"كيف تعذب يهوديا؟".. حادثة تشعل ضجة في درس عن الإنجيل

عبرت والدة يهودية في ولاية تينيسي الأميركية عن غضبها واستيائها بعد حادثة تعرضت لها ابنتها من ذوي الاحتياجات الخاصة في حصة لتعليم الإنجيل بمدرستها في مدينة تشاتانوغا.

ونقلت صحيفة "جوروزاليم بوست" تدوينة للوالدة عبر فيسبوك شرحت فيها ما فعله مدرّسة في حصة لتعليم الإنجيل.

وعبرت الوالدة، جونبير روسو، عن قلقها بشأن إلحاق ابنتها في برنامج ما بعد المدرسة بعنوان "Bible in the Schools"، وهي حصص مخصصة لتعليم الإنجيل كوثيقة تاريخية بعيدا عن أي أفكار دينية، ولم تتمكن روسو من العثور على برامج أخرى تواكب ابنتها من ذوي الاحتياجات الخاصة، خلال الفترة الزمنية المحددة، لذا قررت أن تلحق ابنتها في هذا البرنامج كتجربة تثقيفية.  

لكن روسو قالت إنها لاحظت في البداية أن المنهج المعتمد لتدريس الإنجيل في مدرسة ابنتها الواقعة في مقاطعة هاميلتون، والذي قدمه المعلمون للطلبة، تضمن أسئلة من بينها "هل تقرأ الإنجيل في منزلك؟"، مضيفة أن الحصص تضمنت عرض مقاطع فيديو أنتجتها مؤسسة "Bible in Schools" أظهرت الديانة المسيحية ضمن نور ساطع، بينما أظهرت كافة الديانات العالمية الأخرى وكأنها أعاصير تجلب الظلمات، ووصفت روسو الحصص بأنها "تدعو للتبشير المسيحي بوضوح".

أما الحادثة التي استدعت انتباه الوالدة، فوقعت الأسبوع الماضي، حيث ذكرت روسو أن المعلمة كتبت على السبورة ترجمة إنكليزية للكلمة التي تطلق على اسم الرب في اللغة العبرية، وقالت المعلمة للطلبة إن "هذا الاسم لا ينطق علنا بل يكتب فقط في التوراة. ثم قالت: 'إن أردتم أن تعذبوا يهوديا، أجبروهم على النطق بهذا بصوت عال'".

 وذكرت روسو أن ابنتها عادت إلى المنزل "وهي تشعر بضيق شديد لسماعها المعلمة وهي تنصح الطلاب حول كيفية تعذيب اليهود، وأخبرتني أنها لا تشعر بالأمان في الحصة". وأضافت "كيف يمكننا أن نقول إن مدارسنا لا تقبل أي شكل من التنمر إن كانت معلمة ترشد الطلاب بكيفية فعل ذلك؟".

وأشارت روسو إلى أنها تحدثت إلى المدرسة وإلى الجمعيات اليهودية الناشطة في قضايا محاربة معاداة السامية، وطالبت باجتماع يضم ممثلين عن المنظمات اليهودية وهيئة التدريس وإدارة المدرسة بالإضافة إلى المعلمة وابنتها، لكنها قالت إن المعلمة رفضت عقد اجتماع مع أولياء الأمور.

وأضافت روسو أن البرنامج يستخدم منذ أكثر من 100 عام لـ "إجبار الدين في المدارس الحكومية ونبذ الأطفال غير المسيحيين" ، وأكدت أن الحادثة أتت في أعقاب حظر رواية مصورة بعنوان "ماوس" التي تستعرض تاريخ المحرقة اليهودية، في قبل مقاطعة مكمين التي تقع بالقرب من تشاتانوغا.

من جهته، قال المتحدث باسم المدارس في المقاطعة، ستيف دورميوس، في تصريح لصحيفة "Times Free Press" المحلية إن "مدارس مقاطعة هاميلتون تلتزم بتأكيدها على أن طلابنا وموظفينا ينعمون بأجواء يملؤها الانتماء والدعم".

وأضاف "هذا الأسبوع، تلقينا شكوى من أحد أولياء الأمور حول نشاطات تخص برنامج 'تاريخ الإنجيل' الاختياري في مدرسة شرق هاملتون الإعدادية. ووفقا لسياسات مجلس الإدارة، تقوم المقاطعة بالتحقيق في الواقعة، وعند الانتهاء منه، سنقوم باتخاذ الخطوات الملائمة بناء على نتائج ذلك التقييم".

وكان برنامج "Bible in Schools" بدأ في مقاطعة هاملتون عام 1922، ويسمح للطلاب بدراسة الإنجيل من "ناحية ثقافية وتاريخية"، ومن "وجهة نظر محايدة بمنهاج حظي بالموافقة القضائية"، وفقا لما ذكره البرنامج عبر موقعه الإلكتروني.

وأشار موقع البرنامج إلى أنه "يتيح التحاق الطلاب من كافة المدارس الحكومية وبشكل متساوٍ".

ولا يعد تدريس الإنجيل من ناحية تثقيفية أمرا مخالفا للقانون في الولايات المتحدة. إذ أصدرت المحكمة العليا عام 1963 قرارا يحظر القراءة الإجبارية للإنجيل أو الصلاة في المدارس العامة، وعدته أمرا مخالفا للدستور، أما دراسة الإنجيل أو الدين "عند تقديمه بصورة موضوعية كجزء من برنامج تدريسي علماني"، فإنه يعد أمرا قابلا للتطبيق من دون الإخلال بالحريات التي يوفرها الدستور الأميركي.

تويتر