مصر: مطابع حكومية أصدرت بطاقات "مسوَّدة" لصالح أحد المرشحين

أعلن الأمين العام للجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، المستشار حاتم بجاتو، أنه تم ضبط مئات من الأوراق الانتخابية ''مسوَّدة ومغلقة'' لصالح أحد مرشَّحي الانتخابات الرئاسية.

وقال بجاتو، في مداخلة هاتفية مع برنامج ''الحياة الآن'' على فضائية "الحياة" المصرية مساء اليوم، "إنه تم ضبط مئات من الأوراق الانتخابية 'مسوَّدة ومغلقة لصالح أحد مرشَّحي الانتخابات الرئاسية"، موضحاً أن تلك الأوراق صادرة عن المطابع الأميرية الرسمية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة وأنه جاري التحقيق مع المتهمين على أعلى مستوى".

وأكد أنه سيتم تطبيق القانون على جميع الحالات التي تخرق فترة الصمت الإنتخابي بكل حزم وسيتم استبعاد كل البطاقات المسوَّدة وفتح تحقيق في مصدرها.

وأشار إلى أنه تم رصد بعض المخالفات من مندوبي المرشحين محمد مرسى، وأحمد شفيق، "حيث كانوا يقومون بنشر أوراق ذات حبر سري يتطاير، إضافة إلى حمل أجهزة كمبيوتر محمولة من أجل التأُثير على الأصوات الانتخابية وهو ما يعد خرقاً لفترة الصمت الإنتخابي".

وفي سياق آخر، كانت وزارة الصحة والسكان المصرية أعلنت مساء، عن ارتفاع عدد المصابين بين المواطنين المشاركين في التصويت لانتخابات رئاسة الجمهورية إلى 15 حالة بينهم حالتان بسبب التشاجر.

وأوضحت الوزارة، في تقريرها الثالث لليوم الأول من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية حول الحالة الصحية للناخبين، أنه تم نقل 8 مصابين بعوارض صحية إلى المستشفيات بمحافظات القليوبية، وبني سويف، والبحيرة، والجيزة، فيما نقلت حالتان أصيبتا جراء مشاجرة أمام إحدى اللجان الانتخابية بمحافظة الدقهلية.

وأضافت أنه تم إسعاف الحالات الـ 5 الأخرى التي أُصيبت بعوارض صحية ومرضيِّة أمام اللجان الانتخابية بمحافظات القاهرة، والقليوبية، والجيزة، موضحة أن الحالات ناتجة عن أزمات صدرية وهبوط وإغماءات بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلا أن جميعهم حالتهم مستقرة.

وكانت الوزارة أعلنت، في تقريرها الأول، عن وقوع 3 إصابات بين الناخبين بمحافظات القليوبية، وبني سويف، والبحيرة، موضحة أن المصابين يعانون من "المغص الكُلوي" وحالتهم مستقرة وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.

وكان قاض مصري أعلن، في وقت سابق من مساء اليوم، أن النيابة العامة تقوم حالياً بإجراء تحقيقات مع عدد من أنصار المرشَّح للرئاسة المصرية محمد مرسي، لارتكابهم مخالفات انتخابية.

وقال عضو غرفة متابعة الانتخابات الرئاسية بنادي القُضاة المصري، المستشار شادي موسى، للصحافيين، إن النيابة العامة تقوم بالتحقيق مع بعض أنصار مرشح الرئاسة محمد مرسى بسبب ارتكابهم وقائع مخالفة تتعلق بالعملية الانتخابية، موضحاً أن التحقيقات تجري مع مواطن بمدينة "فرشوط" بمحافظة "قنا" (جنوب مصر)، قام بالتصويت لصالح مرسي نيابة عن 32 مواطناً بعد أن حصل على بطاقات الرقم القومي (هوية) منهم.

وأضاف أن تحقيقات أُخرى تجري مع أحد أنصار مرسي بمحافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) تم ضبطه وبحوزته 30 بطاقة انتخابية تم "تسويدها" لصالح مرشحه.

