف قصف قاعدة لـ«داعش» في منبج في محافظة حلب، وهذه المدينة الواقع على بعد 80 كلم شمال مدينة حلب، هي واحدة من آخر البلدات التي يسيطر عليها التنظيم في المحافظة.

كما ضربت قوات التحالف معسكرات لتدريب الإرهابيين وقواعدهم في محافظة الرقة المجاورة شرقاً، التي تعد معقل «داعش».

وقال المرصد انه «سمع دوي 31 انفجاراً على الأقل في الرقة ومحيطها». وأضاف أن الضربات طالت ايضاً مدينة الطبقة، التي يسيطر عليها التنظيم وتبعد نحو 50 كلم شرق الرقة.

وقال الناشط في هذه المحافظة أبويوسف، أمس، إن «صفارات سيارات الإسعاف تسمع في الرقة، بينما يشعر السكان بالهلع بسبب كثافة ضربات التحالف».

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال إن «عمليات جوية جديدة تجري في سورية»، من دون ان يذكر تفاصيل عن عدد الغارات او المواقع التي استهدفت أو مشاركة دول أخرى.

وأضاف هذا المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، ان هذه العمليات في سورية باتت «شبه متواصلة».

كما استهدفت الضربات، أمس، تنظيم «داعش» في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية، التي فر منها نحو 160 ألف شخص، بسبب تقدم التنظيم فيها. وهذه ثاني مرة يشن فيها التحالف غارات جوية على عين العرب منذ بدء تقدم التنظيم فيها. وقالت وسائل الإعلام الرسمية والمرصد السوري، إن التحالف شنّ غارات على مشارف المدينة ليل الثلاثاء الأربعاء الماضيين.

بدوره قال المسؤول الكردي البارز نواف خليل، لـ«فرانس برس»، أمس، إن الضربات الاخيرة أصابت بلدة «علي شار»، التي يسيطر عليها التنظيم شرق عين العرب، ودمرت العديد من دبابات التنظيم.

وأضاف «نحن نرحب بكل تأكيد بالتحالف الدولي في القتال ضد (داعش)».

وجاءت هذه الضربات بعد يوم من عبور مئات المقاتلين الأكراد الحدود التركية لتعزيز صفوف المدافعين من ميليشيا عين العرب الكردية، حيث اخترقوا سياجاً حدودياً تحت أعين القوات الأمنية التركية، التي يبدو انها غضت النظر عن دخولهم.

ويأتي توسيع واشنطن وحلفائها العرب لهذه الضربات بعد ان أرسلت ثلاث دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم «داعش» في العراق، ما يتيح للطائرات الأميركية التفرغ لحملتها في سورية.

ووافقت كل من بريطانيا والدنمارك وبلجيكا على الانضمام إلى فرنسا وهولندا في شنّ غارات جوية ضد التنظيم في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الأكثر تعقيداً في سورية التي أقام فيها التنظيم مقرات له.

سياسياً، أكد جون كيري، أن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» لا تسهم في بقاء الأسد في الحكم.

وقال في مقال لصحيفة «بوسطن غلوب»، أول من أمس، «في هذه الحملة لا يتعلق الأمر في مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد».

وأضاف «نحن لسنا في الجانب ذاته الذي يقف فيه الأسد، بل انه (الرئيس السوري) العامل الذي اجتذب مقاتلين اجانب من عشرات البلدان»، قدموا للقتال مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وكرر كيري أن «الأسد فقد منذ وقت طويل كل شرعية» للبقاء في الحكم.

وأكد دبلوماسيون اميركيون هذا الأسبوع ان إدارتهم اختارت «طريقاً بديلاً» بين التنظيم المتطرف والنظام السوري، من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين معتدلين يقاتلون الطرفين.

وقال كيري ان هذه الجهود «ستساعد على ايجاد الشروط التي يمكن ان تؤدي إلى تسوية تفاوضية تنهي النزاع».

ويأتي مقال كيري بالتوازي مع تصريحات لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لصحيفة «نيويورك تايمز»، قال فيها ان واشنطن أكدت له ان الضربات في سورية لن تستهدف نظام دمشق.

وأضاف العبادي للصحيفة «أجرينا حديثاً طويلاً مع اصدقائنا الأميركيين، وأكدوا ان هدفهم في سورية ليس زعزعة استقرار سورية»، بل «تقليص قدرات» تنظيم «داعش».

الأكثر مشاركة