الرحمتات.. يوم الأطفال الرمضاني المحبب في السودان

صورة

ينفرد السودان بامتلاكه ليوم احتفالي بهيج يرعاه الكبار ويتألق فيه الأطفال ، يقام في آواخر  شهر رمضان الكريم يدعى "يوم الرحمتات".

الاحتفالية تتضمن إقامة السودانيين موائد عامرة يدعى إليها الأهل والأحبة  للدعاء بعدها على روح الراحلين من جهة ، و بمسيرات بهيجة يقودها الأطفال حيث يطوفون في الشوارع ويدقون على  الأبواب، وهم ينشدون أغاني محببة .

وطبقا لروايات شعبية سودانية ، فان المصطلح (الرحمتات) تشكل من دمج كلمتين هما "الرحمة"، "تأتي"، وهناك تسميات أخرى يطلقها سودانيون على المناسبة مثل "عشاء الميتين "و "الجمعة اليتيمة"، لكن في الغالب تكون المناسبة في آخر خميس رمضاني لهذا فان الاسم الأول هو الأنسب لها.

وينشد الأطفال وهم يتجولون من منزل لآخر،  حيث تقدم لهم "الفتة باللحم" و"منقوع التمر" فيما يسمونه  بـ"الحارة "، أغاني معينة مثل "الحارة ما مرقت ، ست الدوكة ماوقعت ، قشايه قشايه ، ست الدوكه نسايه، كبريته كبريته ، ست الدوكه عفريته ، ليمونه ليمونه ست الدوكه مجنونة"، أتات أتات ، أدونا تلات بلحات ، ، تينتين تينتين أدونا لحم ميتين "، واحيانا تصل الأغاني ألي حد الممازحة بالتلويح بالتهديد فيقولوا " أدونا الحارة ولانفوت ، ولانكسر البيوت"، بحسب روايات سودانيين التقتهم "الإمارات اليوم " بالقاهرة .

وقالت الباحثة السودانية المقيمة بمصر تهاني أبوالقاسم ، أن " الاحتفالية اختلفت في الوقت الراهن عما كان عليه الأمر في طفولتها ،فقد كانت الغالبية تذبح خراف في يوم الرحمتات ، لكن الآن اقتصر على شراء البعض كمية لحوم بسيطة ، كما أن الظاهرة تقاوم الانقراض  وتحولت إلى موسم ينتظره طلاب الخلاوي الفقراء ونزلاء المستسفيات بسطاء الحال ، لكنه علي أي حال لا يزال يوم بهيج للأطفال يتمسكون به ".

وتابعت تهاني أبوالقاسم أن "هذه العادة تأتي ضمن سياق من التكافل اشتهر به الشعب السوداني في شهر رمضان الكريم مثل إقامة الإفطار الجماعي في الشارع أمام المنازل وفي الساحات، أو استضافة الغرباء أو المسافرين على الطرقات لتناول الإفطار".

تويتر