تاريخ "الإهانات الدبلوماسية" بين الرؤساء والزعماء من سليم الأول إلى بوتين (فيديو)

عرضت مجلة "إيكونوميست" الأميركية لمحات من التاريخ "البغيض" للإهانات والتهكمات الدبلوماسية بين الزعماء والمسؤولين وأسبابها وتغير طريقتها مع مرور الزمن.

وأشارت المجلة إلى الموقف الأخير الذي صدر من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي تحدث عن حوار "البكم مع الصم" لدى لقائه في موسكو وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، التي ذهبت إلى هناك، قبل أيام، في محاولة للتخفيف من حدة التوتر الحاصل بشأن أزمة أوكرانيا.

وأدلى الوزير، المعروف بعدم لباقته الدبلوماسية، بهذا التصريح قبل أن يغادر الاجتماع الذي عقد بينهما وتركها وحيدة أمام المايكروفون، وفق المجلة.

وفي تقريرها بعنوان "التاريخ البغيض للإهانات الدبلوماسية... لماذا ظل السياسيون في العالم يسخرون من بعضهم البعض منذ فترة طويلة"، تذكر المجلة إلى أنه قبل قرون كانت الإهانات الدبلوماسية أشد فظاظة مما هي عليه الآن، لكن الأجواء بقيت مشحونة كما هي.

وتذكر أن السلطان العثماني سليم الأول عندما أراد إعلان انتصاره على والي "دولكادر"، الإمارة العازلة بين العثمانيين والمماليك، أرسل سفيره إلى القاهرة، حيث فتح حقيبة بها رأس الوالي المقطوعة وألقى بها أمام قدمي السلطان المملوكي، أحد أقرب حلفاء الوالي المقتول.

وفي عام 1827، ضرب والي الجزائر السفير الفرنسي بمضرب ذباب أثناء نزاع حول الديون، وكانت هذه الواقعة قبل استعمار دام نحو 130 عاما.

ويشير التقرير إلى أن الدبلوماسية الحديثة أصبحت أقل ميلا للمواجهة الجسدية، لكنها "مشوحنة بالقدر ذاته"، وتصدر أحيانا من قادة ديكتاتوريين يظهرون "ازدراء" لخصومهم المنتخبين ديمقراطيا، كما أن بعضم قد يستمتعون بإبراز الشعور بالقوة والثقة بالنفس أمام مواطنيهم، الذين ينظرون إليهم باعتبارهم يتحدون الغرباء.

وتشير على سبيل المثال إلى الزعيم الفنزويلي، هوغو شافيز، الذي كان معروفا بخطاباته اللاذعة ضد الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، وكان يصفه بـ"الشيطان".

وإلى رئيس زيمبابوي الراحل، روبرت موغابي، الذي وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، بأنه "صبي يرتدي بنطالا قصيرا"، وهو تصريح نال إشادة داخلية حتى من خصومه.

وربما لأسباب مماثلة، يقول التقرير، وصف دبلوماسيون صينيون رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، بأنه "صبي".

 

ويشير التقرير إلى طريقة أخرى ربما أكثر ضراوة من الفظاظة، وهي الخدع التي يقوم بها المسؤولون، مثل الخلاف الدبلوماسي الذي حدث بين تركيا وإسرائيل لأن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي جعل السفير التركي يجلس على أريكة منخفضة خلال اجتماع.

جربت تركيا هذه الخدعة في وقت لاحق من خلال تهميش رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بجعلها تجلس على أريكة بينما كان الرئيس التركي، رجيب طيب إردوغان، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل،  جالسين على كرسيين كبيرين.

وفي عام 2007، أزعج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المستشارة اللأمانية آنذاك، أنغيلا ميركل، عندما قدم إليها كلبا ضخما، رغم علمه برهاب ميركل المعروف للكلاب.

ويقول التقرير إن الانتقادات اللاذعة والشتائم ستستمر، حيث توفر الدبلوماسية الحديثة فرصا أكثر من أي وقت مضى لأشكال جديدة من المشاحنات، من بينها "الميمات"، مثلما حدث عندما غرد المرشد الأعلى لإيران، على خامنئي، في 2018 بوصفه إسرائيل بأنها "ورم خبيث" فردت عليه السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة بلقطة شاشة من فيلم "Mean Girls"، مرفقة بعبارة "لماذا أنت مهووس بي"؟

وكان الرئيس الروسي قد أثار الجدل مؤخرا لدى استقباله نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في موسكو، عندما جلسا معا على مسافة متباعدة للغاية، ومغادرة بوتين القاعة تاركا ضيفه خلفه.

تويتر