وأذاعت الحملة الإعلامية للمرشح محمد مرسي من جهتها، بياناً، ضمنته جملة مما اعتبرته "مخالفات انتخابية بعدة محافظات تصب في صالح المرشح أحمد شفيق"، من بينها سماح المشرفين على اللجان بتواجد مندوبين لشفيق وعدم السماح بوجود مندوبي مرسي، وقيام مجندين بالإدلاء بأصواتهم، ووجود أسماء لمتوفين بقوائم الناخبين.

وكانت عناصر الأمن المصري أوقفت، بعد ظهر اليوم، مجموعة من مثيري الشغب بالقاهرة لقيامهم بالاعتداء على قوات الشرطة خلال قيامها بإزالة الدعاية الانتخابية للمرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية.

وقالت غرفة عمليات متابعة الانتخابات بوزارة الداخلية المصرية، في بيان، إن أجهزة الأمن ألقت القبض على عدد من مثيري الشغب في منطقة "الأميرية" بالقاهرة أثناء قيامهم بالإعتداء على قوات الشرطة خلال إزالة الدعاية الانتخابية من أمام اللجان الانتخابية.

وفي نفس السياق، ذكر التلفزيون المصري أن عناصر الأمن قامت بتوقيف مجموعة من مناصري المرشح للرئاسة محمد مرسي على خلفية قيامهم بقطع طريق فرعي بمنطقة "الخصوص" شمال مدينة "شبرا الخيمة" بعد أن تأكدوا من وجود "كثافة تصويتية لصالح المرشح للرئاسة أحمد شفيق في اللجان الانتخابية بالمنطقة".

ونقل التلفزيون عن الأمين العام للجنة القضائية العُليا للانتخابات الرئاسية المستشار حاتم بجاتو، قوله إن عناصر الجيش والشرطة أوقفت مجموعة من الأشخاص أمام اللجان الانتخابية بمنطقة "سيدي جابر" بمحافظة الأسكندرية يقومون بتوزيع أقلام على الناخبين يزول حبرها بعد عدة ساعات.

وحثَّ بجاتو الناخبين على التصويت باستخدام الأقلام التي توفرها لجنة الانتخابات داخل اللجان الانتخابية.

وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية أعلنت في وقت سابق اليوم، أن جميع اللجان الانتخابية تمارس عملها منذ الثامنة صباحاً، عدا بعض اللجان التي تأخرت في فتح أبوابها أمام الناخبين.

وقال رئيس اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية المستشار فاروق سلطان إنه تلقى في تمام الساعة التاسعة والنصف ما يفيد أن جميع اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية تؤدي عملها في استقبال الناخبين للادلاء بأصواتهم بنسبة 100%.

وأوضح سلطان أن الغالبية العظمى من لجان الانتخابات على مستوى الجمهورية والبالغ عددها 13.099 لجنة بدأت أعمالها في الموعد المقرر لها الساعة الثامنة صباحاً، لافتاً إلى أن أعداداً محدودة من اللجان الانتخابية في محافظات القاهرة، والمنيا، والغربية، والدقهلية تأخرت عن موعدها قرابة الساعة بسبب تأخر بعض القضاة عن الوصول إلى مقار اللجان بالموعد المقرَّر بسبب بُعد بعض اللجان ووجودها في أماكن بعيدة أو نائية.

وأضاف أن اللجان الانتخابية ستُغلق أبوابها في تمام التاسعة مساء بعد الانتهاء من عمليات الاقتراع في اليوم الأول لانتخاب رئيس جديد لمصر، مشيراً إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً في ختام عملية التصويت اليوم.

وناشد المستشار سلطان الناخبين ممن لهم حق التصويت في تلك الانتخابات الحرص على التوجه إلى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في اختيار رئيس جديد للبلاد، محذِّراً من أنه سيتم تفعيل حُكم القانون بتوقيع غرامة مالية قدرها مائة جنيه على من يتخلف عن أداء واجبه الانتخابي في الإدلاء بصوته في تلك الانتخابات.

وأشار إلى أن عمليات فرز الأصوات سوف تجرى اعتباراً من مساء غد الأحد بداخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة ويتم إعلان النتيجة النهائية واسم الفائز برئاسة مصر في موعد غايته نهاية الأسبوع الحالي.

وكان نشطاء سياسيون قد دعوا، بوقت سابق، المواطنين على مقاطعة جولة الإعادة من انتخابات رئاسة الجمهورية.

ووزَّع نشطاء يُطلقون على انفسهم إسم "مبطلون"منشورات وقاموا بلصق إعلانات على أبواب قطارات مترو الأنفاق بالمحطات الرئيسية (التحرير – شبرا الخيمة – الجيزة – الشهداء – حلوان - المرج) تدعو المواطنين إلى مقاطعة جولة الإعادة لانتخابات رئاسة الجمهورية التي بدأت صباح اليوم.

وأبلغ عدد كبير من المواطنين يونايتد برس انترناشونال هاتفياً أن إعلانات "مقاطعون" تضمنت عبارات "تسقط الفاشية العسكرية .. تسقط الفاشية الدينية"، و"يسقط حُكم العسكر .. يسقط حُكم المرشد" في إشارة إلى انتماء المرشح المستقل أحمد شفيق إلى المؤسسة العسكرية وانتماء مرشح حزب "الحرية والعدالة" محمد مرسي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي يقودها شخص يحمل لقب "مرشد".

ونشأت حملة "مبطلون" وحركات أخرى أهمها "مقاطعون"، بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي جرت شهر مايو الفائت، وأسفرت عن حصول مرسي وشفيق وهما يمثلان بحسب تلك الحركات "جناحي النظام السابق".

وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر حذَّرت، بوقت سابق من اليوم، الناخبين من استخدام أقلام يختفي حبرها بعد دقائق ما يؤدِّي إلى بطلان الصوت.

ونبَّه عضو الأمانة العامة للجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، المستشار طارق شبل، في مقابلة مع فضائية (سي.بي.سي) المصرية صباح اليوم، الناخبين من الحصول على أقلام حبر جاف من أشخاص يقفون أمام اللجان الانتخابية، يختفي حبرها بعد دقائق ويصبح الصوت في هذه الحالة باطلاً.

وأوضح شبل أن لجنة الانتخابات الرئاسية، أرسلت أمس، تحذيراً لكل القضاة في اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية، ورسائل قصيرة للتنبيه بالأمر، مشيراً إلى أن كل لجنة مثبت بها أقلام خاصة للناخبين للإدلاء بأصواتهم.

وكان نشطاء مصريون حذروا، من خلال صفحات على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، من استخدام أقلام حبر خاصة تنتشر حالياً لصالح أحد المرشحين الرئاسيين، موضحين أن هذه الأقلام تحوي حبر جاف يتطاير بعد فترة من استخدامه.

ويتوافد الناخبون المصريون منذ صباح اليوم إلى مراكز الاقتراع للتصويت في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح الأخوان المسلمين محمد مرسي والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وفتحت لجان الاقتراع في جميع محافظات مصر والقاهرة الكبرى أبوابها عند الساعة الثامنة من صباح اليوم أمام الناخبين المصريين، وذلك لاستكمال أول انتخابات رئاسية بعد الثورة.

وتستمر جولة الإعادة لمدة يومين وتجري عملية الاقتراع في نحو 13100 لجنة انتخابية على مستوى البلاد لاستقبال نحو 51 مليون ناخب مسجّل، فيما يؤمن الانتخابات نحو 150 ألف فرد من القوات المسلحة.

وظهرت طوابير الناخبين أمام عدد كبير من المدارس التي تضم لجاناً انتخابية قبل نحو ساعة من فتح باب التصويت.

وقد تم فتح المواصلات العامة مجاناً أمام المواطنين، وتخفيض تذكرة المواصلات المكيفة إلى النصف.

وتأتي جولة الإعادة بعد يومين من صدور حكمي المحكمة الدستورية العليا في مصر ببطلان إنتخابات مجلس الشعب (البرلمان) وبعدم دستورية ما يُعرف بقانون العزل السياسي الذي مكّن شفيق من الترشّح.

وجرت أول إنتخابات رئاسية مصرية منذ ثورة 25 يناير 2011، التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحكم، يومي 23 و24 مايو الماضي، وأعلنت اللجنة العليا للإنتخابات صعود مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، إلى جولة الإعادة.

تويتر