بالفيديو.. "مسحّراتي فلسطين" صوت التراث الذي لم يغيبه "كورونا"

مع بداية ساعات الفجر الأولى في كل يوم من أيام شهر الصيام الفضيل، يرتدي المواطن الفلسطيني مجدي الهسي ٥٦ عاما زي المسحّراتي التراثي، فيما يجتمع من حوله أفراد "فرقة صامد للسحور"، إيذانا لانطلاقهم في شوارع غزة، ضمن واجبهم الديني والوطني لإيقاظ السكان وقت السحور.

أفراد فرقة "صامد" التي أسسها المسحراتي مجدي الهسي الملقب بـ"أبو الليل" منذ ٣٣ عاماً، قبل انطلاقهم، يتخذون كافة إجراءات الوقاية لمواجهة فيروس كورونا المتفشي في موجاته الثانية والثالثة، ليجوبوا شوارع وأزقة الأحياء والحارات الفلسطينية لإيقاظ المواطنين، والمصابين داخل الحجر المنزلي.

فرقة المسحراتي "صامد"، هي إحدى نماذج ومشاهد حضور المسحراتي في جميع الأراضي الفلسطينية، التي ما زالت منتشرة بشكل كبير رغم من تطور المجتمع تكنولوجيا، حيث يعمل الكثير من المواطنين في مهنة المسحراتي، للحفاظ على ما ورثوه عن الآباء والأجداد، حيث يرتدون الزي التراثي، وينشدون عبارات المديح والأهازيج التراثية المتوارثة، والتي يجذبون من خلالها الناس لسماعهم والاستيقاظ على أصواتهم.

قضت " الإمارات اليوم" ليلة رمضانية في مخيم الشاطئ للاجئين وحي الميناء على شاطئ بحر غزة، وحي الرمال وسط مدينة غزة، والبلدة القديمة في مدينة القدس الشريف، حيث رافقت الشبان المسحراتيَّة في تلك الأماكن ومنازل المواطنين التي يقصدوها لإيقاظ الناس وقت السحور.

وتستمر فرقة صامد بالتجوال في شوارع مدينة غزة بعد منتصف الليل حتى أذان الفجر الأول، حيث يصدح أبو الليل بعبارات الأناشيد الدينية والأهازيج الوطنية، فيما يقرع من خلفه أفراد الفرقة الطبول لتنبيه الأهالي وقت السحور، ورسم الابتسامة على ووجوه الأطفال، ومن هذه العبارات،" الشهر صائم، الفجر قائم، اصحَ يا نائم، وحد الرزاق".

ويصدح المسحراتي الهسي بعبارات يهديها في كل ليلة إلى مدينة القدس الشريف ومدن الضفة الغربية، التي لا يتمكن سكان غزة من دخولها، إلا أنها تبقى حاضرة في أهازيج المسحراتي أبو الليل في جميع ليالي شهر رمضان الفضيل.

وبالانتقال إلى البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف، ينطلق المسحراتي الشاب محمود بدر من حارة السعدية، متنقلا بين عقبة السرايا وطريق الواد أحد زقاق البلدة القديمة، متجولا بين منازل السكان المقدسيين في أحياء باب حطة والسلسلة مناديا على السكان باسم العائلات، لحثهم على الاستيقاظ، ليحط رحاله عند باب القطانين أبرز وأهم أبواب المسجد الأقصى المبارك، ولسانه يصدح قائلاً: "يا نائم قم تسحر، وادعو للأقصى يتحرر".

 

الأكثر مشاركة