طالبت باستبدال زراعته بمحاصيل غذائية أكثر استدامة

دراسة جديدة لمنظمة الصحة العالمية: "التبغ" يقتل 8 ملايين شخص كل عام

طالبت منظمة الصحة العالمية، في دراسة جديدة نشرتها بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، باستبدال زراعة التبغ بمحاصيل غذائية أكثر استدامة، تساهم في حماية الأمن الغذائي في كافة أصقاع المعمورة.

وبحسب الدراسة فإن التبغ يزرع في أكثر من 124 دولة، حيث يشغل ذلك النبات الضار نحو 3.2 ملايين هكتار من الأراضي الخصبة التي يمكن استخدامها لزراعة الغذاء.

وأعربت منظمة الصحة عن استيائها لتحويل تلك الأراضي الخصبة إلى مصدر لإنتاج محصول يقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، ويقوض الاقتصادات العالمية ويلحق الضرر بالبيئة، في حين تواجه 79 دولة انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتنتج كل من البرازيل والصين والهند أكثر من 55% من محاصيل التبغ العالمية، وتأتي بعدها في الترتيب إندونيسيا وملاوي وموزمبيق وتركيا وتنزانيا والولايات المتحدة وزيمبابوي.

ووفقا للدراسة فإن شركات التبغ الكبيرة سعت إلى تخفيض تكاليف الإنتاج عن طريق نقل زراعة وإنتاج أوراق التبغ إلى البلدان منخفضة الدخل ولاسيما في القارة الأفريقية.

فمن سنة 2005 إلى العام 2020، انخفضت المساحة المزروعة بالتبغ على مستوى العالم بنسبة 15.8 %، بينما زادت في القارة السمراء بنسبة 19.8٪، علما أن شرق أفريقيا يستحوذ على نسبة 88.5% من إنتاج أوراق التبغ في القارة الفقيرة.

وفي حين تلعب بلدان شمال أفريقيا دورًا ضئيلًا أو معدومًا في إنتاج التبغ، فإن لها في الوقت نفسه أحجامًا تجارية كبيرة في استيراد التبغ الخام أو السجائر.

وشددت الدراسة على أن دوائر صناعة التبغ العمالية تحاول تقويض جهود مكافحة التدخين.

وقالت في هذا الصدد: "ما لا يتم مناقشته كثيرًا هو الاعتقاد الخاطئ بأن زراعة التبغ هي عمل مربح للغاية للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وجيد للاقتصاد بشكل عام، وعادة ما يتم تسليط الضوء على المساهمة الاقتصادية لزراعة التبغ في الاقتصادات المحلية والوطنية، وأرقام التوظيف والميزان التجاري الوطني".

من ناحية أخرى قالت منظمة الصحة في تقريرها إن هناك 1.3 مليون طفل على مستوى العالم يشاركون في زراعة التبغ، وأن أغلبهم ينتمون إلى عائلات فقيرة، مما يجعلهم يتغيبون عن مقاعد المدرسة لمساعدة أهاليهم في تلك الزراعة.

وأكدت الدراسة أن مهام الأطفال في تلك الزراعة تتضمن خلط واستخدام المبيدات الحشرية، وحصاد أوراق التبغ يدويًا وربطها بالعصي لكي تجف، وفرز التبغ المجفف وتصنيفه، ما يعرضهم للمواد الكيميائية الضارة والنيكوتين.

وكانت دراسة سابقة لمنظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن التبغ تسبب في وفاة 100 مليون شخص عبر العالم خلال القرن العشرين.

وهو السبب الذي جعل القائمين على سياسات الدعم الموجهة للبلدان النامية يؤكدون أن التبغ يمكن أن يكون السبب الأول في 80% من الوفيات حتى عام 2030 في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

ودقت المنظمة ناقوس الخطر بسبب تصاعد أعداد الوفيات بسبب التدخين اللاإرادي أو السلبي.

والتدخين السلبي هو استنشاق الدخان الذي يملأ المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة، عندما يحرق المدخنون منتجات التبغ، من قبيل السجائر والأراجيل. وتنتشر في الهواء أكثر من 4000 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أنها ضارة، و50 أخرى معروف أنها تسبب السرطان.

إضافة إلى ذلك، يتسبّب دخان التبغ غير المباشر في إصابة البالغين بأمراض قلبية وعائية وتنفسية خطيرة، بما في ذلك مرض القلب التاجي وسرطان الرئة. ويتسبب في إصابة الرضع بالموت المفاجئ.

فنصف عدد الأطفال تقريبا يتنفسون بانتظام هواء ملوثا بدخان التبغ في الأماكن العامة، وأكثر من 40% منهم يعيشون مع مدخن سواء تعلق الأمر بالأب أو الأم أو الاثنين معا.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأطفال "شكلوا في عام 2004، 28% من الوفيات الناجمة عن دخان التبغ غير المباشر".

ومنذ العام 2005، التزمت منظمة الصحة العالمية بمكافحة تعاطي التبغ على الصعيد العالمي، عبر اتفاقية وقعها في فبراير من تلك السنة 178 طرفا.

وتتمحور الاتفاقية حول مكافحة التبغ عبر آليات موحدة، وتشير الهيئة العالمية إلى أنها تعد "إحدى أكثر المعاهدات التي حظيت بالقبول في تاريخ الأمم المتحدة".

الاتفاقية في نظر منظمة الصحة العالمية أصبحت "أهم أدوات مكافحة التبغ، وهي معاهدة مسندة بالبيانات، تؤكد حق الشعوب في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، وتوفر الأبعاد القانونية للتعاون الصحي الدولي وتضع معايير عالية للامتثال".

تويتر