بالفيديو.. أطفال غزة يشاهدون الأفلام العالمية ويأكلون الفشار أمام شاشة السينما

أصبح العالم في القرن الواحد والعشرين، وغزة ما زالت خالية تماما من دور السينما، التي غلقت قبل عشرات السنين، ولكن بات بإمكان أطفال غزة وأشبالها مشاهدة الأفلام المفضلة بالنسبة لهم، عبر الشاشة الكبيرة، بعد أن أضحت السينما بين متناول أيديهم.

ويعيش أطفال غزة يوميا تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة لهم، وذلك بفضل مشروع ومبادرة «باص السينما»، الذي أطلقته «جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي» المحلية، للترفيه عن أطفال القطاع، والتخفيف من حدة الأزمات النفسية التي لازمتهم نتيجة استمرار الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، وذلك عبر أسلوب جديد لم يعهده صغار غزة، وهو بث ثقافة السينما فيما بينهم.

حلم يتحقق
وجدت «الإمارات اليوم» داخل مقاعد «باص السينما»، الذي كان يعرض مجموعة من الأطفال في ساحة مدرسة البسمة الحديثة في حي تل الهوى، إلى الجنوب الغربي لمدينة غزة، حيث حالة الاندماج التام من قبل الأطفال مع الأفلام المعروضة، فيما رسمت على وجوههم معالم البهجة والسرور، لإدخال شاشة سينما متنقلة داخل غزة المحاصرة.

وكان الطفل إسلام أبو شاويش البالغ من العمر ثمانية أعوام يتناول الفشار، بينما كان يتابع بكافة حواسه برفقة مجموعة من طلبة مدرسة البسمة الحديثة، فيلم الرسوم المتحركة «فرديناند».

ويقول الطفل إسلام أبو شاويش في لقاء جمعه مع «الإمارات اليوم»، «إني أعيش تجربة جميلة تمنيتها خلال مشاهدة الأطفال عبر شاشات التلفاز يترددون على دور السينما، لمشاهدة أفلامهم المفضلة».

ويمضي الطفل أبو شاويش بالقول،«اليوم تحقق حلمي وجلست أمام شاشة السينما، وشاهدت مجموعة من أفلام الرسوم المتحركة، وأهممها، فيلم الوحوش اللطفاء «زوتوبيا»، وفيلم «فرديناند»، وأتمنى أن يعرض باص السينما بشكل دائم الأفلام العالمية التي يفضلها كافة الأطفال».

تجربة فريدة
يعرض باص السينما يوميا عبر شاشاته الداخلية والخارجية، مجموعة منتقاة من الأفلام المتنوعة، الهادفة إلى نشر قيم التسامح واللا عنف، بعد موجة قتل وتدمير عاشوا تفاصيلها على مدار 11 يوما متواصلا، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، منتصف شهر مايو الماضي، وذلك بحسب منسق مشروع باص السينما محمود الهرباوي.

ويقول الهرباوي في حديث خاص مع «الإمارات اليوم»، «نظرا للحالة المأساوية التي يواجهها أطفال غزة، ولعدم وجود سينما في غزة، قررنا الانطلاق بفكرة «باص السينما»، الممولة من الاتحاد الأوروبي، لنثر البهجة والسرور بين الصغار في كل مكان، ولا سيما المناطق النائية الحدودية والمهمشة.

ويشير إلى أن حافلة السينما قدمت خدماتها حتى الآن لقرابة 28000 شخص، من خلال المشاركة في مبادرات وأيام ترفيه، سواء داخل الأندية أو المدارس ورياض الأطفال، ومناطق مفتوحة وعامة، إلى جانب المناطق المهمشة والنائية الحدودية.

ويوضح منسق مشروع «باص السينما»، أن العرض الداخلي يتسع لـ60 مشاهدا من الأطفال وثلاثة أطفال من ذوي الإعاقة الحركية، كما أن باص السينما مزود بلوحات الطاقة الشمسية، حتى يتمكن الأطفال من مشاهدة الأفلام دون الحاجة لتيار كهربائي، في ظل أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع المحاصر.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر