200 طالب فصلوا لتورّطهم في تظاهرات عنف

عزب: «الإخوان» اعتبروا جامعــة الأزهر «كعكة» وأرادوا التهامها

صورة

أكد رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبدالحي عزب، في حوار خاص لـ«الإمارات اليوم» بالقاهرة، استقرار الدراسة حالياً بالجامعة في العام الدراسي الجاري 2014-2015، مشيراً إلى أن نهج الجامعة مع مثيري الشغب من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة يتدرج من تطبيق البرامج الاستيعابية، وينتهي بالتطبيق الحازم للقانون، وأن من فصلوا من الطلاب قد تورطوا في أعمال شغب وحرق وتعطيل دراسة وما شابه، ونوه إلى أن الجماعة الإرهابية ركزت على محاولة اختطاف جامعة الأزهر، إداركاً لقيمتها. وشدد عزب على أن تطوير المناهج في جامعة الأزهر مقصود به تطوير الداعية في المقام الأول، نافياً ما يتردد عن «تسييس» التطوير في اتجاه معين، كما أكد دور جامعة الأزهر، مصرياً وعربياً وعالمياً، في الإسهام بتجديد الخطاب الديني، فيما أشاد بالعلاقة المتميزة التي تجمع الإمارات بالأزهر الشريف وجامعته، معتبراً أن نهج الإمارات بمد يد الخير للعالم، يمثل ركيزة موازية لدور الأزهر العالمي العلمي الإنساني.

وقال رئيس جامعة الأزهر في حوار أجرته معه «الإمارات اليوم » في مقر الجامعة بالحي السادس في مدينة نصر بالقاهرة، إن «الدراسة في العام الدراسي الجاري 2014-2015 استقرت تماماً، بعد مواجهة عناصر التطرف والتخريب، وعبر منظومة شملت الجوانب الأمنية والبحثية والتعليمية والبرامجية».

«زراعة الأزهر» تنتج الخبز و«البورغر» والعصائر

كشف رئيس الجامعة أن كلية زراعة الأزهر أنجزت خطوات واسعة في اتجاه ربط العلم بالمجتمع، حيث افتتحت مخبزاً في كلية الزراعة بطاقة 1000 رغيف في الساعة لخدمة الطلاب، وقال عميد طلبة زراعة الأزهر، الدكتور حمدي أحمد محمد، أثناء جولة تفقدية صحب فيها «الإمارات اليوم» في مزارع الكلية، إن «الجامعة علاوة على المخبز الذي شاهدتموه، بصدد فتح مصنع للبورغر ومنتجات اللحوم ومعامل ألبان وزبادي، بدأ بعضها في خطواته التجريبية لمد المدن الجامعية، ثم لاحقاً المجتمع المحيط، بمنتجات غذائية صحية، وبسعر يقترب من التكلفة، لنبرهن أن جامعة الأزهر لها أيضاً دور مجتمعي، إضافة إلى دورها الديني التنويري».

منارة دينية ودنيوية

أشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الجامعة لم تنجز نجاحات في مجال الحفاظ على تراث الأمة الإسلامي فحسب، بل حققت إنجازات رائدة على مستوى تقدمها في العلوم الدنيوية، حيث فازت كلية «هندسة البترول» التابعة للجامعة بلقب أفضل كلية في تخصصها بالشرق الأوسط، طبقاً لتقييم مرصد أميركي، كما فاز «المركز الدولي للسكان» التابع لكلية طب الأزهر، بجائزة أفضل مركز إخصاب عالمي، وكرّم رئيس جمهورية مصر العربية، عبدالفتاح السيسي، في عيد العلم، اثنين من أساتذة الجامعة، هما دكتور عبدالشافي عبادة، ودكتور حسين محمد، كما منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لرئيس الجامعة.

200 مفصول فقط

وأشار عزب إلى أن حجم عناصر التطرف والتخريب، الذين تحرضهم الجماعة الإرهابية على التظاهر، لا يذكر، مقارنة بحجم طلاب الجامعة، وكشف عن أن «عدد المفصولين من الطلاب المتورطين في تظاهرات العنف لا يتجاوز 200 طالب من مجموع 450 ألفاً هم طلاب الأزهر في عموم البلاد».

ورفض الدكتور عزب وصف بعض وسائل الإعلام الخارجية فصل هؤلاء الطلاب بـ«التعسف»، وقال «إننا نطبق القانون بحزم، بعد أن غاب العام الماضي، وهؤلاء الطلاب بينهم من تورط في ارتكاب جرائم حرق، كما حدث مع سور الجامعة والمدينة الجامعية، أو حرق سيارة عميد طب الأسنان، أو حرق سور مشتل كلية الزراعة، ومنهم من حاول إحداث الهرج والمرج، لإفساد ووقف العملية التعليمية داخل مدرجات الجامعة، ومنهم من دفعته الجماعة الإرهابية للتحريض ضد جيش بلده داخل الجامعة».

 

نهج متدرج

وكشف رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة تتعامل بتدرج مع الطلاب الخارجين، حيث تلجأ إلى «المواجهة» كخيار أخير، فقد أطلقت الجامعة وتطلق برامج حوارية وتواصلية عدة مع الطلاب، هي بالتسلسل: «برنامج الانتماء الوطني»، و«برنامج التواصل الطلابي»، و«برنامج الإرشاد الأكاديمي».

وقال عزب إنه «لا يصح أن توصف هذه الإجراءات بالتعسف، فقد حمينا جامعة الأزهر من الاختطاف من قبل جماعة الإخوان الإرهابية التي كانت تعتبرها (الكعكة الكبيرة) ــ ومعذرة على هذا التعبير ــ من بين جامعات مصر، لأنها تدرك حجمها ودورها ومكانتها وقيمتها، تاريخياً، ومحلياً، دينياً ودنيوياً، عربياً وعالمياً، وقد سعت لالتهامها».

 

تطوير المناهج

وفي ما يخص تطوير المناهج التعليمية داخل جامعة الأزهر، قال الدكتور عزب، إن «المناهج الأزهرية تدرس في الأصل كل آراء علماء الأمة على مر التاريخ، ومنهم المتشدد، ومنهم من اتبع اليسر والوسطية والاعتدال، فنحن لدينا في التفسير مثلاً (تفسير القرآن الكريم) اجتهادات تصل إلى 18 رأياً في النقطة الواحدة، كما أننا في المذاهب الفقهية ندرس كل المذاهب، ولا نقتصر على مذهب واحد متشدد، وبالتالي فالتعددية والاختلافات وتباين الاجتهادات أساس في النهج الأزهري، في التعامل مع علوم الدين، ومن ثم لن تكون مهمتنا الأساسية في التطوير متعلقة كثيراً بالحذف أو الإزالة».

وأضاف «تطويرنا سيركز على الداعية، فنحن مسؤولون عن إعداد الداعية والخريج، ثم يأتي بعدها إعداد المنهج الصحيح، بما يتطلبه من مراقبة جميع المؤلفات، قبل أن تصل إلى يد الطلاب، حيث شكلنا لجاناً لذلك، كما شكلنا أخرى لمتابعة الرسائل الجامعية، وذلك للتأكد من خلو الكتابات في الحالتين من الغلو والتطرف والدعوة إلى العنف».

 

المناهج واليهود

وحول ما تردده وسائل إعلام من أن تطوير مناهج جامعة الأزهر سيكون «مسيساً»، ويستهدف حذف أجزاء تدعو إلى مواجهة اليهود، قال الدكتور عزب «بداية يجب أن نتفق على أن اليهود المنخرطين في المشروع الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة حالياً معتدون، وعليهم أن يتوقفوا عن العدوان واحتلال فلسطين، واحتلال أرض الغير، وهذا أمر لا نقوله نحن، بل يقوله العالم». وتابع «لكن هذا شيء، وما نتكلم عنه في تطوير المناهج شيء آخر، فالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أمرانا أن لا نعادي جنساً بعينه في العالم، فنحن لسنا أمة عنصرية، والقرآن الكريم علمنا ذلك عبر مبادئ قرآنية واضحة، أكدت لنا أنه (لا إكراه في الدين)، و(لكم دينكم ولي دين)، و(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء)، والإسلام حثنا على العيش في سلام وتعارف وتعاون وتسامح مع جميع البشرية».

وعن موقف جامعة الأزهر في مواجهة التطرف، قال عزب إن «الجامعة قامت بدورها في نشر الوسطية والاعتدال، ولاتزال تقدم كل يوم الجديد، لكن البعض يود تحميل الأزهر وزراً لا يمكن أن ينسب إليه، وليس هناك مثال يدلل على بعد الأزهر عن التطرف أوضح من أنه لم يخرج من بين صفوفه حتى اليوم متطرف واحد ينتمي إلى (داعش) أو غيره».

 

الإلحاد والإساءة

أما عن دور جامعة الأزهر في مواجهة الإلحاد، فقد نفى د.عزب أن يكون الإلحاد ظاهرة، وقلل من حجم من يتردد أنهم ألحدوا، وقال إنها لا تعدو أن تكون موضة ضخّمتها بعض المبالغات الإعلامية، كما اعتبر محاولات الإساءة إلى الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، سياسية، تقف وراءها أصابع صهيونية، تسعى إلى تهييج المشاعر الدينية عند المسلمين، واستثارة المتطرفين، ودفعهم إلى تصرفات وأفعال خارجة للقول (هؤلاء هم المسلمون الإرهابيون)»، مؤكداً أنها محاولات عبثية ومؤامرات سياسية.

 

الإمارات والأزهر

وختم عزب حديثه بتوجيه الشكر إلى الإمارات، حكومةً وشعباً، على دعمها لمصر وللأزهر الشريف ولجامعة الأزهر، وقال إن «العلاقات بين الإمارات والأزهر قديمة، فكما تقدم الإمارات يدها بالخير إلى الدنيا بأسرها، عبر الدعم المادي والإنساني، يقدم الأزهر الخير للأمة الإسلامية، بحفظ تراثها، والوقوف في وجه المتطرفين، وكشف المغالين، وتحذير الناس منهم، وتعليم الدين الحق في نشر الاعتدال، ومن هنا جاءت أرضية التعاون الواسعة».

وشكر عزب الإمارات على مساندة مصر والأزهر، وجامعة الأزهر، وأبرزها ما قدمته في الأشهر الأخيرة للجامعة، من بناء خمس عمارات إسكان طلابي، وتمويل إدارة مستشفى تخصصي بُني على مساحة 25 فداناً.

 

تويتر