الحياد الدولي يفاقم الأوضاع في ليبيا

دفع الفشل الواضح لاستراتيجية تعامل المجتمع الدولي مع الوضع القائم في ليبيا فريقاً من المحللين إلى القول إن سلبية موقف المجتمع الدولي زاد في تأزم الوضع في هذا البلد العربي منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق معمر القذافي في 2011.

ومن الخطورة بمكان أن تستمر حالة الفوضى العارمة أمنياً وسياسياً في ليبيا، بينما يسمي العالم سلبيته وعجزه «حياداً»، إذ تتصرف معظم الدول منذ شهور بشأن الأزمة في ليبيا وكأن الحكومة والميليشيات المسلحة يتساويان في التسبب في الحرب الأهلية الدائرة، وهو ما جعل المجتمع الدولي يأخذ خطوة للوراء.

ويحاول صناع القرار السياسي في الدول الغربية من المعنيين بالأزمة في ليبيا لعب دور الوسيط المحايد في الأزمة، ويبدو أنهم مازالوا مقتنعين بآراء الخبراء السياسيين بالمنطقة المتيّمين بمصادرهم المتشددة التي ترفض الاعتراف بتغير مشاعر رجل الشارع في دول الربيع العربي تجاه الإسلام السياسي.

ويبدو أن الإسلاميين في ليبيا تصرفوا بكثير من التوتر والذعر من الأوضاع في مصر، بدلاً من تعلم الدرس من الإسلاميين في تونس الذين اختاروا لعبة السياسة على المواجهة والعنف. ولو تأملنا مواقف الدول العربية الثلاث المجاورة إلى ليبيا، وهي مصر وتونس والجزائر، لوجدنا فيها اختلافات وتناقضات واضحة، مع ان المفروض أن تكون الدول الثلاث منضوية تحت موقف واحد.

 

تويتر