أوباما يؤكد في لقاء ضم عبدالله بن زايد ومسؤولين عرباً أن التحالف الدولي ضد الإرهاب يوجه «رسالة واضحـة».. ويدعو إلى الوحدة في مواجهة «التنــظيم»

غارات للتحالــف ضــد «داعش» في سورية قرب بلـــدة عيـن العرب

عبدالله بن زايد خلال لقاء أوباما مع مسؤولين من الإمارات والسعودية والأردن والبحرين وقطر. رويترز

شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، غارات جوية ضد تنظيم «داعش» في مناطق قرب بلدة عين العرب (كوباني)، التي يطوقها التنظيم بالكامل، وتعد ثالث تجمع للأكراد في سورية، فيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقاء مع مسؤولين عرب ضم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أن الضربات الجوية على التنظيم في سورية توجه «رسالة واضحة» بأن العالم موحد في مواجهة الإرهابيين، ودعا العالم الى التوحد لـ«تدمير» تنظيم «داعش».

وأكد الجيش الأميركي، أمس، أن الضربات الأميركية ضد تنظيم «داعش» تواصلت الليلة قبل الماضية على أهداف في العراق وسورية، حيث دمر العديد من الآليات وموقع لتجميع الاسلحة.

وقالت القيادة الوسطى، إن الجولة الجديدة من القصف ترفع عدد الضربات ضد أهداف في العراق إلى 198 منذ إعلان أوباما حملة بقيادة أميركية ضد متطرفي التنظيم.

وفي سورية، حيث بدأت عمليات القصف الاثنين، بلغ عدد الضربات التي استهدفت التنظيم المتطرف 20 ضربة. وانضمت إلى الطائرات من دون طيار والمقاتلات الأميركية، طائرات حربية فرنسية في العمليات فوق العراق، وشارك ائتلاف من الحلفاء العرب في العمليات فوق سورية، لكن بيان القيادة الوسطى، أمس، أشار فقط إلى الضربات التي نفذها الطيران الاميركي.

وأكدت القيادة الوسطى تنفيذ خمس ضربات الليلة قبل الماضية «استخدم فيها عدد من الطائرات الهجومية والقاذفة والمقاتلة».

واستهدفت الضربات غرب العاصمة العراقية آليتين مدرعتين لتنظيم «داعش»، وموقعاً لتجميع الاسلحة. ودمرت ضربتان أخريان مواقع قتالية للتنظيم المتطرف تهدد أربيل، عاصمة إقليم كردستان.

واستهدفت ضربة خامسة في سورية ثماني آليات للتنظيم شمال غرب بلدة القائم العراقية الحدودية، بحسب القيادة الوسطى.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إن التحالف الدولي شن غارات جوية ضد تنظيم «داعش» في مناطق قرب بلدة عين العرب (كوباني) التي يطوقها التنظيم بالكامل. وأوضح أن أماكن في منطقة صرين، ومناطق خطوط إمداد تنظيم «داعش» التي تبعد نحو 35 كم جنوب شرق بلدة عين العرب «قبيل منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء وبعد منتصف الليل، تعرضت لغارات جوية من طائرات حربية جاءت من الأراضي التركية».

من جهته، أعلن مصدر رسمي تركي لـ«فرانس برس» أنه لم يتم استخدام المجال الجوي التركي ولا قاعدة انجيرليك (جنوب شرق) في الضربات التي وجهها التحالف إلى تنظيم «داعش» في سورية. وقال طالباً عدم كشف هويته، إن «مجالنا الجوي وقاعدتنا الجوية لم يستخدما»، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «طائرات قادمة من تركيا» شنت هذه الضربات.

وشن التنظيم المتطرف الذي ظهر في سورية عام 2013 ويبث الذعر في كل من العراق وسورية، هجوماً مباغتاً منذ نحو أسبوع على مناطق بالقرب من عين العرب من أجل الاستيلاء على البلدة، وتأمين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية، ما دفع قرابة 130 ألف شخص إلى النزوح عن منازلهم.

وفي نيويورك، أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما، أول من أمس، في نيويورك ان الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب على «داعش» في سورية توجه «رسالة واضحة» بأن العالم موحد في مواجهة الإرهابيين.

وقال بعد لقاء مع مسؤولين من الإمارات والسعودية والأردن والبحرين وقطر، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد: «أعتقد أنه بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا الائتلاف لدينا الآن فرصة لتوجيه رسالة واضحة جداً مفادها أن العالم موحد».

ورأى أوباما أن هذا الائتلاف يثبت تصميم المجتمع الدولي «على إضعاف وتدمير ليس فقط داعش بل أيضاً هذا النوع من الايديولوجية الذي يؤدي إلى هذا القدر من إراقة الدماء».

ولاحقاً، دعا أوباما في خطابه من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، أمس، العالم الى التوحد لـ«تدمير» تنظيم «داعش». وقال إن «اللغة الوحيدة التي يفهمها القتلة مثل هؤلاء هي لغة القوة».

وأضاف بعد يومين من أولى الضربات التي استهدفت الإرهابيين في سورية ووجهتها واشنطن وحلفاؤها العرب «اليوم، أدعو العالم إلى الانضمام» لهذه المعركة.

وأكد أن الولايات المتحدة لا تتحرك بمفردها، متعهداً العمل مع تحالف واسع «للقضاء على شبكة الموت هذه».

وإذ ندد أوباما في كلمته ب«عدوان» روسيا في أوروبا، مد في المقابل اليد الى موسكو، ودعاها الى اختيار «طريق الدبلوماسية والسلام» في الأزمة الأوكرانية.

وقال أوباما بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «العدوان الروسي في أوروبا يذكر بعهد كانت فيه الأمم الكبرى تدوس الصغرى سعياً وراء طموحات تتعلق بالأراضي». وحذر من أن «العدوان الروسي سيكون له ثمن»، موضحاً أن «طريقاً آخر ممكن هو طريق الدبلوماسية والسلام».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال في افتتاح الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الجماعات الإرهابية في سورية والعراق «لا تمت للإسلام بصلة»، معرباً عن قلقه بشكل خاص إزاء أعمال القتل والأعمال الوحشية المرتكبة في سورية والعراق بشكل يومي، وأيضاً إزاء امتداد آثار هذا الإجرام على أنحاء المنطقة برمتها.

وأكد أن الجماعات الإرهابية الموجودة هناك تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وترأس أوباما اجتماعاً خاصاً لمجلس الأمن الدولي يهدف إلى إصدار قرار ملزم لوقف تدفق «المقاتلين الإرهابيين الأجانب» كما يصفهم نص القرار الأميركي.

ويشكل التصدي للإرهابيين الأجانب أحد أوجه الكفاح «الشامل» (الامني والانساني والاحترازي والعقائدي) ضد تنظيم «داعش» كما حددته واشنطن وحلفاؤها.

والقرار الذي جاء تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجعله ملزماً وينص على عقوبات في حال عدم الالتزام به، يطلب من الحكومات «منع والابلاغ عن تجنيد وتنقل» أفراد يحاولون الذهاب إلى الخارج «بهدف التخطيط أو المشاركة في اعمال إرهابية» أو لتلقي تدريب.

من ناحية أخرى، اجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، على هامش الجمعية العامة، في أول لقاء بين زعيمي البلدين منذ الثورة الإيرانية في عام 1979. وعقد اللقاء في مقر البعثة البريطانية في الأمم المتحدة.

 

تويتر