طاقتها التخزينية تصل إلى 60 ألف طن

«التنسيقي» يتفقد مشروع صوامع القمح في برقاش بمصر

جانب من جولة الوفد في مشروع صوامع القمح. وام

تفقد وفد من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر صوامع تخزين القمح بمنطقة برقاش بمحافظة الجيزة، والتي تصل طاقتها التخزينية إلى 60 ألف طن، حيث قام أعضاء الوفد خلال الزيارة بمتابعة سير العمل، والاطلاع على ما تحقق من إنجاز في تنفيذها، حيث شارك في الجولة عدد من مسؤولي ومهندسي تنفيذ المشروع، وذلك بحضور وفد من الإعلاميين والصحافيين.

مشروعات إماراتية لخدمة 10 ملايين مصري

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/326241.jpg

تقوم دولة الإمارات بتنفيذ حزمة من المشروعات التنموية في مصر، تستهدف إحداث تأثير فوري وملموس في حياة أكثر من 10 ملايين من المواطنين المصريين، وتسهم في تحسين واقعهم اليومي، وتوفر ما يزيد على 900 ألف فرصة عمل ما بين مؤقتة أثناء الإنشاءات ودائمة بعد التشغيل، وتتركز على مجالات حيوية، مثل الطاقة، والتعليم، والرعاية الصحية، والنقل والمواصلات، والأمن الغذائي، والإسكان.

وتم إنجاز وتسليم العديد من هذه المشروعات، ودخلت طور التشغيل الفعلي. ففي مجال الطاقة المتجددة تم إنشاء وتسليم محطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية في سيوة، فيما تم في مجال الإسكان إنجاز وتسليم 50 ألف وحدة سكنية بمواصفات الإسكان الاجتماعي.

كما تشمل المشروعات تشييد 100 مدرسة و78 عيادة صحية في مختلف المحافظات المصرية، وتطوير البنية التحتية للصرف الصحي في 136 قرية نائية، ويجري أيضاً تنفيذ برنامج لتدريب وتشغيل الباحثين عن العمل، بهدف تمكين المرأة وجيل الشباب.

ويأتي مشروع إنشاء صوامع تخزين القمح بمنطقة برقاش ضمن المشروع الذي تقوم دولة الإمارات بتمويله والإشراف على تنفيذه لتخزين القمح في 17 محافظة مصرية، بهدف زيادة سعة تخزين القمح والغلال على المستوى الاستراتيجي إلى 1.5 مليون طن، حيث يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع ثلاث وزارات هي الاستثمار والتموين والزراعة.

ويسهم المشروع في دعم الاقتصاد من خلال خفض الحاجة لاستيراد الحبوب بالعملة الصعبة، وسط توقعات بتوفير ما بين 3 إلى 5% من أسعار القمح المستورد، الأمر الذي يعطي الحكومة المصرية المرونة المطلوبة في تحديد أسعار أكثر تنافسية لاستيراد القمح.

وسيكون للمشروع أثر إيجابي في الحد من التلف الذي يطرأ على القمح المخزن بالطرق التقليدية، بما يمثل 10%، ويسهم بدور حيوي في تجنب الخسارة السنوية الناتجة عن ذلك التلف، والتي تقدر بنحو 2.7 مليار جنيه سنوياً، كما يخفف الاعتماد على استيراد القمح من الخارج، بما يعادل نحو 160 مليون دولار في العام، إلى جانب أن الصوامع الجديدة يتم تصنيعها معدنياً، ما يسهم في رفع جودة رغيف الخبز المدعم.

ويجري إنشاء الصوامع الجديدة في منطقة برقاش على مساحة تصل إلى 33 ألفاً و600 متر مربع، حيث يخصص للمشروع ثمانية أفدنة بقدرة تخزينية تصل إلى 60 ألف طن، وهي من النوع المعدني ذي القاع الأفقي المستوي، ومكونة من 12 خلية معدنية تصل الطاقة التخزينية لكل منها إلى 5000 طن، وتعمل بأحدث تقنيات حفظ، وتخزين الغلال للحفاظ على سلامة القمح وصلاحيته وأمان استخدامه، كما سيتم تزويدها بشفاط هوائي، ويتم حفظ وتخزين وإخراج الغلال آلياً، ومتابعة حركة وحالة الغلال وضبط درجة الحرارة والرطوبة، كما أنها مزودة بنظام تبخير لتقليل الرطوبة، وضبط الحرارة والتخلص من الآفات.

وبدأ العمل في إنشاء صوامع برقاش في أول يناير 2015، وتصل نسبة الإنجاز بها إلى 50%، وتجري حالياً أعمال الأساسات الخرسانية للخلايا وأعمال التشطيب المعماري بالمباني الإدارية. كما تم الانتهاء فعلياً من المباني الخدمية، وتنسيق الموقع العام بنسبة 80%، وستبدأ أعمال التركيبات والتوريدات الميكانيكية اعتباراً من منتصف يوليو المقبل.

وقام المشاركون في الجولة بمتابعة سير العمل في المشروع وما تحقق من إنجاز على أرض الواقع، حيث أشاد المدير التنفيذي للمشروع، المهندس إيهاب فهمي، خلال الجولة بمواقف دولة الإمارات قيادة وشعباً تجاه مصر.

وأكد أن ما قدمته وتقدمه دولة الإمارات خير شاهد على حرصها على الوقوف إلى جانب مصر، ودعم التعاون المشترك بين البلدين، والذي يعتمد على علاقات راسخة وقوية منذ أن أرسى ركائزها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تحظى بدعم غير محدود من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في جميع المجالات.

وقال إن دولة الإمارات تتعاون مع مصر في تمويل وتنفيذ العديد من المشروعات التي تركز اهتمامها على دعم الأمن الغذائي للمواطن المصري، وتخفيف التحديات التي تواجه قطاع حفظ القمح والغلال، وخفض التلف الذي ينتج عن استخدام «الشون» الترابية غير المجهزة، والتي يؤدي استخدامها إلى زيادة الفاقد بصورة كبيرة، نتيجة حفظ وتخزين القمح في العراء، وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية جراء عوامل التعرية والتغيرات الجوية.

وأوضح فهمي أن صوامع برقاش تقع في منطقة ذات أهمية استراتيجية، نظراً لقربها من طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوي الذي يستخدم لنقل القمح المستورد، كما أنها تتوسط منطقة معروفة بالتوريد المحلي للقمح وطحنه.

الجدير بالذكر أن الصوامع التي يشرف المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية على تنفيذها تقام في محافظات القاهرة والاسماعيلية والمنيا والجيزة والدقهلية وكفر الشيخ والغربية والمنوفية والشرقية والبحيرة والإسكندرية وقنا والوادي الجديد والقليوبية وبني سويف والمنيا والفيوم.

وتستهدف الصوامع تعزيز الأمن الغذائي من خلال مضاعفة سعة تخزين القمح في مصر، وتوفير 25% من الطاقة التخزينية المطلوبة، فضلاً عن توفير 15 ألف فرصة عمل جديدة.

تويتر